في مسلسل "ذات أخرى".. هل ينجح العلاج الروحي بهزم السرطان؟
في مسلسل "ذات أخرى".. هل ينجح العلاج الروحي بهزم السرطان؟في مسلسل "ذات أخرى".. هل ينجح العلاج الروحي بهزم السرطان؟

في مسلسل "ذات أخرى".. هل ينجح العلاج الروحي بهزم السرطان؟

يقدم المخرج التركي بوركو ألبتكين، دراما تلفزيونية مثيرة للجدل، عبر نثر الصراع بين الواقعي والغيبي، والجسدي والروحي، خلال مسلسله "ذات أخرى" الذي بدأ عرضه قبل أيام على منصة "نتفليكس".

وتدور أحداث المسلسل حول ثلاث صديقات يذهبن لقضاء رحلة استجمام في بلدة "جوندا" الشهيرة بمظاهر مختلفة من مكونات الطبيعة.

وهنا تكون بداية جديدة لحياتهن، وتتغير الأمور إلى مناح أكثر تعقيدا، من خلال رحلة تواصل روحي، يتجهن للمغامرة معها، وهو ما يعيد لهن كل أسرار الماضي، عبر الجذور العائلية.

وتكون الرحلة محل خلاف في البداية، لإصرار الطبيبة آدا (توبا بويوكستون) على بقاء صديقتها سيفغي في المشفى لإكمال علاج السرطان، لكن سيفغي تفضل المغادرة، لقناعتها بضيق الوقت المتبقي لها في حياتها، وقد كانت ترغب في العيش والحب لأطول فترة ممكنة.

صدفة درامية

جاءت نقطة الإثارة والانقلاب في الأحداث، بطريقة الصدفة، وهي غير مبررة في العمل الدرامي، فتكون سيفغي على موعد مصيري مع الدكتور زمان، وقد قرأت عنه خلال فترة مرضها، وهناك في جوندا تلتقي به، لتتغير خريطة حياتها مع المرض.

والصدفة في هذا الإطار لم تكن محركا لحياة شخصية بعينها، بل حركت لأبعد مدى حياة جميع الشخصيات في المسلسل، بما يعني أنها البؤرة التي انفرطت من خلالها حبيبات الرمان.

يتمكن الدكتور زمان من شفاء سيغفي من مرض السرطان عبر العلاج الروحي، عن طريق التقمص، حيث تعمد كل شخصية من الصديقات الثلاث اختيار أشخاص من المتوافدين للمكان، لتقمص حياتها، وعبر لوغاريتمات يعدها الدكتور الروحي تكتشف كل واحدة منهن ماضيها المؤلم، وماضي الأصول العائلية لهن.

وورد في سيناريو المسلسل: "صندوق أسود ماضينا، حتى لو لم نتذكره".

رسالة العلم

تكتشف الطبيبة الجراحة آدا ماضي أمها وأبيها، وتتمكن من استعادة أمها في رحلة صراع نفسي حزينة.

وتخوض آدا غمار الصراع النفسي الغامض، إذ تتمسك برسالة العلم التي تخبرها بضرورة العلاج الكيميائي لصديقتها على أمل الشفاء، لكنها تجد نفسها في تناقض فكري، بعدما تأكدت من شفاء سيغفي عبر التواصل الروحي.

بل وتجد نفسها تغرق في تفاصيل أخرى، بعد تجربة التواصل الروحي، وتكون على موعد مع استعادة ماضيها، ومعرفة تفاصيل مخبئة عن طفولتها.

كما وتكتشف الطبيبة الجراحة معلومات تتعلق بماضي زوجها سليم فيما يتعلق بجده، وهو ما يتسبب في انفصال الزوجين.

قارب

أما ليلى الصديقة الثالثة في الرحلة، فتكتشف من خلال التواصل الروحي، مقتل جدتها ذات الأصول اليونانية، في مشهد مريع، بعد إغراقها عمدا من قِبل جارها التركي، خلال رحلة الهرب من جزيرة كريت إلى تركيا، عام 1924.

أسطرة الأشياء

في المسلسل هنالك فلسفة للأفكار وعمق، تحاول مؤلفة السيناريو نوران إيفرينيت بثه، من خلال التجريب في جانب بعيد عن العلم، بالعودة لأسطرة الأشياء، وإرجاعها للأصول الجذرية للإنسان.

وهذه الأفكار تجذب المشاهدين، نظرا لغرابتها، وخروجها عن المألوف، بعكس الجانب العلمي البحت، الذي تكون خطته مرسومة، ومعتمدة على المنطق.

فنجد في المشاهد ميلا إلى التأمل والهروب من الواقع، من خلال تعجيل تحقيق الأمنيات عبر الإطار الغيبي، فنجد الصديقات الثلاث في معبد أثينا يتمنين سرا الأمنيات ذاتها، وهو ما بدا بذرة لبداية التواصل الروحي فيما بعد.

ولم يكمل المخرج أدوات الربط ما بين هذا المشهد، وبين التواصل الروحي الذي حققه الدكتور زمان، ولو فعل هذا لكانت فكرة المسلسل أكثر إثارة وعمقا.

لكن السيناريو يتراجع قليلا عن الطرح الغريب في النهاية، من خلال اختلاق حدث مفاجئ، يتسبب في انتكاسة مرضية جديدة لسيغفي، حتى أن الطبيب زمان، يظهره السيناريو ،أخيرا، بأنه يهرب من شيء غامض في ماضيه.

فلسفة

يقدم المسلسل المكون من 8 حلقات، فلسفة مثيرة فيما يتعلق بالمرض، فيعتبره السيناريو أنه محاولة من الغيبي لتذكير الإنسان بأمر ما، ضمن خيوط لعبة محبوكة يحياها المرء.

ويظهر عن الطريق الصدفة أيضا توبراك، وهو عشيق آدا القديم، ومن غير المبرر أن يتم وضعه في السيناريو، بأنه قصد جوندا من أجل السبب ذاته، لكن الأمور تمضي بالتحاقه بركب الرحلة الروحية، ليجد نفسه _أخيرا_ قادرا على استعادة آدا بعد انفصالها عن زوجها.

هذا المسلسل الذي استمر عرضه لمدة 400 دقيقة، كان من الممكن عرضه في 100دقيقة فقط، فقد كان واضحا، تعمد المخرج بوركو ألبتكين الإطالة في الكثير من المشاهد، وتعمد وضع الفراغات الدرامية بين جمل الحوار والأحداث التي مضت ببطء في كثير من الأوقات.

حضور باهت للممثلين

لم يكن ظهور الممثلة توبا بويوكستون، حيويا في الأحداث، على الرغم من نيلها دور البطولة، لكن حضورها جاء باهتا، على الرغم من عمق الدور الذي تقوم به، وأهميته، وامتلاك مساحة تناقض يمكن اللعب الدرامي على تفاصيلها، لربما لم يتم استغلالها من قبل المخرج، لنيل مركزية أكثر حضورا في ذلك.

كما ولم يكن توبراك _ويجسده مراد بوز_ مستغلا للمساحة التي نالها، بدوره الحيوي في القصة، فكان دائم البرود والخمول.

أما بونوك يلماز، فكانت تبدي انفعالات أكثر من اللازم خلال التمثيل، كنوع من إقحام نفسها في الدور، وهذه المبالغة خفضت من التلقائية المطلوبة خلال العمل.

ربما كانت الأكثر إجادة سادا باكان وقدمت دور ليلى، فكانت إيماءاتها متنوعة ما بين الهزل والجنون والعاطفة.

وقد أجادت دور التباكي الدرامي، خلال حوارها مع زوجها أردام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com