أوقع به لاجئ "جاسوس".. قصة نجاة مهاجر عراقي إلى النمسا
أوقع به لاجئ "جاسوس".. قصة نجاة مهاجر عراقي إلى النمساأوقع به لاجئ "جاسوس".. قصة نجاة مهاجر عراقي إلى النمسا

أوقع به لاجئ "جاسوس".. قصة نجاة مهاجر عراقي إلى النمسا

"أنت عراقي.. ستقضي عمرك تحلم بالأمان، وتكبُر على مستقبل مجهول".. هكذا بدأ عبد الله (22 عاما) حديثه عن حياته في العراق ونيّته الهجرة إلى أوروبا، فعبر من بغداد إلى تركيا ثم اليونان ومنها إلى النمسا.

يقول عبد الله "ولدت في ظروف غير طبيعية، أنا طفل كبرت وأنا أحلم بالأمان، أحلم بأن ألعب بسلام مثل كل الأطفال، نحن كبرنا على مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر" .. "فكرت بالهجرة منذ أن وصلت إلى سن المراهقة، خاصة بعد تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وانتشار النزاعات الطائفية".

مع أبناء جلدتي

قرر الشاب العراقي السفر بعد إقناع أهله وتبديد مخاوفهم حول خطورة الطريق، فحصل على الفيزا التركية وسافر إلى إسطنبول برًا، بحسب ما أوردته قناة The black box على يوتيوب.

وقال عبد الله: "بدأت البحث في تركيا عن مهرب يعبر بنا إلى اليونان، ووصلنا إلى مهرب كان قد جرّبه صديقي، فاتفقت معه أنا وصديقان عراقيان وقررنا السفر الثالثة فجرا بعد جمع الحاجيات والطعام".

وأضاف الشاب: "استغرقت الطريق أكثر من 12 ساعة ووصلنا إلى اليابسة، ثم أرشدنا المهرب الذي عبر بنا النهر إلى وجهتنا برًا، وبدأنا بالسير عبر الـ GBS".

كان الطريق الذي سلكه عبدالله وصديقاه إلى الحدود اليونانية يابسة مبسوطة دون شجر ونباتات.

وهنا قال عبد الله: "عندما كنا نصادف أحدا على الطريق، كنا ننام على الأرض، لا نستطيع أن نرفع رأسنا فلا يوجد أي شيء نتخفى به من الشرطة ومن رصاص الصيادين المنتشرين على طول الطريق".

رادارات التشويش

وصلت المجموعة إلى القرية الحدودية، وهناك توقف الـ GBS عن العمل، بسبب رادارات التشويش التي يستخدمها الجيش اليوناني.

وهنا قال عبد الله "تهنا بين الجبال اليونانية لمدة ثلاثة أيام بسبب تعطل الـ GBS، ووصلنا إلى مرحلة أصبحنا فيها نقوم بوضع علامات على الأرض حتى نعلم أين نسير".

2022-08-عبد-الله
2022-08-عبد-الله

وأضاف عبد الله: "نفد الطعام والشراب منا، وقاربت مدخرات الهواتف والشواحن على النفاد، فقررنا أن نخرج إلى الطريق السريع المخصص للسيارات".

وبعد دقائق من خروج عبد الله ورفيقيه إلى الشارع، اعترضتهم دورية شرطة يونانية، وسلّمتهم إلى حرس الحدود.

وقال الشاب: "تعرضنا لكل أنواع الشتائم والضرب، وقاموا بتعنيف الجميع، رجالا ونساء، وقاموا بإجبارنا على خلع ثيابنا في البرد القارس، كانت درجات الحرارة تقارب الـ 5 تحت الصفر". وأضاف: "اكتشفنا وجود جاسوس ضمن مجموعتنا يعمل مع حرس الحدود، وهو من قام بتسليمنا إليهم عبر الوشاية بموقعنا".

وتابع "هناك الكثير من المهاجرين تورطوا بالعمل مع حرس الحدود مقابل عبورهم، أو عملوا معهم عنوة دون خيار آخر، والنتيجة تكون الإيقاع بلاجئين آخرين وتسليمهم إلى الشرطة".

