الكحل العربي.. حرفة نساء الجزيرة السورية‎‎
الكحل العربي.. حرفة نساء الجزيرة السورية‎‎الكحل العربي.. حرفة نساء الجزيرة السورية‎‎

الكحل العربي.. حرفة نساء الجزيرة السورية‎‎

مازالت المرأة الريفية في الجزيرة السورية، شمال شرق البلاد، تحتفظ بعراقة مواريث شعبية قديمة بشكل كبير؛ مثل الكحل العربي الذي يعد مادة تجميلية طبية ضرورية.

ويتجمع الصبية حول الجدة روشان إسماعيل من ريف مدينة القامشلي، التي أنهت عقدها السابع ومازالت تحتفظ بسرِّ صناعة الكحل العربي كعادة ورثتها عن أجدادها ولا تستطيع الاستغناء عنها؛ فهي لا تزال تضع الكحل بعينيها رغم تقدمها بالعمر ساخرةً من كلّ أدوات التجميل العصري ومساحيقه؛ متباهيةً بمرودها ومكحلتها النحاسية.

وقالت روشان لـ"إرم نيوز"، إن "سبع نوَيات من حبات التمر وسبع حبات شعير وسبع قمحات وحجر الإثمد (الكحل)، هذا كل ما تحتاجه لتحصل على كحلٍ مكفولٍ وطبيعي؛ حيث أقوم بتحميص النويات مع حبات الشعير والقمح إلى أن تتفحم ويسود لونها ثم أقوم بسحقها وخلطها مع الإثمد بعد أن أسحقها بالنجر أو الهاون النحاسي، ثم (نخله) بقطعة شاشٍ بيضاء وتعبئته بالمكحلة التي أحتفظ بها منذ يوم زفافي".

2022-08-6d9387ec-892e-4f73-8882-fc3ad1f5c3eb
2022-08-6d9387ec-892e-4f73-8882-fc3ad1f5c3eb

وأضافت: "أغرق عيوني بالكحل في الليل وفي الصباح أجد الأوساخ متجمعة فهو مطهر ومعقمٌ للعين قبل أن يكون للزينة، وأستقبل مواليد العائلة من الصبيان والبنات بالكحل ورسم حواجبهم وتكحيلهم تفادياً لأي مرضٍ من الممكن أنّ يكون بعيونهم؛ فأحفادي وأولادي وأولاد جيراني لم يسلموا من خط مرودي".

وأردفت أن "الكحل نافع ويجهر العين ويوضح الرؤية وهو من أجمل العادات التي لا تزال تزاولها إلى جانب الحناء والتبخر بالحرمل والقرنفل والمحلب".

ونوهت إلى أن "للكحل استعمالا آخر وهو القيام بوضع ذرات من الكحل على سرة الطفل المولود ما يساعد على يباسها بسرعة دون أن يعذب أمه ودون أن يتألم".

أما سلمى العويد البالغة من العمر 65 عاماً، وهي من سكان ريف مدينة ديرك، أفادت بأنها "تجهز الكحل العربي او كحل الحجر كما يٌطلق عليه قبل ولادتها لأولادها وتضعه مع صُرة ثيابهم لتقوم الجدات بتكحيل عيون المولود الجديد بعد أن يثنين على سلمى التي حافظت على هذه العادة".

وأوضحت أن "الكحل سنة نبوية شريفة فهو عادة دينية وموصى بها للرجال والنساء والأطفال لما له من عظيم الفائدة في تحسين النظر وتصفية الرؤية والتخفيف من أعراض الرمد الربيعي والحساسية وتزيد من جمال العين".

هذا ولا تزال النسوة في شمال شرق سوريا يحرصن على تعليم بناتهن صناعة الكحل العربي كعادةٍ جميلة لا يحبذن اندثارها ونسيانها لما لها من أثر وبصمة في التراث.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com