تردي أوضاع العرب في مخيمات اللجوء الأوروبية
تردي أوضاع العرب في مخيمات اللجوء الأوروبيةتردي أوضاع العرب في مخيمات اللجوء الأوروبية

تردي أوضاع العرب في مخيمات اللجوء الأوروبية

حذر مقال نشرته صحيفة "الغارديان" منذ حوالي شهرين من موجة لجوء كبيرة قادمة إلى أوروبا، بحيث لن تكون "القارة العجوز" مستعدة لتحمل تبعياتها.

وانتقد كاتب المقال السياسات الأوروبية التي تتعامل مع اللاجئين، واصفاً إياها بأنها "محدودة الأثر".

وعلى ما يبدو، بدأت ملامح تلك الأزمة تلوح في الأفق، مع زيادة ملحوظة سجلتها الدول الأوروبية في حركة قدوم اللاجئين، بدأت تظهر انعكاساتها في تردي أوضاع اللاجئين الإنسانية داخل المخيمات.

2022-09-303738727_756674245612816_2858971264867952630_n
2022-09-303738727_756674245612816_2858971264867952630_n

ما جئنا لنجوع

في اليونان، وتحديدا في مخيم "نيا كافالا" شمال البلاد، يشتكي مئات المهاجرين من سوء الأوضاع الإنسانية وأزمة الغذاء التي تعصف بالمخيم منذ أشهر طويلة.

وقال أنس.س (27 عاما) وهو عراقي يقطن في المخيم منذ حوالي 10 أشهر: "بدأت الأزمة منذ نهاية العام الماضي، عندما قررت الحكومة اليونانية حرمان طالبي اللجوء من المساعدات المالية وتعويضهم بوجبات غذائية، ليبقى اللاجئون الذين رفضت طلباتهم بلا أي معونة مالية".

وأضاف أنس: "ما زلت أنتظر تصريح إقامتي ووثيقة السفر، بعد أن طعنت بقرار رفض اللجوء، وطيلة هذه الفترة لم أحصل على أية مساعدة مالية".

ولا يملك أنس أي عمل أو مصدر رزق، كما أنه لا يملك خياراً آخر سوى البقاء في المخيم وانتظار مصيره.

وتابع: "أحصل على الطعام من أبناء بلدي العراقيين هنا في المخيم، يقتطعون قسما من حصصهم الغذائية ويمنحونها لي، وذلك محرج جدا لأن وجباتهم لا تكاد تكفيهم".

2022-09-304778927_1393941464464359_632229130930628235_n
2022-09-304778927_1393941464464359_632229130930628235_n

طوفان بشري في هولندا

إلى هولندا التي تسجل اليوم انفجارا غير مسبوق في حركة تدفق اللاجئين، فمنذ الشهر الرابع العام الجاري يصل إلى هولندا أسبوعيا حوالي 900 لاجئ، فيما كان العدد سابقا لا يتجاوز الـ 300"، بحسب معلومات حصلت عليها "إرم نيوز".

وقال أدهم برصة (27 عاما) وهو لاجئ سوري مقيم في مخيم زاندام: "عندما وصلنا إلى هولندا أقمنا في كامب تير آبل، المركزي، ومن ثم تم توزيعنا على المخيمات في المدن، وهناك في تلك المخيمات أصبح الوضع أفضل".

وتتفاوت جودة الخدمات في المخيمات الأوروبية، فبعض اللاجئين ينصفهم القدر بمخيم لا يشهد ضغطا كبيرا، والبعض الآخر تطول مدته في المخيم المركزي الذي تسوء الخدمة فيه بسبب الضغط الهائل.

وأضاف برصة: "الضغط الكبير على المخيمات أدى لطول فترة انتظارنا وهذا ما أثار تذمرنا، لأننا نهدر الوقت دون تعلم اللغة أو العمل".

وعن الخدمات في المخيم، تحدث برصة: "الإقامة سيئة جدا، نجلس كل 4 أشخاص وأحيانا أكثر في غرفة واحدة، ونحصل على مبلغ 50 يورو أسبوعيا ووجبة طعام واحدة، وهذا غير كافٍ".

وأضاف: "أكثر الأمور المؤرقة هي انعدام الخصوصية في الغرفة، ففي أي لحظة يقتحم رجال الأمن الغرفة بغرض التفتيش عن المخدرات، دون أي استئذان، الأمر الذي يشعرنا بأننا في سجن وليس في مخيم".

وعن تعامل عناصر إدارة المخيم، تحدث الشاب: "الغالبية تعاملهم غير جيد، لا يجيبون على الأسئلة، ولا يفضلون التحدث معنا إلا في الحالات الحرجة، لذلك نعيش تحت ضغط نفسي هائل نتيجة هذه اللامبالاة من قبلهم".

وعن الازدواجية في التعاطي مع مسألة اللاجئين، نوه برصة إلى أن الجميع يرحب باللاجئين الأوكرانيين؛ لأن معاناتهم تلقى التعاطف الشعبي في هولندا، لكن السوري أو الأفغاني أو التركي لا يلقى أبدا نفس المعاملة التي يتلقاها الأوكراني.

2022-09-305352573_613263416823965_8782888883544274471_n-1
2022-09-305352573_613263416823965_8782888883544274471_n-1

الموجة الأكبر تاريخيا

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن ما يقارب ألفي شاب سوري تمكنوا من العبور إلى الدول الأوروبية، القسم الأكبر منهم إلى النمسا وألمانيا.

كما أعلنت وزيرة الدولة للهجرة في ولاية "بادن فورتمبيرغ" الألمانية ماريون غينتغز أن أعداد طالبي اللجوء ارتفعت خلال العام الحالي بنسبة أكبر مما كانت عليه في عام 2015.

وقالت شامة بنجلون، وهي مغربية وصلت مؤخرا إلى ألمانيا: "وصلت منذ حوالي 9 أشهر إلى شرق ألمانيا، وأقمت في 3 مخيمات جميعها تعاني من الاكتظاظ البشري نتيجة تزامن الهجرة العربية مع الهجرة الأوكرانية".

وأضافت بنجلون: "رغم رفع الولايات الألمانية القدرة الاستيعابية لاستقبال طلبات اللجوء لكن العدد يفوق التوقعات، وهذا ما أدى لسوء الخدمة مؤخراً في هذه المخيمات".

ويروي أصدقاء شامة في المخيم لها كيف كانت الإقامة في مخيم "بادن فورتمبيرغ"، ويتحدثون عن جودة الطعام والخصوصية والراحة التي فقدوها اليوم بعد هذا الضغط.

وهنا قالت: "الوضع في مخيم بادن فورتمبيرغ جيد قياسا لما نسمعه من روايات عن مخيمات أخرى، لكن الطعام لا يكفي، ولا يوجد أي خصوصية نتيجة إجراءات الأمان بعد الحوادث التي سجلتها المخيمات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com