خمسون عاماً من العطاء للفن والإنسانية.. تجسد حياة الراحل هشام سليم‎‎
خمسون عاماً من العطاء للفن والإنسانية.. تجسد حياة الراحل هشام سليم‎‎خمسون عاماً من العطاء للفن والإنسانية.. تجسد حياة الراحل هشام سليم‎‎

خمسون عاماً من العطاء للفن والإنسانية.. تجسد حياة الراحل هشام سليم‎‎

تأتي وفاة الممثل المصري الشهير هشام سليم صباح اليوم الخميس  عن عمر ناهز 64 عاما، لتنهي رحلة خمسين عاما من العطاء في المشهد الفني المصري والعربي، بعد صراع طال لعامين مع مرض سرطان الرئة.

ولد هشام سليم في 27يناير /كانون الثاني عام 1958، وهو ابن لاعب الكرة المصري الشهير صالح سليم، الذي تقلد رئاسة النادي الأهلي المصري، وقد بدأ الفنان هشام سليم حياته كلاعب كرة قدم، إلا أنه ترك الرياضة متجها نحو الفن، تفاديا للمقارنات مع والده اللاعب الكبير.

وحصل الفنان المصري الراحل على شهادة السياحة والفنادق من جامعة حلوان في مصر، عام 1980، وقبل أن يكمل تعليمه كان قد بدأ بالفعل رحلته مع الفن في العام 1972، في أول أدواره مع الفنانة فاتن حمامة، في فيلم "إمبراطورية ميم".

وقدم سليم في هذا الفيلم دور "مدحت"، الولد المراهق، لأم تسعى لتربية ستة أطفال بعد وفاة زوجها، وقد عاصر الفيلم مرحلة التغير السياسي والاقتصادي والاجتماعي العربي في السبعينيات، نحو التحرر والديمقراطية، وكان الفيلم من إخراج حسين كمال.

وضوح وصدق

وعرف عن هشام سليم الطباع السهلة في التعامل مع زملائه والناس، فكان ذو موقف واضح، لا يميل للخداع والمواربة والكذب، ولعل حياته الرغدة التي عاشها بفضل نجومية وثراء عائلته، جعلت منه، شخصية لا تميل للتعيقدات، أو لمراوغة الآخرين، وبدا دوماً مبتعدا عن ضجة الوسط الفني وصراعاته، يهتم بعمله الفني فقط، ويميل لاختيار الأدوار الجديدة التي تضيف لمسيرته الفنية.

وعرف عن الفنان الراحل الوفاء في صداقاته، وإخلاصه لزملائه في المشهد الفني. حيث أن صديقه الراحل ممدوح عبد العليم، وهو ابن جيله في الفن والعمر، صرح في لقاء تلفزيوني سابق، بأنه دائم التواصل مع هشام سليم، من أجل اختيار الأدوار والمفاضلة بينها، وكان سليم يبتعد عن العمل الفني المعروض عليه، في حال كان فيه دورا لصديقه ورفيق عمره ممدوح عبد العليم، ويفضله عنه في الكثير من الأعمال الفنية، كنوع من الوفاء للصداقة.

الزمن الجميل

ونجح هشام سليم في كسب جماهيرية غير متوقعة، بعدما التحق بالمجال الفني، ودخل الفن في عصر الزمن الجميل، وسط عمالقة الفن وقتها فاتن حمامة، حسين فهمي، نور الشريف، عادل إمام، سمير غانم، إلا أنه نجح في حجز مكان مبكر في سلم النجومية، بفضل موهبته الكييرة في التمثيل، وقدرته على إنقان أدواره، فقد ورث الموهبة أيضا عن أبيه صالح سليم الذي بدأ حياته فنانا كذلك.

وبعد فليمه الأول، قدم الفنان الراحل فيلم "عودة الابن الضال" عام 1976، وتألق في فيلم "تزوير في أوراق رسمية" عام 1984 مع الفنان محمود عبد العزيز واشتهرت من الفيلم أفنية "دنجي دنجي" في وقتها وكان هشام سليم ممن يغنونها، وقدم في الفيلم دور الشبداب الباحث عن ذاته وطموحه، في فترة تغير المجتمع المصري وسط الثمانينيات.

وقدم من بعد ذلك "مسلسل ليالي الحلمية" عام 1987، وهو من أعظم الأعمال المصرية التلفزيونية، واكثرها غزارة بالفنانين، بما يقترب من 300فنان مصري، وصور المسلسل التاريخ المصري من عصر الملك فاروق، حتى منتصف الثمانينات، وأخرجه إسماعيل عبد الحافظ.

مشاعر عينيه

وبرع هشام سليم في تقديم الرجل المصري "الكلاس"، ابن العائلة، في مسلسل "هوانم جاردن سيتي" عام 1997، وقدم خلاله الفنان الراحل دور محسن الشاذلي وقد كان نهجه البساطة والسلاسة في التمثيل، وهو ما جعل منه نجما يصل للقلوب بسهولة، وكانت عيناه خلال التمثيل تقدم مشاعره كام يجب، فنال محبة الجمهور دون أدنى تكلف أو ابتذال في أدواره.

ابن الحتة

ولمع هشام سليم في مسلسل أرابيسك، من تأليف أسامة انور عكاشة، وهذا المسلسل المصري الذي جسد فترة زلزال مصر عام 1994، ونقل شكل الحياة الشعبية في مناطق الأحياء المصرية القديمة، وكذلك سلط الضوء على طبيعة الشاب المصري "ابن الحتة" وكان يقوم ببطولة المسلسل الفنان الكبير صلاح السعدني. فيما قدم هشام سليم دور حسني، الأخ الاصغر لحسن النعماني الذي تدور حوله القصة.

صراع ومال

ومن آخر أعمال الراحل هشام سليم جاء مسلسل "بين عالمين" عام 2017، وقد لاقى المسلسل نجاحا كبيرا خلال عرضه، وقام ببطولته بالإضافة لهشام سليم الفنان طارق لطفي، وناقش السيناريو الصراع على المال والسلطة في المجتمعات. حيث قدم هشام سليم دور "نادر"، الذي بدا لافتا خلال الأحداث، وكان يستديع بخبرته التمثيلية الطويلة أن يمنح المشاهد المزيد من الزخم والثراء الفني.

ومسلسلات كثيرة نجح فيها الفنان هشام سليم من اختراق قلوب الناس، ونيل محبتهم، حيث تألق في " كلمة سر" عام 2016، "أهل اسكندرية" عام 2014، "اسم مؤقت" عام 2013، "اختفاء سعيد مهران" عام 2010، "حرب الجواسيس" عام 2009، "لحظات حرجة" عام 2007، وغيرها من الأعمال.

نجم التسعينات

ونال هشام سليم بفضل تألقه لقب "نجم التسعينات"، من قبل النقاد الفنيين المصريين، لكنه في لقاء تلفزيوني، وبكل تواضع، فضل أن يطلق عليه لقب الممثل لا أكثر، وعبر عن عدم ميله للألقاب الفنية.

في سنواته الأخيرة، واجه الراحل هشام سليم انتقادات بعض الانتقادات من الجمهور، بسبب موافقته على تحول جنسي لابنته نورا، لتصبح ذكرا، بسبب ما قيل إنه خلل هرموني في جيناتها، وقد عبر عن ذلك بأنه لا قدرة له فيه، وقد كان خيار ابنته، معبرا عن دعمه لاختيارها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com