إسرائيل.. 25 ألف مراهق معرضون للتشرد في الشوارع
إسرائيل.. 25 ألف مراهق معرضون للتشرد في الشوارعإسرائيل.. 25 ألف مراهق معرضون للتشرد في الشوارع

إسرائيل.. 25 ألف مراهق معرضون للتشرد في الشوارع

يواجه آلاف المراهقين الإسرائيليين خطر التشرد في الشوارع؛ عقب تسربهم من المنظومة التعليمية، أو لأسباب أخرى، بحسب تقرير صادر عن مركز البحوث والمعلومات التابع للكنيست.

وذكر التقرير، الذي نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أجزاء منه، اليوم الإثنين، أن التدقيق في أعداد المتسربين من المدارس، أظهر أن قرابة 25 ألف طفل ومراهق ممن تبلغ أعمارهم 14 عامًا فأكثر، أصبحوا خارج المنظومة التعليمية، وتشردوا في الشوارع.

ووجد فريق بحثي تابع للمركز طفلًا واحدًا فقط، يبلغ من العمر 9 أعوام، ينطبق عليه وصف متشرد، ولا ينتمي لأي صف دراسي.

وبدأ العام الدراسي الجديد في إسرائيل، مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، إلا أن آلاف المراهقين (ذكور وإناث) لم يتوجهوا إلى المدارس، ولم يلتحقوا بأية مدرسة، ويقضون أوقاتهم في الشوارع وسط شعور بالعزلة.

وحدد المركز إشكالية تتعلق بظاهرة الأطفال الذين يتخذون من الشوارع مسكنًا لهم، وسمَّاهم "أطفال الشوارع"، وقال إن "تلك الظاهرة لم تكن بهذه الضخامة، إلا أنه وضع يده على صنف من هؤلاء الأطفال يرفض الاستجابة لمحاولات إعادة التأهيل، كما يمتنع عن تلقي المساعدات أو العلاج الطبي".

وعزى هذا الرفض الذي يبديه هؤلاء إلى غياب الاستجابة المرنة والمناسبة من قبل الجهات المعنية أيضًا.

أمَّا عن أعمار الفئة المستهدفة من الأطفال والمراهقين المشردين، فتتراوح بين 14 إلى 17 عامًا.

أسباب الظاهرة

ويؤكد التقرير أن لديه سجلًا بأطفال أقل سنًا، وحالة واحدة لطفل في التاسعة من عمره.

ودُفع هؤلاء الأطفال والمراهقين إلى الشارع ليتخذوه مسكنًا، إثر تعرضهم لمشكلات رصدها التقرير، منها: العنف الأسري، الخلافات الحادة داخل الأسرة حول هويتهم الجنسية (أي حول إذا ما الطفل ذكر أم أنثى)، وهناك حالات يرجح معدو التقرير أنها غادرت المنازل والأسرة لأسباب ذات صلة بالدين.

ويقطن هؤلاء في مناطق لا تصلح للسكن، لم يحددها التقرير، مضيفًا أنهم يتعرضون لعنف بدني، ويتحولون إلى مجرمين أو مدمني مخدرات.

ويقول روعي حومري، رئيس شعبة العمل الميداني بجمعية "عيلم"، والتي تأسست عام 1983، إنه "بغرض مساعدة الأطفال المعرضين للخطر، يصادف فريق الجمعية يوميًا مئات الأطفال والمراهقين الذين يقطنون في الشوارع، ولا يجدون مكانًا للنوم، ولديهم انفصال بدرجات متفاوتة عن المجتمع".

وذكر أن العدد الأكبر من هؤلاء يتعلق بأطفال تبلغ أعمارهم 14 عامًا فأكثر، وحالة واحدة عُثر عليها حتى الآن لطفل لا يزيد عمره عن 9 سنوات، مُحملًا المجتمع الإسرائيلي بأسره المسؤولية عن هذه الظاهرة.

