الصين تلجأ إلى تقنية الاستمطار لمواجهة جفاف غير مسبوق

لجأت الصين إلى تقنية الاستمطار لمواجهة موجة الجفاف التي تضرب البلاد هذا الصيف، وتحديدا على طول نهر يانغتسي الذي انخفض مستوى المياه فيه بشكل لافت.

وتحاول السلطات خلق سحب من التفاعلات الكيميائية في مقاطعات عدة على طول نهر يانغتسي، في وسط البلاد، وفي مواجهة الجفاف، أعلنت مقاطعة هوبي عن مشاركتها في عمليات "الاستمطار السحابي" أمس الأربعاء، وفق ما ذكره تقرير لموقع تلفزيون "بي أف أم تي في".

ولتنفيذ هذه التقنية، تستخدم الطائرات الصينية "يوديد الفضة" الذي يتم إسقاطه في السحب باستخدام مقذوفات أسطوانية صغيرة بحجم سيجارة، ويفترض أن يسمح ذلك بإدخال المواد الكيميائية للقطرات وبلورات الجليد التي تشكل السحب وتنمّيها، وبالتالي تسهيل عملية تساقط الأمطار.

ومع ذلك، لا تزال نتائج هذه العمليات غير مضمونة في الوقت الحالي، حيث يكمن الخطأ في الغطاء السحابي الرقيق للغاية فوق النهر في الأيام الأخيرة، وفق ما يفسّر التقرير.

وقد تم استخدام هذه التقنية بالفعل في الصين في وقت مبكر من الأربعينيات، وفقًا لما ذكرته "فرانس 24" وتمتلك الدولة أكبر برنامج لتعديل الطقس في العالم، وسبق أن استخدمته في عام 2008 على سبيل المثال، لإيقاف تساقط المطر قبل "أولمبياد بكين" وإبقاء الطقس جافًا خلال الحدث العالمي.

واستخدمت دول أخرى، مثل الولايات المتحدة أو روسيا أو الإمارات العربية المتحدة، هذه التقنية بالفعل في الماضي، ويمكن أيضًا تنفيذها للحدّ من تأثير عواصف البرد أو للتحكم في جزء من تساقط الثلوج في فصل الشتاء.

وبينما يعاني جنوب البلاد من الجفاف منذ يونيو/ حزيران الماضي، تهدف المحاولات الأخيرة في الصين إلى استمطار السماء للرفع من مستوى المياه في نهر يانغتسي، وهو أطول نهر في الصين وقد جفّ تمامًا في بعض الأماكن، وتراجع مستوى المياه فيه بدرجة كبيرة في أماكن أخرى.

ومثل العديد من البلدان مثل فرنسا والمملكة المتحدة تشهد الصين صيفًا جافًا بشكل غير مسبوق، وفي مقاطعة هوبي على سبيل المثال يواجه ما لا يقل عن 150 ألف شخص صعوبة في الوصول إلى مياه الشرب، كما تضرر 400000 هكتار من المحاصيل بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار.

ويؤثر جفاف الأنهار أيضًا على إنتاج الطاقة الكهرومائية في الصين، وقد اضطرت المصانع في مقاطعة سيتشوان إلى إغلاق أبوابها للتعامل مع انقطاع التيار الكهربائي.