ما المدن الأكثر استدامة في العالم؟

يمكن تحقيق نجاح كبير مع العيش بموارد محدودة عن طريق الاهتمام بالتعليم الجيد والثروة المالية والمشاريع المجتمعية، ويجب أن يكون ذلك مصحوبا برؤية شاملة للتقدم الاجتماعي، وهو ما يعتمد عليه مؤشر "Arcadis" للمدن المستدامة والذي يتضمن المدن التي لديها أفضل المناظر الطبيعية مع وضع الاهتمام بكوكب الأرض في المقام الأول وتوفير الفرص لمواطنيها.

وفي هذا التقرير، نرصد قائمة بالمدن الأكثر استدامة في العالم، وهي:

أوسلو

انتقلت مدينة أوسلو النرويجية من المرتبة الثامنة في مؤشر المدن المستدامة في عام 2018 إلى المرتبة الأولى في عام 2022.

وحققت أوسلو أهداف منظمة الصحة العالمية الخاصة بمعدل تلوث الهواء والذي يتراوح بين 10-12 ميكروغراما / متر مكعب منذ عام 2019؛ بسبب وجود كميات كبيرة من المساحات الخضراء مع انخفاض انبعاثات الكربون.

ويوجد في أوسلو أكثر من 1400 كيلومتر من طرق الغابات و 2100 كيلومتر من المسارات الطبيعية، ومع ذلك، تستخدم أوسلو الكثير من الطاقة المتجددة، مثل الطاقة المائية، والتي تشكل نحو 60% من إجمالي استهلاكها للطاقة.

وتم خفض انبعاثات الكربون في العاصمة النرويجية بشكل كبير منذ عام 2013، إذ تحاول المدينة جاهدة تحقيق هدف ما يقرب من صفر انبعاثات بحلول عام 2030.

ستوكهولم

تعد السويد هي الدولة الثانية في مؤشر OCED للتوازن بين العمل والحياة، ويقضي السويديون أكثر من 15 ساعة يوميًا في أوقات الفراغ أو الراحة، وتستخدم ستوكهولم جداول العمل المرنة لتقديم حافز أفضل للعمل وزيادة الإنتاجية.

مع ذلك، تستخدم القطارات والحافلات في العاصمة الطاقة المتجددة بنسبة 100% منذ عام 2017، ما يجعل ستوكهولم واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم وتهدف المدينة إلى استخدام بدائل الوقود الأحفوري بحلول عام 2030؛ ما يسهم في الحصول على هواء نظيف.

وتعد السويد من الناحية الاقتصادية واحدة من الدول العشر الأولى الأكثر مساواة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

طوكيو

تعتبر طوكيو واحدة من الدول الرائدة في مجال النقل بالمدن المستدامة، كما يتضح من رؤية الحكومة اليابانية في عام 2021 والتي صممت إستراتيجية طويلة الأجل لتوفير دليل للتوقعات والمشاريع التي تضمن حياة أكثر استدامة في المدينة المزدحمة من خلال التقنيات الرقمية والمتقدمة.

تعتمد معظم وسائل النقل في طوكيو على خيارات عامة أو مركبات غير مزودة بمحركات مثل الدراجات، وذلك على عكس العديد من المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، ويعمل ذلك على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحسين نوعية الحياة عن طريق التقليل من الازدحام والضوضاء وتهدف طوكيو إلى الوصول إلى صفر انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

كوبنهاجن

تعتبر كوبنهاجن ،عاصمة الدنمارك، واحدة من أكثر المدن كفاءة في استخدام الطاقة والاستدامة في العالم، وتمتلك المدينة خطة محايدة للكربون بحلول عام 2025، تهدف إلى أن تصبح أول مدينة تحقق حيادية الكربون بحلول ذلك العام.

ومع ذلك، خفضت كوبنهاغن انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80% منذ عام 2009، ولكن من غير المرجح أن تصل إلى صافي الصفر بحلول عام 2025.

يعتبر النقل المستدام أحد الأمور التي تعتمد عليها المدينة، إذ أزالت كوبنهاغن أكثر من ثلث وسائل النقل التي تعمل بالوقود الأحفوري منذ عام 2019 والتي قضت على أكثر من 90 ألف طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًّا.

وتضم مدينة كوبنهاجن مساحات خضراء مع حدائق على الأسطح في المباني المشيدة حديثًا والتي تتمتع بالاكتفاء الذاتي بفضل مياه الأمطار.

برلين

تضم برلين أكثر من 2500 متنزه ومليون شجرة وهناك العديد من الشركات الناشئة لحماية البيئة وتعزيز جودة الهواء، مثل: شركة Green City Solution التي تطبق خطة Green City Trees وهي نوع من أثاث الشوارع الذي يحفز الأشخاص على البقاء في الخارج والذي ينظف الهواء في الوقت ذاته بفضل مرشحات الطحالب الطبيعية.

ومع ذلك، تخطط برلين لأن تصبح محايدة مناخيًّا بحلول عام 2045 وزادت برلين من طموحاتها بشكل أكبر، إذ من المقرر خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70% على الأقل بحلول عام 2030 وبنسبة 90% بحلول عام 2040.