الملياردير يسعد ربراب.. أتقن لعبة السياسة والمال وتربع على عرش أغنى أغنياء الجزائر
الملياردير يسعد ربراب.. أتقن لعبة السياسة والمال وتربع على عرش أغنى أغنياء الجزائرالملياردير يسعد ربراب.. أتقن لعبة السياسة والمال وتربع على عرش أغنى أغنياء الجزائر

الملياردير يسعد ربراب.. أتقن لعبة السياسة والمال وتربع على عرش أغنى أغنياء الجزائر

يسعد ربراب الملياردير الجزائري المثير للجدل مازالت تدور حوله الكثير التساؤلات رغم إعلانه الانسحاب من الحياة العامة مع اقترابه من بلوغ الثمانين من العمر، فقد بنى ثروته من الصفر ليتربع على عرش أغنى أغنياء الجزائر.

صراع مع النظام
الملياردير العجوز بقي على مدى خمسة عقود في قلب الحياة الاقتصادية والسياسية، وعايش حقبا مختلفة، وكان له دور في صنع قرار في بلاده، ونفوذ في بلد الإقامة فرنسا.

كانت صور جر ربراب للمحاكمة بنهاية شهر مايو/أيار 2019 مع مجموعة من أبرز الشخصيات الاقتصادية النافذة مؤشرا لافتا على انتقال معارك النفوذ في الساحة الجزائرية من معاملات المصارف والمشاريع والمصالح نحو قصور العدالة وأروقة القضاء.

بدأ خلاف الملياردير الجزائري مع النظام يتعمق في نهاية حكم الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة حين تضامن في بيان وجهه للرأي العام مع المعارض التاريخي والحقوقي علي يحيى عبدالنور الذي طردته الحكومة الجزائرية من منزله على خلفية دعواته إلى تفعيل المادة 88 من الدستور القاضية بإبعاد بوتفليقة للعجز الصحي.

خرج ربراب عن المقولة السائدة بتحالف رأس المال مع السلطة عندما رفض ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وتواترت تقارير وقتها عن استعداده لدعم مرشح بديل أو الترشح بنفسه للانتخابات .

سقط النظام إثر حراك شعبي واسع لكن سير الأحداث بين أن خلاف ربراب مع أجنحة الحكم كان بسبب ما يمثله من تهديد سياسي، وتحت هذا الغطاء رفضت السلطات مشروعا صناعيا واسعا له بمنطقة رأس جنات الساحلية بولاية بومرداس في منطقة القبائل التي ينحدر منها.

ورغم ارتباطه الوثيق بالجهاز الأخطبوطي لرجل الظل محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق، فإن رصاصة الرحمة أطلقت حين تنازع مع الحاكمين حول خطة لإنشاء مصنع لإنتاج خام زيت البذور في مدينة بجاية الساحلية.

نقل ربراب معركته مع السلطات إلى الشارع بنزول موظفي كبرى مؤسساته "سيفيتال" إلى ساحات التظاهر إلى أن جاء الرد من القائد الفعلي للجزائر، قائد الأركان أحمد قايد صالح حين بادر تحت ضغط الحراك بشن حملة استباقية ضد "رؤوس الأموال" فوجهت له تهم الكذب والتلاعب بفواتير والاستفادة من الامتيازات الجمركية والمصرفية ليقضي عقوبة سجنية بثمانية أشهر كحبس مؤقت من جملة حكم بسنة واحدة، لكن كيف تمكن ربراب من بناء ثروته الضخمة؟

إمبراطورية من الصفر
ولد ثاني الأغنياء العرب والسادس أفريقيا في عائلة متواضعة في مقاطعة تيزي وزو شمال شرق الجزائر منتصف الأربعينيات وانتهى بعد دراسة ابتدائية وثانوية وجامعية محاسبا ومختصا في القانون الإداري.

ومن هناك انطلق في مطاردة حلم الثروة، بدأ عصاميا مساهما في شركة صغيرة للحديد والصلب بداية السبعينيات ثم مالكا فرديا لشركة خاصة نهاية الثمانينيات لتعيده أواسط التسعينيات إلى نقطة البداية من جديد بتفجير مصنعه وتحويل مواده إلى رماد في ذروة قطع الرؤوس والأجساد إبان "عشرية الدم والإرهاب" في الجزائر.

كان تفجير المصنع نقطة تحول في جغرافيا أعماله اذ انتقل من الجزائر نحو فرنسا، وتصاعدت استثماراته من رماد الحديد إلى حلاوة السكر.. بعد مرور قصير بتجارة اللحوم الحلال، انتقل ربراب إلى توريد مادة السكر ومنها عوض خسائره الهائلة ليصهر "مملكة الحديد" التي استوى على عرشها مجددا ويوسع شريط استثماراته بتأسيس شركة أطلق عليها اسم "سيفيتال" التي سرعان ما تحولت إلى إمبراطورية السكر والزيت في البلاد .

هذا النجاح الصاروخي يثير الكثير من الأسئلة المتواترة حول الرجل الذي لاحقته تهم العلاقات السياسية المريبة في كل من الجزائر وفرنسا.

فقد طاردته تهم تمويل حملة إيمانويل ماكرون التي أوصلته لرئاسة فرنسا إثر صدور كتاب " الخلاط الكبير.. الشبكات السرية لماكرون" للصحفي الفرنسي مارك انديوالد الذي خلص إلى أن ماكرون أقام علاقات سرية مع وجوه من الأوليغارشية الحزائرية التي يتصدرها ربراب.

إرث لافت

تعد دولة ربراب الاقتصادية في الجزائر وخارجها ثمانية عشر ألف موظف ينتشرون في أربع قارات، ورغم ترجله نحو استراحة المحارب النهائية فإن عددا من خبراء الاقتصاد يرون في "برلسكوني القبائل" المنحنى الذي سيرافق نجله في طريق حفظ الثروة، تاركا وراءه إرثا لافتا لرجل أعمال أتقن فن اللعب على الحدود الفاصلة بين الاقتصاد والسياسة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com