قصة لاجئ تحدى وعورة الجبال و"تجار البشر" ليصل ألمانيا
قصة لاجئ تحدى وعورة الجبال و"تجار البشر" ليصل ألمانياقصة لاجئ تحدى وعورة الجبال و"تجار البشر" ليصل ألمانيا

قصة لاجئ تحدى وعورة الجبال و"تجار البشر" ليصل ألمانيا

خاض لاجئ عراقي رحلة شاقة لبلوغ حلمه الأوروبي، متحديا وعورة الجبال التي اعترضت طريقه أثناء عبوره تركيا للوصول إلى اليونان، ومن ثم إلى صربيا والنمسا، ليتمكن أخيرا من عبور النقاط الحدودية بنجاح إلى ألمانيا.

ويقول زيد، وهو من مدينة النجف، إنه اختار الهجرة برفقة أخيه القاصر، بعد أن زادت أوضاع العراق الأمنية والاقتصادية سوءا في السنوات الأخيرة.

ولم يفقد زيد، الذي استغرقت رحلته أشهر طويلة للوصول إلى ألمانيا، الأمل في عبور الحدود الأوروبية، حسب حديثه لقناة black box على موقع "يوتيوب"، بل تحدى الصعاب والمخاطر ومساومات المهربين الذين يصفهم بـ"تجار البشر".

ويكشف زيد الذي يبلغ من العمر 22 عاما، أن "تهديدات العشائر المستمرة بالقتل والتصفية، جعله يتخذ قرار الهجرة، حيث لم تعد كل مدن العراق آمنة"، حسب تقديره.

وكانت تركيا أولى محطات زيد في رحلته الطويلة، غير أنه لم يقبل مع أخيه البقاء فيها، ويعلق: "تركيا لا تقبل بنا كلاجئين".

وأوضح بالقول: "اتفقنا مع مهربين للعبور من نهر بمدينة أدرنة باتجاه اليونان مقابل مبلغ مالي".

وصل زيد رفقة 8 أشخاص من اللاجئين نحو الشارع الرئيسي من الجانب اليوناني التي تمر به دوريات الشرطة بشكل مستمر، وكان عليهم هذه المرة عبور نهر عمقه 3 أمتار.

وأردف: "عبرنا النهر، ثم صعدنا جبال ومنحدرات وعرة، كنا نسقط ونتأرجح ونعيد الكرة، هكذا واصلنا طريقنا على مدى خمسة أيام".

ويؤكد أن "الخوف من سوء معاملة الشرطة اليونانية والتي تلجأ عادة للعنف، أجبرهم على قطع 25 كيلومترا على الجبال".

وبعد وصوله إلى اليونان، ارتأى زيد ضرورة التنقل إلى أثينا، والتي عبرها عن طريق الغابات، وتعد أكثر أمنا مقارنة بالنقاط الحدودية.

ومن أثينا، تنقل زيد إلى ألبانيا، ثم غادرها بعد أن انفصل عن المجموعة التي ترافقه إلى كوسوفو.

وشرح بالقول: "بعد أن وصلنا إلى المنطقة الحدودية بكوسوفو، ذهبنا إلى صربيا، وقد مكثنا فيها قرابة 20 يوما، وكانت نقطة لتحويل الأموال واقتناء معدات الرحلة المتبقية".

ويلفت زيد إلى أن "المنطقة التي تُسمى المثلث وتتشارك مع صربيا ورومانيا وهنغاريا، كانت هدفه فيما بعد".

ويسرد: "كان علينا الدخول لرومانيا ثم هنغاريا حتى نصل للحدود مع النمسا، وقد تمكنا من عبورها بعد عشرة أيام".

وأقدم زيد على المقامرة بعد مغادرته منطقة المثلث، ليستقل شاحنة على الحدود، والتي ستحمله إلى البلد الأوروبي حسب وجهتها وما سيحمله له الحظ.

لكن بعد محاولات متكررة لم يستطع زيد العبور، حيث التقطته الشرطة مرارا لتعيده إلى الكامب في صربيا.

ويصف الحياة بالكامب بـ"القذرة"، حيث إن الأوضاع فيها متردية بسبب غياب المساعدات واقتصارها فقط على وجبة طعام واحدة، إضافة إلى العراك المستمر بين المهربين وأجوائهم المشحونة.

لكن زيد استطاع في النهاية مغادرة جحيم الكامب، وبعد يأسه من عبور الحدود بشكل منفرد، نسق مع مهرب عمليه نقله إلى فيينا عبر الحدود النمساوية، وبعد أن تخطى الحدود بنجاح، وصل إلى ألمانيا عبر القطارات.

ويشرح قائلا: "لم أكن مطلعا على نظام القطارات، لكن صديقي ساعدني عبر الهاتف، منذ أن وصلت المنطقة الفاصلة بين النمسا حتى دخول برلين".

وبمجرد وصوله إلى برلين، سلم زيد نفسه للجهات المسؤولة في انتظار النظر إلى ملف لجوئه.

ويخلص بالقول: "بالنسبة لي ألمانيا هي البلد الأوروبي الوحيد القادر على منحي حياة جديدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com