مسكنات قد تؤدي لجلطة قلبية أو دماغية

حذرت دراسة طبية من أن تناول بعض المسكنات المضادة للالتهاب بانتظام يمكن أن يؤدي إلى تجلط الدم، الذي يسبب بدوره نوبة قلبية أو جلطة دماغية.

وأشارت الدراسة، التي أوردتها صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية، اليوم الإثنين، إلى أن تجلطات الدم تلعب دورًا أساسيًا في الجسم، ولكن إذا ظهرت دون سبب وجيه، فقد تسبب مشكلة خطيرة تلحق الضرر بالقلب أو الدماغ.

وأوضحت الدراسة أن تجلطات الدم توقف النزيف من إصابة أو قطع لذلك يكون تكوينها ضروريًا، إلا أنها نبهت أن ليست كل الجلطات الدموية هي إيجابية وأن بعضها مهدد للحياة، إذ يمكن لهذا النوع من الجلطات الدموية أن يسد الشرايين الحاسمة، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة "تخثر الدم" في لندن: "بعض الأبحاث ربطت العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات بتكوين جلطات الدم".

وأشارت إلى أن تلك العقاقير تُستخدم على نطاق واسع لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب وخفض درجة الحرارة المرتفعة والتي تشمل الأيبوبروفين والفولتارين والأسبرين وأدوية مماثلة.

ووجدت الدراسة أن خطر الإصابة بجلطات دموية في الساقين أو الرئتين يتضاعف عند تناول مسكنات الألم من هذا النوع بشكل منتظم.

وقالت الدراسة: "الجديد في دراستنا هو أننا نظهر أن المرضى الذين يتناولون أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لديهم مخاطر أكبر لتطور جلطات دموية في أرجلهم أو رئتيهم".

وبدوره، قال المشارك الرئيسي في الدراسة الدكتور مورتن شميت، من قسم علم الأوبئة السريرية في مستشفى جامعة آرهوس الدنماركية: "نعلم بالفعل من الدراسات السابقة أن العديد من الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية تزيد من خطر الإصابة بالرجفان القلبي والتخثر الدموي".

وكجزء من البحث، درس الدكتور شميت وزملاؤه البيانات من كل مريض دنماركي تم نقله إلى المستشفى بسبب جلطة دموية في الساقين أو الرئتين بين عامي 1999 و 2006.

وفي المجموع، حددوا 8368 مريضًا مصابًا بجلطات دموية في الساقين أو الرئتين ثم قاموا بفحص عدد المرضى الذين اشتروا عقارًا موصوفًا من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية قبل أقل من 60 يومًا من إصابتهم بجلطة دموية.

ولفت الدكتور شميت إلى أنه تمت مقارنة 8368 مريضًا بجلطة دموية مع بيانات من مجموعة مراقبة تتألف من عشرة أشخاص تم اختيارهم عشوائيًا من نفس العمر والجنس للمريض، وبالتالي، تم النظر في بيانات من إجمالي 90586 شخصًا.

وقال الدكتور شميت: "أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون تلك العقاقير يضاعفون من خطر الإصابة بجلطة دموية في الساقين أو الرئتين".

وأضاف: "لذا يبدو أن هناك صلة بين تلك الأدوية وتطور هذا النوع من الجلطات الدموية، لكن دراستنا تحتاج إلى تأكيد من خلال دراسات أخرى إذا أردنا أن نكون متأكدين تماما".