لماذا لا يتعلم بعض الناس من أخطائهم؟
لماذا لا يتعلم بعض الناس من أخطائهم؟لماذا لا يتعلم بعض الناس من أخطائهم؟

لماذا لا يتعلم بعض الناس من أخطائهم؟

يعزو العلم أسباب عدم تعلم جميع الناس من أخطائهم إلى أمرين أساسيين هما: الخجل، والشعور بالذنب.

لكن هنالك أسبابا أخرى تكاد تكون مجهولة، وهو ما دفع موقع  "nospensees" لتسليط الضوء على هذه المسألة بشكل موسع.

وقال الموقع في تقرير، أمس الثلاثاء، إن "بعض الناس لا يتعلمون من أخطائهم؛ لأنهم الأشخاص الذين لا يتعثرون في الحجر نفسه وحسب، بل يتشبثون به أيضا ويحملونه على ظهورهم".

وأشار إلى أنه "من السهل الاعتقاد أن هذا النوع من الملامح لا يُظهر سوى نوع من العمى أمام التجربة، أو من الحماقة المعرفية، أو من عدم النضج الانفعالي الذي يجعلهم يرتكبون أخطاء واضحة في حق الآخرين".

وتابع: "كلنا بالعادة لدينا موهبة في رؤية عيوب الآخرين، لكن لنقرّ بالحقيقة مَن منا لم يرتكب نفس الخطأ مرتين أو ثلاث مرات؟".

وأردف: "من السهل جدا، على سبيل المثال، الانجراف مرارا وتكرارا إلى نفس النوع من العلاقات، واحتضان تلك الروابط التي تؤلم وتترك ندوبا".

لذا؛ من الشائع أيضا الإصرار على أهداف مستحيلة، تلك التي لا تجلب لنا سوى الفشل.

وتساءل التقرير وأجاب: "هل هو العناد؟ نعم إنه العناد أحيانا. هل هي السذاجة؟ نعم هي السذاجة أحيانا".

في الواقع يجدر بنا أن نتذكر كيف يعرّف بنجامين فرانكلين الغباء البشري: فِعل الشيء نفسه مرارا وتكرارا مع توقع نتائج مختلفة.

لا شيء أكثر ضررا من التمادي في هذه "الحماقة"، بعبارة أخرى، اكتشفْ الخطأ وتعلّم منه، واعتمد سلوكيات بديلة للمضي قدما، والنمو والتحسن بكل الطرق الممكنة.

لكن لماذا يصعب علينا أحيانا تحقيق مثل هذه الأشياء الإيجابية؟

الناس الذين لا يتعلمون من أخطائهم: لماذا؟

بحسب التقرير، فإن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الكثير من الناس لا يتعلمون من أخطائهم.

ومع ذلك، قبل الخوض في الأصول يجب أن نضع في اعتبارنا أن هناك "أخطاء وأخطاء".

وأضاف: "قد نكون مخطئين لأننا وضعنا ثقتنا في الأشخاص الخطأ مرارا وتكرارا. ويمكننا أيضا الحديث عن أولئك الذين وضعوا أهدافا وفشلوا دائما في نفس النقطة وفي نفس الأشياء".

وتابع أنه "مع ذلك هناك أيضًا أنواع أخرى من الأخطاء، مثل تلك المتعلقة بالأخلاقيات".

وزاد: "لنفكر، على سبيل المثال، في نزلاء السجون وفي أحد أغراض المؤسسات الإصلاحية: تحقيق إعادة إدماجهم في المجتمع. لذلك؛ من الضروري أن يدرك هؤلاء الرجال والنساء الذين ارتكبوا جريمة في وقتهم خطأهم وخطيئتهم وأن يتوبوا ويندمجوا في المجتمع مثل الآخرين".

وقال إن "التعلم من الأخطاء لا بد أن ينطوي على التعاطف مع الضرر الذي تم ارتكابه والقدرة على الدفاع عن أنواع أخرى من القيم. قيم أخرى أكثر إنسانية وأكثر أخلاقية واحتراما".

"ومع ذلك، كما نعلم جيدا فإن جزءا من أولئك الذين أقاموا في السجن ينتهي بهم الأمر بالعودة إليه عاجلا أم آجلا. ما سبب هذا؟ لماذا لا يتعلم الناس من أخطائهم؟".

