المطربة التونسية سنيا بن عبدالله: اخترت الطريق الصعب وألوم الإعلام
المطربة التونسية سنيا بن عبدالله: اخترت الطريق الصعب وألوم الإعلامالمطربة التونسية سنيا بن عبدالله: اخترت الطريق الصعب وألوم الإعلام

المطربة التونسية سنيا بن عبدالله: اخترت الطريق الصعب وألوم الإعلام

اختارت المطربة التونسية سنيا بن عبدالله الطريق الصعب في الغناء، وسط زخم فني لم يعد يُعرف له أصل أو فصل، ساعية، قدر الإمكان، للارتقاء بذائقة المستمع العربي، بعد أن تربت على أصوات عمالقة كأم كلثوم وعبدالوهاب ووديع الصافي وفريد الأطرش وغيرهم من فناني الوطن العربي.

وتقول سنيا بن عبدالله، في حوار مع "إرم نيوز": "منذ بداياتي الفنية أتمسك بالطريق الصعب، وبتوجهاتي واختياراتي التي آمنت بها وسأبقى مؤمنة بها، لأنني على يقين بأن ما سيدوم في تاريخ الفن العربي هو الراقي والجميل الذي ينفذ لوجدان المتلقي، وعدا ذلك ترهات لن تدوم".

وتضيف: "تكويني العلمي كأستاذة للأدب العربي ساعدني في خياراتي الراقية، إضافة إلى فنانين وموسيقيين وملحنين وصحفيين ورجال ثقافة ما زالوا يؤمنون بالفن الراقي، وبأن الموسيقى هي فعلاً غذاء الروح والتي تشكل مصدراً حقيقياً للسعادة، هذا كله جعلني أصبر رغم الوضع المتردي الفني، وفي الوقت ذاته أنا غير مقتنعة بركوب موجة الهبوط الفني، فهي رغم أنها عاتية، لكنها ستسقط بعد ذلك وتأخذ كل ما حملته معها".

وعن توصيفها لواقع الأغنية اليوم، توضح المطربة التونسية بأنها تعتز بنفسها لأنها تتلمذت على أغنيات أم كلثوم منذ طفولتها، وأنها تحفظ أصعب أغانيها، وهذا كان أحد أهم الأسباب التي جعلتها غير راضية على واقع الفن اليوم، خاصةً بعد موجة الأغاني الهابطة على مستوى الكلمة واللحن، وفي ظل تقنيات تعديل الصوت، لذا تتحدى من يريد إثبات نفسه كمغنٍ أن يغني على المسرح، الذي تعتبره الفيصل، وهو الوحيد الذي يوصل المطرب إلى حالة السلطنة.

2022-09-139730591_10222678152534017_2209837250688866041_n-Copy
2022-09-139730591_10222678152534017_2209837250688866041_n-Copy

وتقول سنيا: "هناك فضائح بالجملة لمن يغني على المسرح، بما في ذلك لعمالقة بشهرتهم وليس بفنهم، من هنا أنا راضية عن خياراتي ومطمئنة البال، وفخورة بتمسكي بمبادئي واختياراتي وهي بالنسبة لي مسألة حياة أو موت".

وتتابع المطربة التونسية: "لدينا موروث عربي جميل، ومقامات رائعة جداً، فلماذا كمغنين نرتكب فظائع فنية باسم ما يطلبه المستمعون؟ ذلك لوّث آذان المستمع العربي، لذا كل ما أتمناه أن تحصل ثورة فنية وأن يعود للدُرّ معدنه".

وغنت سنيا بن عبدالله مجموعة هامة من القصائد لشعراء تونسيين وعرب، وبعدة لهجات، منها تجربة مع الشاعر إياد قحوش باللهجة الشامية البدوية تقريباً، وأخرى باللهجة المصرية، ولإيضاح علاقتها بالغناء بلهجات مختلفة.

