"اقتربت من الموت".. قصة لجوء مرعبة على حدود بيلاروسيا وبولندا
"اقتربت من الموت".. قصة لجوء مرعبة على حدود بيلاروسيا وبولندا"اقتربت من الموت".. قصة لجوء مرعبة على حدود بيلاروسيا وبولندا

"اقتربت من الموت".. قصة لجوء مرعبة على حدود بيلاروسيا وبولندا

صارع لاجئ عراقي الموت وحيدا في الغابات على حدود بيلاروسيا وبولندا، بعد أن تخلى عنه رفاقه تاركين إياه يواجه مصيرا غامضا، ليعيش أوقاتا عصيبة لا يستطيع محوها من ذهنه.

وأصيب منتظر، من مدينة بغداد، بخيبة أمل كبيرة خلال رحلة لجوئه إلى أوروبا، حيث تعرض لغدر الأصدقاء وخداع المهربين، وواجه مخاطر نجا منها بفضل "العناية الإلهية"، حسب وصفه.

ويروي منتظر ما عاناه من لحظات رعب حقيقية وسط الغابات والمستنقعات لقناة black box على موقع يوتيوب، وكيف أنقذته منظمة إنسانية من "موت بطيء" بعدما يأس.

ولم يخطط منتظر في البداية للرحيل عن وطنه، غير أن تلقيه تهديدات من الميليشيات كحال كثير من الشباب العراقي، جعله يشق طريق الهجرة بعد تشجيع رفاقه وعائلته.

ويقول: "اتفقت مع مجموعة من الأشخاص على تقديم فيزا إلى بيلاروسيا ودخولها بشكل قانوني، ثم الاستعانة بمهرب في مرحلة لاحقة".

وبعد الوصول إلى العاصمة مينسك، استقل منتظر ورفاقه الأربعة سيارة أجرة إلى المنطقة الحدودية، وهنا بدأت "المعركة بين الحياة والموت"، حسب تعبيره.

ولفت منتظر إلى أنه كان مرشدا لرفاقه في العبور نحو الحدود عبر الغابات لخبرته بتقنية "جي بي إس".

ويضيف: "شعرنا بالرعب بمجرد دخولنا الغابة.. كان هناك نهر وكان علينا أن نعبره، وكانت أصوات الدببة قريبة منا، لا تبعد سوى خمسين مترا".

ومع دخولهم إلى الغابات، بدأت المشاجرات والعراك بين منتظر ورفاقه أمام رغبة كل شخص فرض وجهة نظره وقيادة الرحلة.

ويبين منتظر أن "الغابات التي سلكوها كانت ضخمة".

وخلال عبورهم في طريق ترابي التقطتهم الشرطة وأعادتهم إلى نقطة البداية عمدا بهدف "إنهاكهم وثنيهم عن تجديد المحاولة"، حسب تقديره.

وكشف منتظر أن "خلال العودة إلى النقطة الحدودية، تعكرت حالة أحد الأشخاص الصحية، لكن المجموعة رفضت مساعدته وفضلت تركه وحيدا ومواصلة الطريق".

وكما تركت المجموعة رفيقهم المريض بمفرده، تخلت أيضا عن منتظر بسبب عدم امتلاكه المال الكافي لدفعه إلى المهرب.

ولم يكتفِ رفاقه بذلك بل حاولوا ابتزازه ماليا في حال رغبته في امتطاء سيارة المهرب، أو سرقة جوازه منه، لكنه رفض ذلك ليتركوه في الغابة دون رحمة.

هنا بدأت مأساة منتظر الحقيقية، حين بقي في الغابة لخمسة أيام متتالية دون طعام أو ملابس أو معدات أو هاتف، حيث جردوه رفاقه من أي وسيلة للنجاة.

وأردف: "كنت أرتجف من البرد وشدة التعب، شعرت بالانكسار والخذلان.. لقد قطعت أمتارا طويلة لأزودهم بالماء والطعام".

وتابع: "اعتقدت حينها أنها النهاية وتقبلت فكرة الموت.. الموت البطيء".

لكن "العناية الإلهية" أنقذت منتظر في الوقت المناسب، حين تعرفت عليه منظمة إنسانية وهو يسلك طريقا لتزوده بالطعام والشراب وشحن الهاتف، وتمهد له الطريق حتى يصل إلى الحدود البولندية- الألمانية.

وتابع منتظر: "حينها عاد الأمل إلي من جديد، ارتفعت معنوياتي وشعرت بالحياة من جديد".

وأمام استمرار خداع المهربين، قرر منتظر مواصلة الطريق إلى مدينة وارسو، عاصمة بولندا، ثم الانتقال إلى الحدود الألمانية عبر استقلال التاكسي رغم أنها مجازفة تشبه "الانتحار"، حسب وصفه.

ووصل منتظر أخيرا إلى الجسر الحدودي ثم نقلته الشرطة إلى الكامب المغلق.

وعن تلك اللحظات يقول: "عبرت الجسر وأنا أرتجف، كانت الخطوات الأخيرة من ماراثون الموت، وقد عبرته بنجاح".

ويخلص بالقول: "ابتسامتي هي ردي على كل من خذلني، عليكم اختيار من يرافقكم في رحلة اللجوء بعناية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com