تطوير مرهم من شجرة استوائية يعالج التهابات الجلد المزمنة

تعتبر الالتهابات الجلدية المزمنة الناجمة عن الإصابة بداء السكري من أبرز إصابات جروح الجلد غير القابلة للشفاء.

ووفق مجلة "سينس ترانسلشنال ميديسن" الطبية، توصل فريق أطباء من مؤسسات متعددة في المملكة المتحدة وأستراليا إلى علاج واعد يمكنه علاج مثل هذه الجروح بفعالية.

وطور الباحثون هذا العلاج الفعّال من مرهم طبيعي، من عصارة شجرة تسمى"بلاشوود"، وموطنها في ولاية كوينزلاند الأسترالية.

وكانت بحوث سابقة أظهرت أن عصارة شجرة "بلاشوود" لها خصائص طبية متنوعة، حيث يدرس عصارتها حاليًا فريق دولي من الباحثين لاكتشاف ما إذا كانت قد تساعد في علاج مرضى السرطان.

وفي هذا الإطار، درس الباحثون من المملكة المتحدة وأستراليا عصارتها؛ لمعرفة مدى تأثيرها في علاج جروح الجلد المزمنة التي يصعب علاجها.

وخلال الدراسة، فحص الفريق البحثي عينات من عصارة شجرة "بلاشوود"، وحددوا جزيئًا يبدو أنه مرشح واعد لعلاج الالتهابات البكتيرية للجروح المفتوحة والتي يصعب شفاؤها.

وأوضح الباحثون أن الجزيء الذي يشار إليه باسم EBC-103 يمكن أن يتداخل مع بنية الأغشية الحيوية لمنطقة الإصابة لدى المرضى، مما يسمح لجهاز المناعة بالقضاء على الجرح.

ووجدوا أيضًا أن هذا الجزيء تسبب في حدوث التهاب إضافي في منطقة الإصابة، والذي ساعد أيضًا في الشفاء.

وصنعوا بعد ذلك المرهم باستخدام هذا الجزيء وطبقوه خلال التجارب على نماذج حيوانية لعجول مصابة بجروح ناتجة عن إزالة القرون.

وأظهرت النتائج أن المرهم لم يمنع العدوى البكتيرية فحسب، بل وسرّع أيضًا من شفاء العجول بعد 28 يومًا، وذلك بنسبة 75%، مقارنةً مع 25% فقط من عجول لم تعالج بهذا المرهم.

ويعاني مرضى السكري من انخفاض في تدفق الدم إلى أقدامهم، مما يجعلهم عرضة للإصابة بجروح جلدية مزمنة وغير قابلة للشفاء.

وتكون هذه الجروح غير القابلة للشفاء معرضة بشكل خاص للعدوى البكتيرية، التي يصعب علاجها.

وفي هذه الإصابات تنشئ البكتيريا أغشية تمنع المضادات الحيوية من الوصول إليها.

كما يفضل علماء الطب عدم معالجة مثل هذه العدوى بالمضادات الحيوية التقليدية؛ وذلك لأنها تسرع من ارتفاع معدل المناعة ضد مثل هذه العلاجات.