قامت اليونان بترحيل عبد الله ورفيقيه إلى إسطنبول وهم عراة بلا طعام أو هواتف و أموال.

وقال الشاب: "طلبت من صديقي المقيم في تركيا ملابس واستقريت في منزله لفترة من الزمن ثم بدأت التخطيط لرحلة جديدة".

نصف شهر على الحدود

وبعد ترحيله من اليونان، عبر الشاب عبدالله مع 5 من أصدقائه ووصل إلى قرى تركية على الحدود اليونانية، وهناك توقفوا لمدة 6 أيام.

وقال عبد الله: "أجبرنا المطر الغزير على التوقف، ونفد الطعام رغم أننا أحضرنا كميات هائلة منه، وكنا ننتظر سطوع الشمس لساعات قليلة كي ننام قليلا وننعم بالراحة". وأضاف "استغرقت رحلتنا بين هذه القرى حوالي 13 يوما، كانت أصعب أيام الرحلة، قضينا 5 أيام نأكل حبتي تمر يوميا، وقضينا 3 أيام مستلقين على ظهورنا ونحن نتخفى من حرس الحدود".

وصلت المجموعة إلى نقطة التحميل التي اتفقوا عليها مع المهرب، انتظروا وصول السيارة لمدة يومين.

وأردف الشاب "صعدنا حوالي 10 أشخاص داخل حقائب كبيرة في السيارة، ووصلنا إلى منطقة سالونيك وأجسامنا لا نشعر بها، أصابها الخدر من شدة الانحناء وطول مدته".

2022-08-عبد-الله2
2022-08-عبد-الله2

وأضاف عبد الله أنه "بعد الوصول إلى اليونان اتصلنا بعائلة عراقية مقيمة في اليونان، وقامت بمساعدتنا، ثم قررنا العبور من طريق مقدونيا – صربيا".

السياج الحدودي سالك

باتت المجموعة على الحدود اليونانية – المقدونية يومين، وهناك تجمعوا واتفقوا مع مهرب ليبدؤوا رحلتهم.

وعن هذه الرحلة قال عبد الله: "كنا أربعة عراقيين وشخص سنغالي، سرنا لمدة طويلة ثم تنقلنا على متن سيارة تحميل، ودخلنا مقدونيا، وهناك كان لنا موعد مع رحلة تشتت جديدة في الغابات المقدونية".

انقطع اتصال المجموعة مع المهرب بشكل نهائي، فقرر عبد الله الاعتماد على نفسه، وتحمّل مسؤولية قائد الرحلة.

وقال عبد الله "سرت مستعينا بالـ GBS ووصلنا إلى السياج الحدودي، وعبرنا إلى صربيا عبر حفرة كانت قد حفرتها مجموعة وصلت قبلنا، ومن صربيا انتقلنا إلى هنغاريا ومنها إلى النمسا.

وعن رحلة هنغاريا قال عبد الله "كانت رحلة هنغاريا – النمسا أصعب مرحلة في هذه الرحلة، صعدنا أكثر من 20 شخصا داخل خزن سيارة، لا يتسع سوى إلى 10 أشخاص، أغمي علي ثلاث مرات خلال هذه الرحلة".

وأردف الشاب "كنت أتنفس بصعوبة بالغة داخل خزان السيارة، وكان السقف يقطر عليّ من شدة تعرق الأشخاص داخل الخزان، وفجأة أشعر أني لم أعد أتنفس، فيغمى علي، ثم يقوم صديقي بإيقاظي".

وصل عبد الله إلى النمسا وهناك قدم اللجوء واستقبلته الشرطة هناك برحابة صدر وكان تعاملهم جيدا.

وختم عبد الله حديثه قائلا "أنصح الشباب العراقي والعربي بالقدوم إلى هنا، لكن عليه أن يختار الطريق الصحيح بعد أن يصل هنا، ففي أوروبا هناك الكثير من المغريات والطرق المخالفة للقانون، وعدد كبير من العرب انجرف وراءها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com