لا معلومات كافية

ووجد القائمون على إعداد التقرير أزمة تحول دون الوصول إلى حل جذري، منها على سبيل المثال، عدم وجود خرائط محددة وكاملة لأماكن وجود الأطفال والمراهقين في الشوارع.

ولم تظهر تلك المشكلة فجأة، فقد حذَّر تقرير سابق لمراقب الدولة الإسرائيلي في الفترة بين عامي 2018/ 2019، من غياب المعطيات والمعلومات التي تُمكن الجهات المعنية من معالجة تلك الظاهرة.

وذهبت ميشال شير سيغمان، النائب السابقة بالكنيست من حزب "هناك مستقبل"، إلى أن عدم وجود معطيات دقيقة حول أطفال ومراهقين يقطنون الشوارع "أمر شائن".

وتعتقد سيغمان التي كانت تترأس سابقا لجنة حقوق الطفل بالكنيست، أن "هؤلاء الأطفال يواجهون في كل لحظة تمر وهم في الشوارع، خطرا محدقا وملموسا يهدد سلامتهم (..) إن تشردهم هذا ونحن في عام 2022 ليس مصيرًا محتومًا، نحن كدولة وكمجتمع تقع المسؤولية على عاتقنا لتغيير هذا المصير".

واكتشف واضعو التقرير أن 25 ألف طفل ومراهق على الأقل يصنفون كمتشردين، وأنه لا يشترط أن يكون عيشهم في الشارع نهائيًا، إذ يشمل هذا العدد فئات تسربت من المدارس، وتقضي فترات طويلة في الشوارع، ويمكنها أن تنضم إلى هؤلاء إذا لم تتلقَ المساعدة المناسبة.

وكان تقرير صادر عن دائرة الإحصاء المركزية لعام 2021، كشف النقاب عن أطفال ومراهقين إسرائيليين بين 13 إلى 17 عامًا وقد تسربوا من المنظومة التعليمية، وقدَّر وقتها أن يتسبب ترك الدراسة في انضمام هؤلاء إلى قوافل المُشردين.

ورصد تقرير آخر أعدته مبادرة "نراك" التي تستهدف إعادة تأهيل أطفال الشوارع، في الفترة بين كانون الأول/ ديسمبر 2022، ونيسان/ أبريل 2021، نحو 200 مراهق إسرائيلي قُطعت صلتهم بعوائلهم، كما وجد قرابة 30 آخرين بلا مأوى.

اختفاء المئات

وتعاملت جمعية "عيلم" المشار إليها آنفا، في الفترة ذاتها، مع نحو  4400 طفل عُثر عليهم في الشوارع، واعترفت وزارة الرفاه الاجتماعي وقتها بقرابة 120 طفلًا متشردًا، تراوحت أعمارهم بين 13 إلى 17 عامًا.

وبلغ الأمر ذروته عام 2021، لدى صدور تقرير عن الشرطة الإسرائيلية، التي أكدت أنها تلقت بلاغات في هذا العام، باختفاء 550 طفلًا.

وفي العام ذاته، سُجل 1600 طلب للحصول على مأوى لأطفال من نفس الفئة، وقامت جمعية تطوعية تحمل اسم "حركة مكافحة الفقر في إسرائيل" بالتعاطي مع 330 حالة تضم مراهقين (ذكورًا وإناثًا) تم استغلالهم للعمل في البغاء.

وتقول وزارة الرفاه الاجتماعي، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه بحلول عام 2020، أصبح عدد الأطفال المُسجلين لديها ولدى نظام التأمين الاجتماعي، من أعمار يوم واحد إلى 17 عامًا، 397 ألف طفل إسرائيلي، يشكلون ما نسبته 13% من إجمالي عدد الأطفال في إسرائيل.

إلا أنها أكدت أن نحو 169 ألفًا من هؤلاء الأطفال، أي بواقع 42% ممن تبلغ أعمارهم بين يوم واحد إلى 17 عامًا صُنفوا على أنهم فقراء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com