خريطة لروابط المناعة تفتح الطريق أمام علاجات جديدة
خريطة لروابط المناعة تفتح الطريق أمام علاجات جديدةخريطة لروابط المناعة تفتح الطريق أمام علاجات جديدة

خريطة لروابط المناعة تفتح الطريق أمام علاجات جديدة

أنشأ فريق علمي دولي خريطة شاملة لشبكة الروابط التي يتكون منها جهاز المناعة البشري، والتي يمكن أن تؤدي إلى علاجات مناعية جديدة لعلاج السرطان والأمراض المعدية والحالات الأخرى التي تلعب فيها الاستجابة المناعية دورا.

ويوضح الباحثون في الخريطة الأولى من نوعها، كيف تتصل الخلايا المناعية في جميع أنحاء الجسم وتتواصل.

ويتضمن البحث الذي نُشر في مجلة "نيتشر"، اكتشاف العديد من التفاعلات غير المعروفة حتى الآن، والتي تلقي الضوء معا على تنظيم دفاعات الجسم المناعية.

ويقدم البحث إجابات للأسئلة القديمة حول العلاجات المناعية الحالية المستخدمة بالفعل لعلاج المرضى، ويمكن أن تكون هذه الخريطة العامة المفصلة لجهاز المناعة حيوية أيضا في تحديد علاجات جديدة في المستقبل.

ويتكون جهاز المناعة من خلايا متخصصة، ينتقل بعضها بشكل فردي عبر الجسم للبحث عن علامات الإصابة أو المرض. وبمجرد اكتشاف التهديد، يتعين عليهم توصيل الرسالة إلى الخلايا الأخرى لتكوين استجابة مناعية فعالة.

وترتبط إحدى الطرق التي تتم بها هذه الإشارات من خلية إلى أخرى، من خلال بروتينات سطح ببروتينات المستقبل المقابلة على سطح الخلايا الأخرى.

وحتى الآن، لم يكن لدى المجتمعات الطبية والعلمية سوى خريطة غير كاملة لوصلات المستقبلات هذه بين جميع أنواع الخلايا المناعية في الجسم.

ويعد الفهم الشامل للتفاعلات بين الخلايا المناعية، وكيف يتناسب هذا التواصل مع الجسم كله، أمرا حيويا لتطوير العلاجات التي تعزز جهاز المناعة لمحاربة الأمراض، والمعروفة باسم العلاجات المناعية.

وأظهرت الخريطة السابقة بالفعل إمكانات كبيرة في بعض الأمراض، خاصة في حالة بعض أنواع السرطان، لكنها تعمل بشكل جيد فقط في مجموعات معينة من المرضى وفي حالات معينة.

ويمكن أن تساعد معرفة خريطة اتصالات المستقبلات المناعية في تفسير سبب نجاح العلاجات المناعية في بعض الأحيان فقط في مجموعة فرعية من المرضى، وتقديم أهداف جديدة لتصميم علاجات مناعية مستقبلية تمتد إلى مرضى آخرين.

ويعد فهم الإشارات من خلية إلى خلية التي تحدث في الجهاز المناعي، ضروريا أيضا للوقاية من أمراض المناعة الذاتية وعلاجها، والتي تحدث عندما يخلط الجسم بين الإشارات الداخلية ويهاجم نفسه.

ولتصميم الخريطة الكاملة، عزل الباحثون وفحصوا مجموعة كاملة تقريبا من البروتينات السطحية التي تربط الخلايا المناعية جسديا. كما استخدموا الكثير من التحليلات الحسابية والرياضية لتحسين الخريطة، والتي تطلب إنشاؤها سنوات من التقدم التكنولوجي لمعالجة مشكلة بهذا الحجم.

ويمكن أن تحتوي كل خلية مناعية على مئات من البروتينات والمستقبلات السطحية المختلفة، والتفاعلات التي تنطوي على هذه البروتينات غالبا ما تكون عابرة لدرجة أنه كان لابد من اختراع طرق مخصصة لجعل خريطة دقيقة ممكنة.

وقال جارود شيلتس، من معهد "ويلكوم سانجر"، إن "العزل والتحليل الدقيق لكل خلية مناعية وتفاعلاتها مع الآخرين، زودنا بأول خريطة للمحادثات بين جميع الخلايا المناعية في الجسم".

وأوضح شيلتس "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم الأعمال الداخلية لجهاز المناعة، ونأمل أن يستخدمها الباحثون في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تطوير علاجات جديدة تعمل مع آليات دفاع الجسم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com