لاجئ عراقي: هربت من "الميليشيات" إلى مخيمات هولندا
لاجئ عراقي: هربت من "الميليشيات" إلى مخيمات هولندالاجئ عراقي: هربت من "الميليشيات" إلى مخيمات هولندا

لاجئ عراقي: هربت من "الميليشيات" إلى مخيمات هولندا

استغرقت رحلة لجوء الشاب العراقي براق الفناهري من النجف إلى هولندا مدة عامين، مرّ خلالها بأكثر من عشر دول، مستقلاً كافة وسائل النقل، بالإضافة إلى السير على الأقدام في أخطر غابات القارة العجوز.

لحظات مصيرية تأرجحت بين الموت والحياة عاشها براق، فكان أمام احتمالين لا ثالث لهما؛ إما كسر "بصمة دبلن"، والتي لا يمكن لأي شخص بموجبها أن يحصل على حقوقه كلاجئ وعليه العودة إلى الدولة التي تم فيها البصم أولاً، أو ترحيله إلى كرواتيا التي قضى فيها أصعب أيامه.

"بقيت في كرواتيا عاماً وتسعة أشهر، وخسرت الكثير من أصدقائي خلال رحلتنا من مدينة إزمير التركية إلى شواطئ اليونان، ومنها إلى العديد من الدول الأوروبية حتى استقر بي المطاف أخيراً في مخيم تير آبل في هولندا".

بحرقة بالغة، يسرد الشاب العراقي مأساته لقناة black box على موقع "يوتيوب"، مؤكداً أن خروجه من العراق في أغسطس 2018 كان بسبب الأوضاع غير المقبولة هناك، بالقول: "العراق دولة ميليشيات، فعندما تطالب بحقوقك تُصنف في قائمة الخونة، وبالتالي يقتلونك".

ويضيف: "بعد أن وصلت إلى تركيا بقيت فيها نحو 17 يوماً، ثم تعرفنا أنا ومجموعة من أصدقائي على مهرّب أخذنا إلى اليونان عبر البحر، بمبلغ 1800 دولار للشخص الواحد، وكان عددنا نحو 35 شخصاً".

ست ساعات قضاها براق مع مجموعته في البحر، وهو يرتجف رعباً مما ستؤول إليه الأحوال، مرتهناً في ذلك إلى مشيئة القدر كما يقول، إلا أنه بقي في اليونان نحو تسعة أشهر، قبل أن يتم رفض ملف لجوئه هناك، فما كان منه إلا أن يهرب منها إلى ألبانيا، التي يقول عنها إنها "دولة مسلمة وشعبها طيب ولقينا فيها كل الترحيب، لكن للأسف لا يمكن تقديم اللجوء فيها".

من هناك بدأت معاناة لجوء جديدة إلى كل من كوسوفا وصربيا ومونتينيغرو (الجبل الأسود)، "دفعت لشرطة الجبل الأسود 10 يورو ليسهّلوا مرورنا إلى البوسنة والهرسك التي لم تبخل بتقديم مساعدات غذائية وطبية، ولكنها كانت محطة عبور كذلك إلى إيطاليا".

مرّ براق بست محاولات فاشلة حتى وصل إلى إيطاليا من كرواتيا التي تعرض فيها للضرب مراراً على يد الشرطة الكرواتية.

يقول: "سرنا في طرق وعرة وغابات تعج بالحيوانات المفترسة، وتعرضنا لمخاطر لا تعد ولا تحصى، ولاحقتنا طائرات مسيّرة وكلاب بوليسية وحرس الحدود.. كل هذا لنصل إلى مكان آمن ألا وهو إيطاليا".

يؤكد براق أن اللاجئين في إيطاليا، كما ألبانيا، يتلقون معاملة جيدة وخدمات معقولة، إلا أن موجة كورونا وقيود الإغلاق جعلتنا ننتظر فترة طويلة.

يوضح بحسرة: "في 8 أغسطس 2020 (وهو يوم عيد ميلادي) تمت إعادتنا من إيطاليا إلى كرواتيا وسُجنت يومها، ولكنني ظفرت أخيراً ببلوغ إيطاليا بعد عدة محاولات (غيم) فاشلة".

من مدينة ميلانو الإيطالية توجه براق بالقطار، رغم أنه لم يكن يملك إلا 6 يورو، إلى مدينة نيس الفرنسية، ثم ليون، فمدينة ليل، وكذلك باريس التي كان الوضع فيها "سيئاً جداً" كما يعبر بأسى، وبعدها سافر إلى مدينة تورناي البلجيكية، ثم بروكسل.

ومن بلجيكا سافر براق إلى محطته الأخيرة في هولندا والتي لطالما أحبها وحلم بالوصول إليها ممثلة بمخيم "تير آبل" في هولندا، الذي يقول عنه: "الموظفون في المخيم متعاونون جداً، ونحصل على 55 يورو أسبوعياً، وفي كل غرفة يوجد 3 أشخاص".

يطمح براق بالحصول على الإقامة في هولندا بسبب "شعبها الطيب، حيث لا توجد عنصرية ولا تعصب، ويسود القانون، فإما العيش بكرامة هنا، أو القتل بسلاح الميليشيات في العراق"، وفقاً لتعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com