تقول: "مشكلتي ليست باللهجات، بل أن أرضي ذاتي، باختيار الكلمة الراقية المعبرة، أهمية النص بالنسبة لي مسألة لا أناقش فيها، إن لم يمسني النص لن أواصل مهما كان اللحن مميزاً، والرداءة التي نعاني منها اليوم في الأغنيات أصلها في الكلمة، والألحان كلها تشبه بعضها، والكلمة عنصر فارق ومسألة فاصلة".

وتضيف المطربة التونسية: "غنائي بلهجات عديدة ليس بحثاً عن الشهرة، بل لأن أكون مستمتعة بالدرجة الأولى، لأن قناعتي أن ذلك سينتقل إلى المستمعين، وهذا الصدق في الاختيار والأداء والتصالح مع ذاتي سيصل إلى المستمع العربي".

وعن أعمالها الجديدة تقول سنيا بن عبدالله: "لي عمل من ألحان الملحن المغربي رشيد غلامي لنص شعري قديم، وأشتغل على أغنيات أخرى من ألحان مراد الأشقر، وسأسجل قريباً من ألحان داوود سلامي، وهناك موال من كلمات إياد قحوش وألحان ميشيل شلهوب، وهذا العمل عن الأم وبالنسبة إلي هو تحدٍ كبير، خاصةً أنني وفقت في إيصال اللهجة الشامية، وهناك أعمال أخرى مستقبلية من كلمات الدكتور قحوش وستمثل نقلة نوعية لأن الأغنية أتغنى بها بالأخت.

2022-09-44579646_10215683470231331_2385957841639833600_n-Copy
2022-09-44579646_10215683470231331_2385957841639833600_n-Copy

وهناك عمل آخر بعنوان "الأولى أنا والباقيات ثوانٍ" وهو من كلمات الشاعر التونسي نصر سامي وألحان العماني يوسف مطر، وثمة أغنية باللهجة التونسية "شو يللي مروح" وأغنية أخرى من ألحان زوجي معز بوسلاح، وكلمات نور الدين حسين، إضافة إلى ما سبق أن غنيته من ألحان الفيلوموسيقار لأنه دكتور في الفلسفة سالم العيادي والشاعر الدكتور الأمين مبروك".

ولأن سنيا أستاذة لغة عربية، فإنها تمتلك حساسيتها الخاصة للكلمات، أما بالنسبة لمرجعياتها اللحنية فهي أذنها وما تربت عليه، وحول ذلك تقول: "للأمانة بمجرد أن أستمع لأغنية، لو وجدتني أدندنها وتمكنت من بعض جملها منذ البداية، لا أتردد بقبولها، إحساسي هو الذي يجعلني أقبل أغنية دون غيرها، أحياناً تدمع عيناي لسماع لحن، وفي أخرى وكأنك يا بو زيد ما غزيت، أنا أؤمن كثيراً بحدسي، وهو لا يكذب أبداً".

ورغم رقي ما تغنيه المطربة التونسية إلا أنه تلوم باستمرار الإعلام وتتهمه بالترويج للسيئ، وعن ذلك تقول: "يؤلمني جداً الظلم الإعلامي في بلدي أولاً، فأنا من الفنانات اللواتي سعين دائماً إلى أن يغنين أغانيهن الخاصة، لست من عشاق "الكوفر"، لكن الإعلام في أيامنا هذه بات موجهاً، ويغص بالرداءة التي لا أعرف سببها، ليس في تونس فقط بل في الوطن العربي".

وتتابع سنيا عبدالله: "أما اليوم فمعظم الصحافة صفراء والأسئلة التي تطرح على الفنان تافهة، والهدف فقط كسب ملايين المشاهدات ولو على حساب المستمع والذوق العام، هناك إجرام على المستمعين، والإعلام ظالم لنفسه أولاً، وللفنانين الحقيقيين، ثانياً، أتمنى لو تتم إعادة النظر فيما يبث اليوم، وأن يتم تأسيس الإعلاميين بشكل صحيح، لنعود إلى أمثلة الإعلاميين في زمن الست أم كلثوم، الراقين في أسئلتهم، وحواراتهم المدهشة، وبمستواهم المعرفي الخلاق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com