لاجئ سوري عن "بصمة دبلن": تمنيت قطع أصابعي العشرة
لاجئ سوري عن "بصمة دبلن": تمنيت قطع أصابعي العشرةلاجئ سوري عن "بصمة دبلن": تمنيت قطع أصابعي العشرة

لاجئ سوري عن "بصمة دبلن": تمنيت قطع أصابعي العشرة

حسن المقداد، لاجئ سوري ينحدر من محافظة درعا التي بدأت فيها الاحتجاجات في مارس 2011، لتدخل سوريا إثرها حرباً لا تزال مستمرة، فر من بلاده إلى هولندا مرواً بلبنان والعراق وتركيا واليونان وغيرها من الدول الأوروبية.

استغرقت رحلة حسن نحو ستة أشهر في الطرقات مستقلاً كافة وسائل النقل، سواء سيراً على الأقدام أو الركوب في شاحنات المواد الغذائية أو المرور في الغابات الخطرة قبل أن يحصل ما لم يكن يتوقعه، وهو "بصمة دبلن"، التي بصمها في سلوفاكيا مجبراً.

وبموجب هذه البصمة، لا يمكن للاجئ الحصول على حقوقه كلاجئ، بل يتمتع بمزايا ضعيفة "لا تحفظ الكرامة الإنسانية"، كما يقول المقداد لقناة black box على موقع يوتيوب.

يؤكد حسن المقداد عن البصمة: " فضّلت قطع أصابعي العشرة على أن أبصم".

مراحل صعبة عاناه اللاجئ السوري حسن المقداد، ولاسيما في "رحلة الموت"، كما يصفها، بين العراق وتركيا مروراً بالأراضي الإيرانية.

يقول: "هذه الرحلة تركت أثراً عميقاً وشرخاً وصدىً في خلجات قلبي لا يمكن محو كل ذلك في سنوات قليلة، فقلبي يعتصر ألماً، ولا يمكنني أن أنسى تلك الطفلة العراقية، ابنة الست سنوات واسمها أسماء، التي لاقت الويلات بأقدامها الصغيرة وتحملت المشي معنا لأيام".

يصف حسن الأرض الوعرة والجرف الصخري بأسى شديد، ويسمي ذلك "رحلة الهروب من الموت إلى الموت"، رغم أن "المصيبة الكبرى"، كانت في سلوفاكيا، بعد أن وصلها من ألبانيا بالشاحنات.

يضيف: "لم أتوقع كل تلك النتائج العكسية التي سببت حرماني من أطفالي الأربعة وبالتالي عدم بلوغي هدفي المعين الذي رسمته في خيالي لسنوات".

يقول المقداد إنه تعرض للضرب والذل والإهانة على يد الشرطة السلوفاكية، التي أجبرته على "بصمة دبلن"، مرغماً في ذلك لينقذ روحه وكرامته في مواجهة الممارسات العنصرية والمعاملة السيئة التي يعتبرها أصعب من مشاق الطريق نفسه، دون أن تمت للإنسانية بصلة.

بعد أن لجأ بقطار إلى النمسا وألمانيا وأخيراً وصل هولندا في عام 2020، ليقيم في أحد المخيمات بانتظار عائلته التي ضحى لأجلها، كما يقول.

يسرد: "المفرح المبكي في رحلتي أنني وصلت بسلامة وأنقذت روحي، إلا أن الجانب الآخر هو بصمة دبلن التي تهددني بالترحيل إلى سلوفاكيا كل حين وحين.. فالقتل ليس بالسلاح فقط، بل الجوع والتشرد وإذلال الكرامة كذلك".

يضيف: "في سلوفاكيا لا يوجد سكن ولا طبابة لابني المريض ولا فرص عمل، وقرار رجوعي إلى سلوفاكيا يعني موتي، والسوري لا يحصل على اللجوء على طبق من ذهب كما يُشاع".

يعتبر حسن المقداد هولندا "بلد الإنسانية" التي وفرت كل شيء، "أتيت إلى هنا مرغماً متطلعاً إلى حياة إنسانية كريمة أقدم فيها واجباتي وأحصل فيها على حقوقي وأدناها أن أكون إنساناً".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com