مسلسل "ستليتو".. مواجهة بين الخير والشر بقالب درامي مثير
مسلسل "ستليتو".. مواجهة بين الخير والشر بقالب درامي مثيرمسلسل "ستليتو".. مواجهة بين الخير والشر بقالب درامي مثير

مسلسل "ستليتو".. مواجهة بين الخير والشر بقالب درامي مثير

يقدم المخرج التركي إندر إيمير دراما عربية بمشاركة مجموعة من أبرز ممثلي سوريا ولبنان، في مسلسل "ستليتو" المعروض على منصة شاهد 2022.

ويعالج المسلسل قضايا إنسانية هامة، من أبرزها مقدرة الخير على مواجهة الشر، وكذلك الخيانات الزوجية، والعلاقات الاجتماعية وتعقيداتها، والانطباعات الأولى عن حياة الآخرين.

والمسلسل أعادت كتابته لبنى مشلح نقلا عن المسلسل التركي "جرائم صغيرة"، فيما كتبت مي حايك السيناريو.

وتدور الأحداث حول 4 سيدات تجمعهن علاقة من الماضي خلال فترة الدراسة، يقمن باسترجاع أحداث أليمة، إلى حاضر حياتهن، ليبدأ صراع من نوع آخر، يمكن تشبيهه بلمس الأكتاف في المصارعة.

حيث تعود ألمى (كاريس بشار) للظهور من جديد في حياة صديقاتها الشريرات، بمحض الصدفة، لتبدأ من بعدها صراعات الانتقام.

حدث مفاجئ

وتمضي الأحداث منذ اللحظة الأولى بشكل مشوّق وطريقة عرض مغناطيسية للمشاهدين، حيث تسقط جثة من مكان مرتفع، وسط احتفال لصديقات ألمى، ليتضح فيما بعد، بأنها صديقتها فلك (ديمة قندلفت)، إحدى النساء الأربع اللواتي تدور القصة حولهن.

ذلك الحدث الدرامي الغامض، يضمن للمسلسل سير الأحداث بشكل متوتر لوقت طويل، ومع مرور الوقت، يتم الكشف تدريجيا عن طبيعة الشخصيات المشاركة، وصفاتهم، وأسرار الصراع الدائر بين النساء الأربع، والكشف عن جذوره من ماضٍ يرجع لعام 1998.

فلاش باك

ويعتمد السيناريو المكتوب على طريقة "الفلاش باك" في توضيح وتحليل الأحداث، عبر شبكة علاقات متداخلة، تحيل لأكثر من تأويل، ويصير البحث عن القاتل سرًا كبيرًا، يمكن أن يكون لأي طرف في الحبكة الدرامية، دور فيه.

ومع استمرار البكرة الدرامية في الانفراد تزداد حدة التوتر بين الشخصيات، وتكشف دراما المسلسل عن صراعات بين فلك وألمى منذ الطفولة، التي أقنعت جويل، ونيلا بالعمل معها على القضاء على ألمى المتفوقة في كل الأشياء عنهن، عبر إلصاق فضيحة الشرف باسمها.

خيانات

وبالإضافة إلى الحبكة الدرامية المعتمدة على الجريمة، فإن المسلسل يلقي بخيوط أخرى خلال الأحداث، كأن يتم الكشف عن الخيانة من خلال كذبة صغيرة، حيث يلجأ لؤي (سامر المصري) للكذب على زوجته نيلا، لتبدأ الشك في خيانته الزوجية، وبالفعل تكتشف ذلك فيما بعد.

ويحاول المسلسل بداية تصنيف الناس الخيرين وفصلهم عن الناس الأشرار، لكن من بعدها يستدرج المشاهدين لمنطقة صراع حرجة، حيث يكون على ألمى الوقوف في صف ذاتها، والاقتراب من الأشرار للانتقام منهم والتخلي عن الحيادية التي لطالما طالبها بها أستاذها خالد، الذي نال أقسى أشكال الإيذاء الوظيفي بالفصل المتعسف؛ بسبب فلك وزميلاتها في الماضي.

