الحرب النفسية.. إخضاع الخصم دون قتال
الحرب النفسية.. إخضاع الخصم دون قتالالحرب النفسية.. إخضاع الخصم دون قتال

الحرب النفسية.. إخضاع الخصم دون قتال

تعتبر الحرب النفسية ممارسة تاريخية قديمة تم استخدامها منذ وجود المعارك بين البشر، وينتج عنها مزايا استراتيجية ضد الخصم.

ووفق تقرير نشره موقع "nospensees" أمس الجمعة، فإن "الحرب النفسية هي الاسم الذي يطلق على مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تدمير الخصم أخلاقياً أو عاطفياً أو رمزياً في سياق المواجهة".

وأشار الموقع إلى "طرح الخبير الاستراتيجي الصيني (سون تزو) فكرة هزيمة العدو في الحرب دون استخدام سلاح".

وشرح "سون تزو" ذلك في كتابه الشهير "The Art of War"، الذي أصبح منذ صدوره دليلًا كلاسيكيًا لرجال الحرب.

ولفت التقرير إلى "جنكيز خان الذي استخدم العديد من تكتيكات الحرب النفسية التي أثبتت فاعليتها".

وبين أنه مع مرور الزمن اتخذت الحرب النفسية شكل الدعاية، فيما يجري حاليًا استخدامها باستمرار وليس دائمًا في ظروف الحرب الرسمية، ولكن أيضًا وفي كثير من الأحيان في حالات مختلفة، مثل السياسة والدين والأسرة والعلاقات الشخصية.

قواعد الحرب النفسية

الزعيم النازي أدولف هتلر، ورجل الحرب كان مثال الشخص الذي يستخدم الحرب النفسية بشكل منهجي.

في هذا الصدد تنبأ هتلر بأن حروب المستقبل ستخاض قبل بدء العمليات العسكرية، وقال إن ذلك سيحدث "من خلال الإرباك العقلي والمشاعر المتضاربة والتردد والذعر".

ووفق الموقع فإنه حاليًا "تشتمل عقيدة الدفاع الأمريكية على فصول كاملة متصلة بالحرب السيكولوجية".

تشير هذه الفصول إلى أن لهذه العقيدة ثلاثة أغراض رئيسية:

أول هذه الأغراض، تدمير إرادة العدو وقدرته القتالية، ثم حرمان الخصم من دعم حلفائه، وأخيرا رفع الروح المعنوية لقواتك وإرادتها في الفوز.

وبحسب التقرير، فإنه "في عصر هتلر واليوم هناك حاجة إلى نظام دعاية قوي لتحقيق هذه الأهداف".

وقال إنه "في وقتهم مارس النازيون بالفعل سيطرة مطلقة على وسائل الإعلام، حيث استثمروها لصالح مصالحهم. ويقال إن الديمقراطية وحرية الصحافة هي السائدة اليوم في الغرب، لكن من الناحية العملية ليس هذا هو الحال دائمًا".

غزو الدماغ

استخدمت العديد من الحكومات والجماعات غير الشرعية في العالم الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها.

من ناحية أخرى، في كلتا الحالتين يتم عمليًا الترويج لفكرة وجود عدو شرير وغير إنساني، وهكذا تصنف الولايات المتحدة جميع القادة الأعداء على أنهم "دكتاتوريون مجانين".

ويصف هؤلاء هذه الحكومة بأنها إمبريالية و "شيطانية" وأعمتها الغطرسة.

إلى ذلك، لجأت العديد من الحكومات والجماعات غير الشرعية في العالم أيضًا إلى شن هجمات على السكان المدنيين، كوسيلة من وسائل الحرب النفسية.

ومن وجهة نظر عسكرية أطلِق على هذه الحرب اسم "حرب الجيل الرابع".

وهذا يعني أن "المدنيين يقعون ضحايا بشكل غير مشروع فيخافون ويضطربون وينحازون إلى المعتدي. وهكذا يتحقق هدف إزالة الدعم الذي قد يحصل عليه الخصم"، وفق موقع "nospensees".

وأضاف الموقع أنه "على سبيل المثال في الآونة الأخيرة حدثت احتجاجات حاشدة في الإكوادور وتشيلي وكولومبيا. في جميع هذه البلدان الثلاثة كانت هناك أيام تم فيها إعلان حظر التجول".

وأردفت أنه "في الدول الثلاث وقع حدث مهم: في الليل عندما كانت الشوارع خالية بدأ الناس في تلقي رسائل على الشبكات الاجتماعية تقول إن هناك مخربين اقتحموا المنازل لسرقتها".

وتابع: "لذلك يتصل المواطنون بالشرطة التي لا ترد في البداية. وبعد الكثير من إصرار المواطنين تجيب الشرطة على المكالمات ثم تنتقل إلى عين المكان".

وزاد: "في كثير من الحالات يتم الترحيب بالشرطة كأبطال. يكون الناس خائفين لدرجة أنهم ينسون إساءة استخدام الزي الرسمي أثناء الاحتجاجات. على العكس من ذلك، فهم يقدمون لهم كل الدعم".

الحرب في الحياة اليومية

واعتبر التقرير أن "الحرب السيكولوجية سارية أيضًا في الحياة اليومية. عندما يُلام الفقراء على فقرهم أو العاطلين عن العمل بسبب بطالتهم، على سبيل المثال".

ففي الخلفية يتردد صدى رسالة سلطوية تهدف إلى قمع أي احتجاج قد يصدر من قبل أولئك الذين هم في حالة ضعف.

ورأى أن "هناك حربا نفسية بين الجنسين عندما يقرر الأفراد استبعاد الجنس الآخر بطريقة ضارة لإخضاعه لقواعدهم الخاصة، أو عندما يقدّمون لك نموذجًا للحياة والنجاح الذي يجب أن تتكيف معه حتى لا تكون غير مؤهل".

وخلص إلى "أننا نعيش في زمن صارت فيه أذهاننا هي الغنائم الرئيسية للحرب، والسيطرة على العقول هي الهيمنة على العالم وفتح الطريق لتنفيذ أي همجية بالتواطؤ العام. ولذلك فإن القراءة والتأمل والتفكر دروع ممتازة ضد هذا التلوث".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com