النسيان وتدهور الذاكرة.. متى نقلق؟
النسيان وتدهور الذاكرة.. متى نقلق؟النسيان وتدهور الذاكرة.. متى نقلق؟

النسيان وتدهور الذاكرة.. متى نقلق؟

كلنا ننسى الأسماء والتواريخ أو المكان الذي نضع فيه مفاتيحنا، ولكن متى يبدأ النسيان في إثارة قلقنا؟، هذا ما سنتعرف عليه في الدراسة التالية.

نسيان بعض الأشياء أمرٌ طبيعي ويحدث لنا جميعًا، ومع ذلك فمع دخولنا في مرحلة من النضج المتقدم يمكن أن تصبح مشكلات الذاكرة أكثر إلحاحًا، على الرغم من أن التدهور المعرفي جزء من الشيخوخة نفسها، إلا أن بعض الأعراض يمكن أن تعطينا أحيانًا أدلة على وجود مشاكل خفية أخرى.

يقول الخبراء في علم النفس إن النسيان، الشائع واليومي في حياتنا علامة على حسن سير ذاكرتنا، هذه الحقيقة قد تلفت انتباهنا، لكن دماغنا يعمل بنفس طريقة عمل الكمبيوتر.

يحتاج البشر إلى "النسيان" من أجل خلق ذكريات جديدة، بعبارة أخرى تحتاج عملياتنا المعرفية إلى إعادة التشغيل والتنظيف، وحتى إلى محو بعض المعلومات لإفساح المجال لِعمليات جديدة.

ومع ذلك في بعض الأحيان يتوقف النسيان عن كونه آلية لتحسين الدماغ فيعطي أدلة على تدهور معرفي، وفيما يلي الفروق بين أنواع النسيان وأسبابها بحسب التقرير الذي نشره موقع nospensees.

مشاكل صحية
يمكن أن يحدث فقدان الذاكرة أحيانًا بسبب حالة صحية أساسية، في هذه الحالة يمكن علاج المرض فيتراجع النسيان، وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا:

• النقص الغذائي: نقص فيتامينات B6 و B9 و B12.
• انقطاع الحيض (سن اليأس).
• الإفراط في تعاطي المخدرات أو الكحول.
• أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم.
• ارتفاع مستوى الكولسترول.
• أمراض الكبد.
• اضطرابات الغدة الدرقية.

مشاكل انفعالية
غالبًا ما تكون عواملُ مثل القلق، أو التوتر، أو وجود خالات الاكتئاب، سببًا في هذا القصور المعرفي، يحدث النسيان لأننا نركز اهتمامنا على محفزات مقلقة ومهدِّدة، مما يجعل من الصعب علينا تشفير ومعالجة معلومات أخرى.

وبمجرد السيطرة على المشكلة الانفعالية سيتحسن فقدان الذاكرة، وستتجدد القدرات المعرفية، لذلك من الضروري مراجعة أخصائي في العلاج النفسي لمساعدتنا في تطوير أدوات وموارد نفسية للتعامل مع الموقف.

فقدان الذاكرة بسبب الشيخوخة
عندما نتقدم في السن يميل أداء ذاكرتنا إلى التراجع، هذه الظاهرة رصدتها أهمّ مراجع التشخيص تحت عنوان "التدهور المعرفي المرتبط بالعمر" أو "التدهور المعرفي الخفيف"، فهذا نسيان شائع يحدث عند الأشخاص الأصحاء.

ويشير التقرير إلى أن المنطقة الأكثر تأثرًا هي الذاكرة اليومية، والتي تتضمن نسيان الأسماء أو الوجوه، أو نسيان موعد، أو نسيان المكان الذي تركنا فيه شيئًا.

ومع ذلك لا تتأثر هنا أي وظيفة معرفية أخرى ويكون التأثير على حياة الفرد ضئيلًا.

ومن الشائع أن الأشخاص الذين يختبرون هذا النوع من النسيان يُعبّرون عن شكاوى ومخاوف بشأن ذاكرتهم، لكنها عملية طبيعية غير مَرضية.

فقدان الذاكرة المرتبط بالخرف
عندما يكون النسيان أوسع وأعمق، وحين يؤثر التدهور المعرفي بشكل كبير على حياة الشخص فمن المحتمل أن هذا الشخص يعاني من الخرف.

ولا يؤثر هذا المرض على الذاكرة فحسب، بل يؤثر أيضًا على العمليات المعرفية الأخرى، بالإضافة إلى انفعالية المريض وسلوكه.

وهناك أنواع مختلفة من الخرف، وأكثرها شيوعًا هو مرض الزهايمر، لكنها جميعها تشترك في بعض الأعراض التي يمكن أن تكون علامات تحذيرية تستدعي العلاج:

• تتأثر وظيفتان عقليتان أساسيتان على الأقل، وبالإضافة إلى عيوب الذاكرة قد تنشأ مشاكل في الاتصال أو التوجيه أو التفكير المتعقل.

•هناك أدلة على حدوث تغيير في سلوك الفرد الذي يصبح سريع الانفعال أو عدوانيًا أو سيئ الظن وقليل الثقة، أو يقوم بأفعال غير لائقة.

• يعاني المصاب بحالة تنكسيّة تصبح أكثر تكرارًا وشدّة بمرور الوقت، وفي المراحل النهائية تظهر أعراض جديدة مثل فقدان الكلام أو سلس البول أو عدم القدرة على الحركة.

كيف تعتني بذاكرتك؟
إذا كانت هناك أي علامات تدل على ضعف الإدراك فمن الضروري مراجعة طبيب مختص للحصول على تشخيص ووضع خطة عمل، وسواء تعلق الأمر بتدهور خفيف أو أكثر تقدمًا فإن الحفاظ على الذاكرة التي لا تزال سليمة مرحلة أساسية.

الدماغ مَرِن ومطاوع وقابل للتشكل، ويمكن تنفيذ إستراتيجيات مختلفة للحفاظ على سعة ذاكرتنا، ويمكن لِمهنيّين مختصّين المساعدة بتصميم خطة تدريب بتقنيات معيّنة لتمرين الذاكرة وتحفيز بقية الوظائف العقلية الأساسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com