انفجار كابول انتكاسة إضافية لتعليم الفتيات في أفغانستان
انفجار كابول انتكاسة إضافية لتعليم الفتيات في أفغانستانانفجار كابول انتكاسة إضافية لتعليم الفتيات في أفغانستان

انفجار كابول انتكاسة إضافية لتعليم الفتيات في أفغانستان

أرادت أن تصبح طبيبة، وراحت تذاكر حتى منتصف الليل على مدى الأسابيع الماضية لتدخل امتحان الالتحاق بالجامعات في أفغانستان، وهي امتحانات تمثل فرصة للنساء للحصول على تعليم أعلى في الوقت الذي يواجهن فيه قيودا متنامية من حكومة طالبان.

لكن يوم أمس الجمعة انتهت رحلة الجد والاجتهاد عندما فجر مهاجم انتحاري عبواته الناسفة في أثناء اختبار عملي في قسم للبنات داخل غرفة مكتظة بمعهد كاج التعليمي، وهو مركز للدروس الخاصة في العاصمة كابول.

أسرع والد ريحانة، وهو صاحب متجر، بنقلها إلى المستشفى لكنها أسلمت الروح.

وقالت عمتها خاطرة، التي طلبت ألا يُنشر اسمها كاملا خشية الانتقام منها: "كانت تقول دائما "إذا واتتك فرصة يجب ألا تضيعها، وعليك أن تبذل أقصى جهد للاستفادة منها"، لكنها لم تكن تعرف أنها سوف تنال الشهادة".

وكانت الفتيات مثل ريحانة، اللاتي حُرمن من فرصة تلقي التعليم العام في المدارس الثانوية في ظل حكم طالبان التي وصلت إلى السلطة قبل عام، كثيرات من بين ضحايا الانفجار في مركز الدروس الخاصة.

وقال سكان في الحي لهم قريبات أو صديقات أو جارات من بين القتيلات والمصابات والمصدومات نفسيا لـ"رويترز" إن الحادث انتكاسة عنيفة للفتيات اللائي يحاولن أن يتعلمن في ظروف صعبة بالفعل.

وقع الانفجار في المنطقة الغربية من كابول التي يسكنها كثيرون، مثل ريحانة، من أقلية "الهزارة"، ومعظمها من طائفة الشيعة في أفغانستان التي تسكنها أغلبية من السنة.

وكانت "الهزارة" هدفا لهجمات في السابق نفذها تنظيم داعش، الذي يغالي في تطرفه، وغيره من التنظيمات.

وقالت سكينة نظري، (25 عاما)، وهي من سكان الحي وطالبة سابقا في كاج أصيبت صديقة لأسرتها بجراح خطيرة، إنه بعد إغلاق المدارس الثانوية للبنات "صارت هذه المؤسسات الخاصة أملنا الأخير، للأسف هذه المعاهد مهددة أيضا الآن".

وأُغلقت المدارس الثانوية للبنات في معظم الأقاليم، ومن بينها كابول، منذ وصول طالبان إلى الحكم في شهر أغسطس/آب لعام 2021، فقد حنثت قيادة الحركة بوعود بفتح جميع المدارس بحلول شهر مارس/آذار الماضي.

وصارت مراكز الدروس الخاصة، مثل كاج، شريان حياة للفتيات الراغبات في مواصلة تعليمهن ونيل فرصة للالتحاق بالجامعات التي ما زال مسموحا للنساء الدراسة فيها، رغم أنهن يواجهن قيودا متزايدة وتحديات اقتصادية متنامية.

وكان هناك طلاب أيضا يؤدون نفس الاختبارات العملية في كاج يوم الجمعة، بحسب مصدر من طالبان وشاهد، لكن المهاجم توجه إلى القسم الذي تؤدي فيه الفتيات الاختبارات منفصلات عن أقرانهن الشبان، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإناث ضحايا.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في بيان: "تفيد التقارير بأن فتيات من طائفة شيعية من الهزارة في أفغانستان كن أغلبية الضحايا الذين سقطوا بين قتيل وجريح والذين زاد عددهم على ستين".

وأشارت البعثة الأممية إلى أنه "لا بد من تقديم المسؤولين عن الانفجار إلى العدالة، يتعين على طالبان أن توفي بالتزاماتها بضمان السلامة لجميع الأفغان".

وأدان مسؤولو طالبان الهجوم وقالوا إن الحركة ستصل إلى مرتكبيه وتقدمهم للعدالة.

وكانت طائفة "الهزارة" هدفا لسلسلة من الهجمات حتى في ظل الجمهورية التي أطاحت بها طالبان.

وقالت سكينة يوسفي وهي من داعيات التعليم المتطوعات في المنطقة: "ليس هذا هو الهجوم الأخير ولم يكن الأول".

وأضافت أن الأسر، وكثير منها إمكانياتها متواضعة، قدمت كل شيء لتعليم أبنائها خلال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتريد تعليم بناتها. وأضافت أن هذه الأسر باتت مذعورة.

وقالت: "كثير من الناس خائفون من إرسال أطفالهم، وبناتهم إلى مركز للتعليم الخاص أو جامعة، كان الذهاب إلى المدارس تحديا كبيرا، والآن هناك فقط المزيد من التحديات".

لكن عمة ريحانة قالت إن الأسرة قررت أن يتعلم جميع أبنائها بمن في ذلك شقيقة ريحانة "انتقاما لمقتلها"، ومضت قائلة: "يريدون منعنا من التعليم بهذه الأفعال وبهذا القتل لكنهم لن يوقفونا أبدا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com