نازحو الشمال السوري يشكون "تقاعس" المنظمات الإنسانية
نازحو الشمال السوري يشكون "تقاعس" المنظمات الإنسانيةنازحو الشمال السوري يشكون "تقاعس" المنظمات الإنسانية

نازحو الشمال السوري يشكون "تقاعس" المنظمات الإنسانية

يواجه النازحون في مراكز الإيواء بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، أوضاعا صعبة، ولاسيما في فصل الصيف وسط ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الأمراض، وغياب الخدمات الأساسية والرعاية الطبية وانعدام القدرة على تأمينها.

ويشكو النازحون تقاعس المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة، وقلة المساعدات والخدمات المقدمة لهم، رغم انتشار هذه المنظمات المكثف في شمال شرقي سوريا.

وقال النازح المسن خلف الأحمد (75 عاما): "نواجه فصولا قاسية، دون أن تلتفت المنظمات الإنسانية إلى ظروفنا المعيشية الصعبة".

وأكد الأحمد لـ"إرم نيوز": "الأوضاع الصعبة التي نمر بها حالت دون حصولنا على أبسط مقومات العيش والخدمات كالمياه والحمامات والخدمات الطبية".

وتابع: "معظم المسنين من النازحين في هذه المدرسة التي تحولت لمركز إيواء، يعانون من أمراض مختلفة وبعضها مزمنة، في حين لا يجدون القدرة المالية على تأمين الأدوية في ظل غياب المساعدات من قبل المنظمات الدولية والمحلية".

وشدد أن "المنظمات الإنسانية لم تعمل خلال فصل الصيف وفي ظل موجة الحر التي تشهدها المنطقة، على تأمين التجهيزات التي تساعد على تبريد الشعب الصفية بالمدرسة والتي يسكنها أكثر من 70 عائلة نازحة منذ ثلاثة أعوام".

ووفق تقارير حقوقية، في العام 2019، تسببت العملية العسكرية التركية على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، شمال سوريا، بنزوح نحو 300 ألف شخص، استقرت مئات الأسر النازحة من تل أبيض والبلدات التابعة لها في مدينة الرقة وأريافها ومخيم تل السمن على بعد 40 كم شمال الرقة.

بينما لجأ نازحو رأس العين إلى مخيم "واشو كاني" الذي أنشأته الإدارة الذاتية في المنطقة، يقع على بعد 13 كم غرب الحسكة، بالإضافة إلى 80 مدرسة متوزعة بين الحسكة المدينة وريفها تفيض بالكثافة السكانية بسبب النزوح، بينما استقر جزء قليل منهم في المدن والبلدات لقدرتهم على تحمل أعباء الحياة.

وأوضحت النازحة لينا الفايز، لـ"إرم نيوز": "نعاني في الوقت الحالي من شح المياه وعدم صلاحيتها للشرب، ما تسبب بحالات إسهال وأمراض للنازحين".

وأضافت الفايز: "نطالب بحل هذه المشكلة الملحة، خاصة أن معظم النازحين يعجزون عن شراء موادهم الأساسية من الأسواق، في حين يضطرون إلى شراء المياه، ما يزيد من أعبائهم المعيشية".

بدوره، بين عضو منظمة "سوليدارتي" الدولية، والمسؤول عن فريق منح المساعدات الإنسانية والإغاثية للنازحين في المراكز والمخيمات العشوائية، هفال حاجي، أن "المنظمات الإنسانية تعمل على تقديم المساعدات الإغاثية لمئات الآلاف من النازحين المتضررين جراء الحرب، إلا أن إمكانيات بعض المنظمات محدودة، خاصة في ظل تفاقم الوضع الأمني وإغلاق المعابر الحدودية مع المنطقة".

وأشار إلى أن "العديد من المنظمات الإنسانية تعمل على دعم مشاريع المياه في مراكز ومخيمات النازحين، وهناك أسباب سياسية وخارجية كالتجاوزات والاعتداءات التركية على الحدود الإقليمية والثروات الداخلية لسوريا، وخاصة الانتهاكات بحق شمال وشرق سوريا".

وتابع: "هذه المشاكل تبدأ بانقطاع الكهرباء واستهداف محطات كبيرة ومهمة وحيوية في تغذية المنطقة كمحطة علوك، ومرورا بمشكلة انحسار مياه الفرات وانقطاع المياه التي أثرت بشكل سلبي على تطوير تلك المشاريع، مما فاقم الوضع المعيشي للنازحين سوءا"، وفقا لقوله.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com