الشعور بالذنب والاستحياء من التعلم من الأخطاء

هناك شيء شعرنا به جميعا في مرحلة ما عندما نرتكب خطأ: الشعور بالاستحياء أو العار.

علاوة على ذلك فإذا كان هذا الفشل قد تسبب في إلحاق الأذى بالآخرين فسوف نشعر بإحساس قوي بالذنب.

هذه الانفعالات تلعب إذن دورا مُهمًّا في السلوك البشري، بحسب التقرير الذي أشار إلى أنها تساعدنا على إصلاح الأمور، أو على الرغبة في تسوية بعض الأشياء أو القيام بها بطريقة أخرى حتى لا تظهر هذه الانفعالات مرّة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك نريد أيضا أن تسير كل الأمور مستقبلا بشكل أفضل؛ من أجل مصلحتنا، وكذلك من أجل صالح الآخرين.

لذا؛ فإن أحد الأسباب التي تجعل بعض الناس لا يتعلمون من أخطائهم هو أنهم لا يمتلكون هذه الانفعالات.

تؤكد دراسات كثيرة هذه الحقيقة، حيث سألت جامعة جورج ماسون 500 مجرم مدان ووجدت أن "هناك نمطين من الملامح والدوافع الشخصية".

وقالت الدراسة: "هناك أولئك الذين شعروا بالذنب وتحسنوا بفضل التجربة والمراقبة الذاتية، وأولئك الذين يتهربون من المسؤولية ويلومون الظروف والأقدار والعوامل الخارجية".

طفرة الجين A1 سبب آخر لعدم تعلم الناس من أخطائهم

من جهتهما، يدعي تيلمان كلاين والدكتور ماركوس أولسبرجر من معهد "ماكس بلانك" للدماغ البشري والعلوم المعرفية في لايبزيغ بألمانيا أنهما يعرفان سبب عدم تعلم الناس من أخطائهم.

السبب في رأيهما وراثي الأصل، وبشكل أكثر دقة فهو ينتج مما عرّفوه بطفرة الجين (المورث) A1.

وأشارا إلى أن "هذه الطفرة تقلل من عدد مستقبلات D2 في الدماغ، وهي مواقع ترسخ الدوبامين".

لكن ما الذي يتولد عن هذه العملية؟

يجب أن نفهم أولا الدور الذي يلعبه هذا الناقل العصبي: فهو يعزز التعلم، والتحفيز، والمكافأة، والشعور بالسعادة، من بين وظائف أخرى.

وقال الباحثان: "إذا فشلت كل هذه الأبعاد أو عملت عند حدها الأدنى فلن يكون هناك دافع لتصحيح الأخطاء أو تحسين أو تحقيق تعلم جديد".

وبحسب الموقع فإن "هذه بالتأكيد حقيقة غريبة تستحق أن تؤخذ في الاعتبار. في هذه الحالة يكون الدماغ هو السبب في عدم القدرة على التعلم".

الخطأ يقع على عاتق الآخرين!

ولفهم ما يكمن وراء أولئك الذين لا يتحملون المسؤولية أو لا يصحّحون أخطاءهم لا يمكننا استبعاد حقيقة واحدة: هناك الكثير من الأشخاص الذين يتجاهلون كل المسؤولية ويلقونها على الآخرين.

وقال التقرير إن "هذا سلوك شائع. إنه أصدق وأوضح انعكاس لعدم المسؤولية وعدم النضج".

وأوضح أنه "من الأسهل دائما إلقاء اللوم على الآخرين أو افتراض أن القدر قد عمل ضدنا: إذا كنتُ أفشل دائما في العمل؛ فذلك لأن وضع الاقتصاد سيء للغاية. إذا أنا أقمت علاقة جديدة مع شخص نرجسي فذلك لأن العالم مليء بأمثاله. أنا لست مسؤولا عن أي شيء!".

وأكد أن "هذه الأنواع من المواقف أكثر بكثير مما نتصوره. اكتشاف الخلل والاعتراف بالخطأ وامتلاك الجرأة والذكاء والحساسية لتصويب الخطأ وتصحيح الخلل أهم بكثير من أشياء كثيرة تشغلنا في الحياة".

وختم قائلا إن "تصحيح الخطأ لا يجعلنا جديرين بالكرامة والشرف وحسب، بل يعزز أيضا نمونا البشري".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com