لماذا نرى أوردة الدم خضراء أو زرقاء اللون؟
لماذا نرى أوردة الدم خضراء أو زرقاء اللون؟لماذا نرى أوردة الدم خضراء أو زرقاء اللون؟

لماذا نرى أوردة الدم خضراء أو زرقاء اللون؟

هل تساءلت يوما لماذا تظهر أوردة جسم الإنسان زرقاء أو خضراء رغم أن الدم المار بها أحمر اللون؟.

إن الكثير من الإجابات الشائعة حول هذا التساؤل من بينها أن "الدم الغني بالأكسجين يكون أحمر اللون"، بينما "الدم المفتقر إلى الأكسجين يكون أزرق"، أثبت العلم أنها غير صحيحة.

وقال الأستاذ المساعد لأمراض الدم في كلية الطب بجامعة "سياتل" الأمريكية، كليبر فيرترين إن "لون الدم يعود إلى تكوينه الداخلي، وليس إلى نسبة الأكسجين فيه".

وأضاف فيرترين: "حيثما كان الحديد جزءا من هذا التكوين كان لون الدم أحمر، وحيثما كان النحاس بديلا للحديد كان لون الدم أزرق، حسبما نقل عنه موقع "لايف ساينس".

ووفق بحوث جمعية الكيمياء الأمريكية، فإن المثال الأبرز للدم الأحمر هو الإنسان، الذي يحتوي دمه على "الهيموغلوبين".

و"الهيموغلوبين" بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء يحمل الأكسجين ويحتوي على 4 ذرات من الحديد.

أما المثال الأبرز للدم الأزرق فهو العنكبوت، الذي يحتوي دمه على النحاس بدلا من الحديد.

ولكن هل يعني ذلك أن صلة الأكسجين بلون الدم منعدم، الإجابة هي لا أيضا، فدرجة اللون الأحمر في دم الإنسان مرتبطة بنسبة الأكسجين فيه، حسبما يؤكد فيرترين.

فعندما يلتقط "الهيموغلوبين" الأكسجين من الرئتين، ويتجه إلى الشرايين ومنها إلى الأنسجة في جسم الإنسان، يكون الدم "أحمر كرزيا ساطعا".

لكن في رحلة عودته إلى الرئتين، وبعد أن تمد خلايا الدم الأكسجين إلى الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، يصبح الدم المتدفق عبر الأوردة "غير مؤكسج"، ويظهر بلون أحمر أكثر قتامة (عنابي).

ووفق الموقع فإن الدم البشري له درجات مختلفة من اللون الأحمر، وليست له أي حالة باللون الأزرق أو الأخضر.

لكن لماذا تبدو الأوردة البشرية زرقاء أو خضراء؟

يجيب الدكتور فيرترين بأن "المشهد الشائع لدى الناس هو رؤية لون الأوردة زرقاء أو خضراء عند سحب الدم منها، لكن هذا اللون المنظور غير حقيقي".

وأشار إلى أن هذا اللون "يعود إلى توهم بصري ناتج عن طبيعة الطول الموجي الذي تدركه شبكية العين لدينا".

وقال إن "طبقات الجلد المختلفة تجعل الأطوال الموجية مبعثرة بطرق مختلفة أيضا، وغالبًا ما تظهر الأوردة باللون الأخضر تحت الجلد الداكن، وتظهر باللون الأزرق أو الأرجواني تحت الجلد الفاتح؛ لأن الأطوال الموجية الخضراء والزرقاء للضوء أقصر من الأطوال الموجية الحمراء".

وأوضح أنه "بينما يمتص جلدنا أطوال الموجات الحمراء، ينعكس اللونان الأخضر والأزرق فقط وهو ما تراه عين الإنسان".

وتابع: "أما الأوعية الدموية الأخرى، والشعيرات الدموية الدقيقة الأقرب إلى سطح الجلد، فلا تتأثر بهذا الوهم كثيرًا، لذا تبدو أطراف الأصابع زهرية اللون لأن الأوعية الدموية أقرب بكثير إلى سطح الجلد".

من هنا يمكن فهم لون آثار الكدمات التي يتعرض لها الإنسان، فهي في الحقيقة مجرد دم خارج الوعاء الدموي.

لذا ستظهر الكدمة حمراء إذا كانت الإصابة قريبة من سطح الجلد، أما إذا كانت أعمق فستبدو زرقاء.

ويلخص فيرترين إجابته بالقول إن "لون الدم نفسه لا يتغير إنها مسألة تتعلق بالسؤال كيف نراه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com