أحدث الدراسات العلمية حول مكافحة الكوليرا
أحدث الدراسات العلمية حول مكافحة الكوليراأحدث الدراسات العلمية حول مكافحة الكوليرا

أحدث الدراسات العلمية حول مكافحة الكوليرا

الكوليرا إنتان حاد يصيب الأمعاء الدقيقة، وتسببها بكتيريا ضمة الكوليرا، وتتسبب بإسهال شديد تنجم عنه خسارة كبيرة في سوائل وأملاح الجسم.

وتنتشر عدوى الكوليرا عندما يلوث براز المُصاب مياه الشرب، وينتقل أيضا مع الطعام الذي يتم ريه أو غسله أو طهيه بمياه ملوثة، مثل الفواكه والخضار والمأكولات البحرية.

وقدّرت منظمة الصحة العالمية وجود حوالي 2.86 مليون إصابة بالكوليرا و95000 حالة وفاة سنويا.

وفي العام 2017، أعلنت "فرقة العمل العالمية لمكافحة الكوليرا" خطة للقضاء على الكوليرا في أكثر من 20 دولة، وتقليل عدد وفيات الكوليرا بنسبة 90% بحلول العام 2030.

وتم تطوير لقاحات ضد الكوليرا، لكنها لم تكن فعالة في الوقاية من الكوليرا خلال الأوبئة.

وتنحصر فائدتها في توفير حماية قصيرة الأجل للمسافرين الذين يزورون المناطق التي تستوطن فيها الكوليرا.

ANN-EFS

تُعد الأمراض المنقولة عن طريق المياه أحد الأسباب الرئيسية لتفشي الأمراض المعدية في مستوطنات اللاجئين، لكن فريقا بقيادة جامعة يورك طور آلية جديدة للحفاظ على مياه الشرب آمنة باستخدام تقنية "التعلم الآلي".

ونظرا لعدم ضخ مياه الشرب في المستوطنات، يجمع اللاجئون المياه من الصنابير العامة باستخدام حاويات التخزين.

وقال مايكل دي سانتي، الباحث في معهد "داهديله" لأبحاث الصحة العالمية في جامعة يورك وأحد المشاركين في الدراسة: "كانت إعادة تلوث مياه الشرب الآمنة سابقا أثناء جمعها ونقلها وتخزينها عاملا رئيسيا في تفشي الكوليرا وغيرها من الأوبئة في مستوطنات اللاجئين والنازحين في كينيا وملاوي والسودان وجنوب السودان وأوغندا".

وتُحافظ مادة الكلور على صلاحية المياه للشرب، ولكن عند جمعها في حاويات التخزين يفقد الكلور فعاليته خلال 24 ساعة أو أقل، ما يهدد صحة الناس.

وباستخدام تقنية التعلم الآلي (ANN-EFS)، طور فريق البحث التابع لمعهد "داهديله" لأبحاث الصحة العالمية في يورك طريقة جديدة للتنبؤ باحتمالية بقاء كمية كافية من الكلور بعد تعبئة المياه في حاويات التخزين.

وقال دي سانتي: "كما هو الحال مع توقعات الطقس، إذا كانت هناك فرصة بنسبة 90% لتساقط الأمطار، فيجب إحضار مظلة، وبدلا من المظلة، نطلب من مشغلي المياه زيادة تركيز الكلور بحيث تكون هناك نسبة أكبر من الأشخاص الذين يشربون الماء بشكل آمن".

ذيفان Pseudomonas aeruginosa

اكتشف باحثون في جامعة ماكماستر مادة قاتلة للبكتيريا لم تكن معروفة من قبل، ما يمهد الطريق لجيل جديد من المضادات الحيوية.

وأظهرت الدراسة، التي قادها جون ويتني في معهد مايكل جي ديجروت لأبحاث الأمراض المعدية، أن جرثومة Pseudomonas aeruginosa، تفرز ذيفانا يقتل أنواعا أخرى من البكتيريا، من ضمنها الكوليرا.

وقال ويتني، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء الحيوية والعلوم الطبية الحيوية: هذا البحث مهم؛ لأنه يُظهر أن ذيفان Pseudomonas aeruginosa يستهدف جزيئات الحمض النووي الريبي الأساسية للبكتيريا الأخرى، ما يُضعف من تأثيرها السلبي على جسم الإنسان.

وتتطلب جرثومة الكوليرا حمضا نوويا يعمل بشكل صحيح حتى تكمل دورة حياتها.

وقال الباحثون: "إن هذا التطور يبني آمالا كبيرة للأبحاث المستقبلية التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى علاجات جديدة تكافح الكوليرا وأنواع أخرى من البكتيريا، واستغلال الثغرة المكتشفة حديثًا لتطوير مضادات حيوية أكثر فاعلية في المستقبل".

9-tert-butyldoxycycline (9-TB)

أظهرت دراسة جديدة نُشرت مؤخرا في مجلة Ecole Polytechnique Fédérale de Lausanne أن الضغط المعتدل على الميتوكوندريا باستخدام مضاد حيوي يمكن أن يزيد من تحمل الجسم للجراثيم المختلفة بما فيها ضمة الكوليرا.

وقال البروفيسور يوهان أويركس من كلية العلوم في لوزان وأحد المشرفين على الدراسة: "بدلا من محاربة الجرثومة نفسها، تُركز هذه الدراسة على تحفيز الكائن الحي المضيف تجاه التحدي الالتهابي من خلال تعزيز استجابة الخلية المخموجة".

وبين الباحثون أن إحدى هذه الإستراتيجيات تعتمد على ظاهرة بيولوجية تعرف باسم "تكوين الميتوهورم"؛ التي تتمثل بأنّ الضغط الخفيف على ميتوكوندريا الخلية يؤدي لسلسلة من الاستجابات تزيد قدرة الخلية على البقاء.

والميتوكوندريا هي أحد العضيات الرئيسية لإنتاج الطاقة في الخلية.

وبما أن الميتوكوندريا تطورت من البكتيريا، فهي عرضة للمضادات الحيوية؛ لذا نظر الباحثون في المضادات الحيوية المختلفة التي تؤثر على الميتوكوندريا، وحددوا جزيئات جديدة في عائلة التتراسيكلين مثل "9-tert-butyldoxycycline (9-TB)" تؤثر على الميتاكوندريا دون أن تقتلها.

وتمت تجربتها على الفئران المصابة بالأنفلونزا، ولاحظ الباحثون نقص الحمل الفيروسي لديها، ولكن تبقى هذه التقنية بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد فاعليتها في مكافحة الكوليرا.

ويوصي الأطباء بضرورة غلي مياه الشرب في فترات التفشي، وغسل اليدين بالماء والصابون لمدة دقيقتين قبل تناول الطعام وبعد الخروج من الحمام، وطهي الخضار واللحوم جيدا، والابتعاد عن الوجبات التي تحوي لحوم أو أسماك نيئة، وغسل الفواكه والخضار بشكل جيد قبل تناولها، والابتعاد عن الفواكه التي لا يُمكن تقشيرها مثل العنب والتوت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com