كيف تختار الكلمات الصحيحة لتغيير طريقة تفكيرك؟
في كثير من الأحيان، تضع كلماتنا الأساس لنجاحنا أو فشلنا في الحياة. وأثبتت الأبحاث أن لإدارة لغتنا عمدًا وبقصد تأثيرات كبيرة على حياتنا.
وتتنبأ كلمات معينة بمدى احتمالية أن يكون شخص ما استباقيًا أو تفاعليًا، إيجابيًا أو سلبيًا، وخاضعًا للمساءلة أو اللوم.
وإذا اتخذنا خيارًا واعًيا لإدارة لغتنا، سيكون لذلك تأثير كبير على عقليتنا، وبالتالي نجاحنا. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك من تقرير لموقع "إنتربرنور":
"سأفعل" بدلا من “سأحاول"
الأشخاص الذين يفرطون في استخدام كلمة "سأحاول" نادرًا ما ينجزون الكثير، "المحاولة هي مجرد طريقة صاخبة لعدم القيام بشيء ما". حيث يبدو الأمر كما لو أنهم يخططون قبل الأوان للفشل.
ونظرًا لأنهم لا يلتزمون تمامًا بالحصول على نتائج أو تنفيذ ما يقولون إنهم "سيحاولون" القيام به، فلا أحد يستطيع حقًا تحميلهم المسؤولية إذا لم ينجحوا.
إذا كنت تريد النتائج، توقف عن القول إنك ستحاول وقرر مقدمًا ما إذا كنت تخطط لتقديم كل ما لديك وأفضل ما لديك. وإذا كنت تريد حقًا أي شيء، قل "سأفعل".
فمن خلال إجراء هذا التحول الصغير في لغتك، فإنك ترسل إشارات إلى دماغك تفيد بأنك جاد وتصبح أكثر احتمالًا لفعل كل ما يتطلبه الأمر.
"لا بد لي أن أفعل هذا الأمر" مقابل "يتعين علي فعل هذا الأمر"
لا يمكنني إخبارك بعدد المرات التي أخبرني فيها شخص ما عن شيء "يتعين عليه" القيام به، سواء في المنزل أو في العمل: فعندما نقول إنه "يتعين علينا" القيام بشيء ما، فإن ما نقوله حقًا هو أننا لا نريد ذلك، لكننا نشعر أنه يجب علينا ذلك.
التصرف بدافع الالتزام أو القوة أمر محبط للغاية بالتأكيد، قد لا ترغب في إجراء مهمة لزوجتك، لكنك تريد علاقة جيدة معها، أو قد لا ترغب في تولي هذا المشروع الإضافي في العمل، لكنك ترغب في الحصول على أموال والتقدم في النهاية، أليس كذلك؟
عندما ندرك أن الأشياء الصغيرة التي لا نريد بالضرورة القيام بها في أي لحظة هي بالضبط نفس الأشياء التي تؤدي إلى الأشياء التي نريدها، مثل علاقة رائعة أو ترقية، يمكننا اختيار الاستمتاع بفعلها. عندما نختار أن ننظر إلى مهامنا اليومية على أنها نعمة بدلاً من نقمة، يتغير شيء بالنسبة لنا. نشعر بإحساس أكبر بالهدف والفرح في حياتنا. ولن نشعر أننا تحت رحمة الحياة، بل نحن تحت السيطرة. نتعلم أن نرى الأشياء بشكل إيجابي بدلاً من رؤية الأشياء السلبية.
"يمكنك أن تفعل هذا الأمر" بدلا من “يجب عليك فعل هذا"
نحن رائعون في إخبار الناس بما يجب عليهم فعله وما لا يجب عليهم فعله، وكثير منا يفعل ذلك قبل الحصول على معلومات كافية تقريبًا عن مستمعينا واهتماماتهم وأهدافهم وأحلامهم، فنحن ببساطة ننصحهم على أساس نماذجنا الخاصة.
وفي الواقع يشعر الكثيرون أن إخبارهم بأنهم "يجب" أن يفعلوا شيئًا لا يقتصر على إصدار الأحكام أو الافتراض فحسب، بل إنه أمر مسيء وغير محترم.
بالتالي، عندما ننصح الآخرين قبل الأوان قبل طرح أسئلة استكشافية وطلب الإذن لتقديم المشورة، فإننا نظهر للآخرين أننا لسنا مهتمين بتفردهم، بل إننا نركز بشكل أساسي على أنفسنا.
إذا كنت تريد أن تفهم الآخرين حقًا، فمن الأفضل دائمًا تقديم الاحتمالات بقول شيء مثل: "يبدو أن هذا يمثل نقطة ألم كبيرة في حياتك وأنت تسعى إلى تغيير سريع وبإمكانك أن تفعل ما يلي" بقولنا هذا، نوضح أننا نحترم استقلاليتهم وإرادتهم الحرة.
