رسالة إلى الطفل في داخلي
رسالة إلى الطفل في داخليرسالة إلى الطفل في داخلي

رسالة إلى الطفل في داخلي

مرحبًا.. أنا أنت ولكن مع بعض التجاعيد الإضافية وبضع سنوات زائدة أخرى، ومع الكثير من الخبرات ولكن لا يزال هناك الكثير مما يجب ان أتعلمه.
تناول موقع nospensees تفاصيل هذه المشاعر عبر هذه الرسالة التي يقول فيها صاحبها:

أفكر فيك كل يوم وأحاول أن أجد عذوبتك وبراءتك.

أخذتني الحياة في مسارات متعرجة، فكان علي أن أواجه خلالها وفاة شخص عزيز، أو مرض أحد الأقارب، وتفكك علاقات عاطفية، وفقدان وظيفة ... لكنني لا أستطيع أن أنساك أبدًا.

كما عشتُ تجارب سعيدة للغاية. لقد قابلت أشخاصًا رائعين، ذهبت إلى أماكن رائعة، أحببت، وقبّلت، وعانقت، وضحكت، والأهم من ذلك تعلمت أشياء لم ترضني وأخرى ملأت وجودي بالسعادة.

أنت في زاوية قلبي

في بعض الأحيان تكون ألوان التعلم مؤلمة. علمتني الحياة أشياء لم أكن أعرفها عندما كنت طفلاً، وأتمنى اليوم ألا أعرفها.

الأشخاص الذين أحبهم كثيرًا يمكن أن يصابوا بالمرض فجأة، الأشخاص الذين أحبهم كثيرًا يمكن أن يختفوا من حياتي، والآن بعد أن أصبحت شخصًا بالغًا لا يمكنني التعبير عن مشاعري بالطريقة التي كنت تفعل أنت.

كل هذه الأشياء ليس من السهل والبديهي معرفتها، وبخاصة الحياة نفسها.

إلا أنني أعلم أنك ما زلت موجودًا في زاوية من زوايا قلبي، وأن طفلا يتحكم في ذهني عندما أبدأ في غناء أغنيتي المفضلة بصوت عالٍ، عندما أرقص وحدي في المنزل، عندما أضحك بصوت عالٍ مع صديق، أو عندما أستمتع بربع ساعة من الجنون الطفولي.

لكن في بعض الأحيان يصعب علي أن أشعر بمثل هذا القرب منك.

ليتك تذكرني أن هناك أناسًا رائعين في هذا العالم، قادرين على الحب وإعطاء الحب، وأنني قادر على أن أكون شغوفًا مرة أخرى، حتى وإن كنتُ أعتقد أنني لم أعد قادرًا على فعل ذلك، وأن الحياة في الواقع أبسط بكثير مما يبدو.

ليتني أستعيد براءتي

أود أن أستيقظ ذات يوم وأقول لنفسي إنني لن أذهب اليوم إلى المدرسة لأنني مريض، حتى أبقى في المنزل وأرسم حيوانات خيالية تطير من دون أجنحة وتعبُر محيطات من ورق.

أتمنى لو أستطيع دائمًا أن أقول ما أفكر به، وببراءة عفوية لا أهين بها أحدًا.

أتمنى أن أبكي في أي وقت وألا أضطر أبدًا إلى كبح دموعي.

وعلى الخصوص ليتني أعيد اكتشاف براءة نظرك، ذلك النظر الذي يجعلني أفكر أن العالم فضاء لطيف وجميل وممتع.

نسيت انفصالنا لكن..

لا يسعني أن أتذكر متى انفصلنا، لكن يقيني أن الأمر كان وقتًا معقدًا.

ربما، أيها الطفل في داخلي، نسيت انفصالنا ذاك في مرحلة ما من حياتي، لكن عندما شاهدت الأطفال يلعبون في حديقة في أيام الربيع تذكرتُ كل فترات ما بعد الظهر تلك التي كنت أبحث فيها عن مغامرات جديدة مع أصدقائي، والفضول الذي شعرت به وأنا أطير لأول مرّة في طائرة، والإثارة التي كانت تملؤني عندما ذهبت للنوم في منزل أحد الأصدقاء، وتعليقاتي الطائشة أمام الكبار وهم ينظرون إليّ بابتسامة طيبة.

ما أود أن تذكرني به

ليتك تهمس في أذني كل يوم أن العالم يستحق كل هذا العناء، أحتاج منك أن تغزوني وتجبرني على أن أستسلم للانبهار بالحياة، حتى لا أخاف، حتى أشعر أني طفل فضولي يواجه العالم الجديد الذي من حوله.

إني أستطيع أن أحلم

وُجِدت الأحلامُ لكي تصبح حقائق، وليس لكي نهملها وننحيها جانباً ونتركها تتلاشى في الظلام.

لا تدعني أنسى هذا أبدًا، نشِّط وأوقِد أيها الطفل في داخلي، أحلامي، واجعلني أحلم كل يوم، لكي أحوّل أفكاري إلى أحلام، وحتى تتحول هذه الأحلام إلى أشياء ملموسة.

إنني قادر على أن أكون شغوفًا

طوال حياتي أيها الطفل في داخلي، كنتُ أبتعد عن براءتك، لأن كل تجاربي تركت في داخلي بصمات دائمة، وقد فقدتُ أوهامي والنظر الشفاف الذي كان عندي عندما كنتُ أنتَ، عندما كنتُ طفلاً.

ليتك تذكرني بأنني قادر على الشعور بالانفعالات والشغف تجاه الأشياء التي تهمني، والأشخاص الذين يجعلونني أشعر بالرضا والراحة والاطمئنان.

إني قادر على التعبير عن مشاعري

كنتَ أيها الطفل في داخلي تبكي، بصرف النظر عن المكان والوقت، وبغض النظر عمن كان يحيط بك. وعلى الفور أخذك شخص ما بين ذراعيه حتى يهدئ روعك.

ولكن جاء اليوم الذي انتهى فيه وقت البراءة. صرت أشعر الآن أنني غير قادر على التعبير عما أشعر به، إنها طريقة أدافع بها عن نفسي وحتى لا أظُهر ضُعفي.

ذكّرني أيها الطفل في داحلي أنه لا بأس إن بكيتُ، أو ضحكت أو عانقت أو قبّلت، من دون سبب، لأنني صرت أشعر بالرغبة في ذلك.

يجب ألا يفارقني الابتسام

أحيانًا يكون العالم مكانًا غير مرحّب كثيرًا، لكن إذا ابتسمتُ فسوف أراه بعيون أخرى، بعيونكم، بعيون طفل.

يمكنني بعد ذلك أن أثمّن كل سحابة تتحرك في السماء، وكل ورقة تسقط من الأشجار، وكل شعاع من أشعة الشمس ينير بصري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com