تحليل

ويحمل المسلسل رؤية تحليلية عميقة للذات الإنسانية من خلال تفسيرات مختلفة يلجأ إليها طاقم التحقيق الأمني بعد حدوث الجريمة، وهم يعملون كراوٍ للأحداث، بحيث يتم تقطيع المشاهد بالعودة إلى الماضي، وبثها عقب كل حوار عن الشخصيات وتحليلها من خلال المحققين، وكأنك تشاهد لحظات توثيقية لحياة مجموعة من الناس، وهو ما أتاح التنقل الزمني في الأحداث بين الحاضر والماضي.

رموز

ويمكن من خلال الرموز الفنية التي وضعها السيناريو اكتشاف دلالات تحليلية حول الشخصيات، فمثلا تقوم ألمى بضرب مقتنيات المنزل بيدها، بلحظة غضب، وتلاحق الكاميرات سقوط حبات الليمون على الأرض، وهو ما يمثل لحظة انقلاب في شخصية ألمى، حيث يسقط الليمون، برمزيته الأسطورية للعدالة والسلام، وهي الفكرة التي جاءت ألمى من أجل إثباتها على حياة صديقاتها اللواتي آذينها في الطفولة.

تمنت ألمى أن تجد أحوال صديقاتها سيئة كعقاب طبيعي من الحياة، لكنها وجدتهن يعشن بأفضل حال، ولاقت نفس طريقة الشر منهن، فقررت الانغماس معهن في حلقة الصراع، والانتقام عن بؤس حياتها الطويل، حيث "وضعت العصا في قفير النحل" وتحملت لسعاته، من أجل رد الاعتبار، وهو ما يضع الخير والشر على المحك خلال الأحداث.

كما وظهرت معاكسة الخير والشر في مشهد الجنازة، حيث ارتدت جميع الصديقات اللون الأسود، ومضين بجانب ألمى، بفستانها الأبيض النقي، حيث أراد فريق الإخراج تجسيد هذا التناقض في الصفات والسلوك بينهن منذ البداية.

رأس مدبر

وتأتي شخصية فلك على شكل الرأس المدبر للشر خلال الأحداث، فهي النرجسية المتحكمة بكافة الأشخاص من حولها، ولا تقبل بأن يكون أحدهم يمتلك الأهمية في وجودها.

وظهرت نبرة الشر منذ طفولتها، حينما نجحت ألمى في أخذ مكانها كمغنية رئيسية لفرقة المدرسة، ولجأت فيما بعد، إلى إيذائها عبر كمين مدبر.

على الهامش

وعلى هامش الأحداث، كان هنالك خيط درامي عاطفي يمضي ببطء، حيث اعتمدت الأفكار الإخراجية على تعدد الصدف، من أجل أن يلتقي كريم (قيس شيخ نجيب) بألمى، وهو الشاب الأربعيني الوسيم، المتعثر بمشاكله خلال العمل، ويواجه خطر الخسارة والإفلاس، ويتزوج من فلك، غريمة ألمى.

لكن المبرر الدرامي هنا فقد جودته من خلال تكرار غير موضوعي من أجل أن تتم العلاقة العاطفية بين البطلين، لدرجة أنه صار من الممكن توقع ما سيحدث في مشهد معاناة كريم من الاختناق على الطريق، فكانت دوما ألمى هي المخلص له، عن طريق صدفة إخراجية مبتذلة.

مشاهد مثيرة

وبدت طريقة عرض كريم في مشهده الأول خلال الأحداث، غير عائلية، فكانت الكاميرا تركز على جسده العاري، ونقاط الماء الساخن تتساقط على جسده، وشيبه وعضلاته، وهو تقديم لا يشبه حتى طبيعة شخصية كريم، كما وتكرر المشهد خلال تصوير استحمام ألمى، بما لا يتناسب مع شخصية كل منهما، المائلة إلى الخجل والحياء، فلو كان هذا المشهد لفلك لكان مبررا دراميا.

ويمكن تحليل انتحار الطفلة التي أنقذتها ألمى في الحلقة الأولى، بواقعية نقل التجربة، حيث كان لألمى تجربة انتحار فاشلة في طفولتها، لكن الحوار المقنع الذي قدمه المشهد، لم يكن فيه من المنطقية ما يقنع، وبدا عليه الابتذال.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com