كيف تتجنب "دوار" الواقع الافتراضي؟

كشفت دراسة أولية من جامعة آيوا ستيت الأمريكية، عن طريقة علاجية تتضمن جلسات للتكيف مع ما يسمى "الدوار" الناجم عن التعرض المتكرر للواقع الافتراضي.

ودخلت تقنية الواقع الافتراضي إلى مجالات عديدة في حياتنا؛ منها الألعاب والتدريبات العسكرية.

فضلا عن الرعاية الصحية من خلال تدريب الجراحين على إجراء العمليات المعقدة في الواقع المعزز على مرضى افتراضيين، ومساعدة المرضى على تخفيف آلامهم.

ووفر الواقع الافتراضي أيضا فرصا تعليمية من خلال جولات افتراضية للطلاب حول العالم في المتاحف المشهورة والمواقع الأثرية.

وفي كثير من الحالات، تتسبب الصور الافتراضية عالية الدقة، إلى جانب ضعف القدرة على تتبع حركات المستخدم واستخدامه نظارات منخفضة الجودة، في تلويث الواقع المعزز وإصابة المستخدم بما يُدعى "دوار" الواقع الافتراضي.

وقال الأستاذ الدكتور جوناثان كيلي، إن "العقبة الأكبر أمام تبني الواقع الافتراضي تتمثل في الدوار الرقمي".

وأوضح كيلي: "تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف مجربي الواقع الافتراضي لأول مرة، يعانون من الدوار المرافق خلال أول 10 دقائق"؛ وفقا لموقع الجامعة.

وتتضمن الأعراض المرافقة، وجعا في الرأس وتعبا في العيون إلى جانب تعرق ودوار وصعوبة في الحركة، ويعود سببها إلى تعارض المعلومات الحسية.

وأضاف كيلي: "عندما يقرأ شخص كتابا في سيارة متحركة، تنظر عيناه بثبات على الكتاب، في حين يلتقط دماغه وأذناه مؤشرات للحركة، ما يتسبب بالدوار".

أما في حالة الواقع الافتراضي فالعكس صحيح، إذ يستقبل الجهاز البصري بيانات عن حركة متسارعة في أفعوانة مثلا، بينما يكون الشخص في الواقع جالسا على أريكته.

وقال كيلي: "نعلم أن البشر يستطيعون التأقلم مع دوار البحر من خلال التعرض المتكرر له، فبعد قضاء أيام عدة على متن القارب يتحسن شعورهم".

وأضاف: "حاولت مع فريقي اكتشاف حدود تكيف البشر مع الدوار الرقمي، وفي حال تكيفهم مع تجربة افتراضية، وإن كان ذلك يؤثر على التجارب الأخرى".

وأظهرت الدراسة الأولية على 150 طالب جامعة لم يجربوا الواقع الافتراضي من قبل، أنهم يتكيفون مع دوار الواقع الافتراضي بعد 3 جلسات مدتها 20 دقيقة على مدى أسبوع.

وقال: "انخفضت شدة الدوار بنسبة 20% بعد الجلسة الثالثة مقارنة مع التجربة الأولى".

ولكن الأشخاص المعرضين لدوار الحركة في السيارات والقوارب، من الصعب عليهم التكيف بسرعة مع الدوار الرقمي واختلاف بيئة الواقع الافتراضي، وكانت صعوبة الدوار أعلى بنسبة 50% عند النساء مقارنة بالرجال.

ويهدف الفريق إلى إجراء دراسات مستقبلية لاكتشاف الفرق بين الجنسين فيما يتعلق بالدوار الرقمي، فضلا عن تطوير بروتوكول علاجي يكون مرافقا لشراء نظارات الواقع الافتراضي؛ لمساعدة المستخدمين الجدد على التأقلم معه.