مسلسل "دار النسا".. تقاطع قصص نسائية في فضاءات طنجة

تتجه حلقات مسلسل "دار النسا"، الذي يعرض كل مساء على القناة الأولى المغربية، لمخرجته سامية أقريو، إلى الكشف بشكل تدريجي ومشوق عن قصص نساء يجتمعن في بيت واحد في إحدى دروب القصبة في طنجة.

وحققت الحلقات الأولى من المسلسل الدرامي الاجتماعي، الذي ألَّفته الفنانة نورا الصقلي، مشاهدات عالية سواء أثناء عرضه على القناة الأولى أو من خلال إعادة مشاهدته على حساب القناة الحكومية على منصة "يوتوب".

ويشارك في العمل الدرامي الجديد، نخبة من ألمع النجوم المغاربية، على غرار: نورا الصقلي، والفنانة ابتسام العروسي، ومريم الزعيمي، وفاطمة الزهراء قنبوع، إلى جانب ياسين أحجام، وأمين الناجي، وسعد موفق، وإدريس الروخ.

قصة العمل

وتدور أحدث المسلسل حول قصة أمينة الأرملة التي تعيل أبناءها الثلاثة ووالدتها، إلى جانب صديقتها التي تنضم إليهم بعد قضاء عقوبة سجنية، إذ تثير عودتها ذكريات الماضي الصعبة جدًا، وتُضطر أمينة لمواجهة أسرار ظنت أنها دفنت.

ومن خلال قصص النساء، يتناول المسلسل بشكل جريء ومؤثر مجموعة من الموضوعات الاجتماعية الحساسة؛ مثل الاغتصاب والعنف الزوجي، إلى جانب مشكلة المخدرات وتأثيراتها على الشباب والتلامذة وأسرهم.

انتقاد واقع صنّاع المحتوى

وأكدت الناقدة السينمائية، ياسمين بوشفر، أن "مسلسل دار النسا يتضمن قصصًا نسائية تتقاطع لتشكل القصة الشاملة للمسلسل، لأنهن نساء يعشن في أسرة واحدة، وتربطهن أمور أخرى كثيرة إلى جانب الارتباط الدموي".

واعتبرت بوشفر في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "تسجل نقاط قوة في المسلسل، تعكسها مبادرة بطلة المسلسل أمينة، لإحداث مدرسة للتكوين في الحلويات اختارت لها اسمًا رمزيًا هو كعب غزال، وهي مشاريع مطلوبة جدًا في أحياء شعبية من أجل إدماج الشباب في مجال العمل".

وأضافت الناقدة السينمائية، أنه "يوجد في المسلسل ما يبين قيمة التكافل الاجتماعي في المجتمع، من خلال مساعدة شاب في التكوين، رغم أنه كان موزع مخدرات في السابق، وهو ما يعطي انطباعات لدى المشاهدين بأنه يمكن للشخص أن يتغير، وفقط يجب أن تكون هناك إرادة ذاتية للتغير".

وأفادت المتحدثة ذاتها، أن "المسلسل ينتقد واقع صنّاع المحتوى والمؤثرين من خلال شخصية فاتن التي تسوق لحياتها في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ولو أنها سلوكيات يمكنها أن تدمر حياتها بشكل أو بآخر".

وأشارت الناقدة، ياسمين بوشفر، إلى أن "طنجة ليس فيها قصص الاغتصاب والإدمان وترويج المخدرات فقط"، مضيفة أنه "كان هناك ضعف في الإدارة اللغوية للممثلين، ولم يُبذل جهد لتلقين بعض الممثلين اللهجة الشمالية لكيلا يحدث تناقض في الحوار ".