بسبب رفض اللجوء.. فتى عراقي حاول الانتحار  بعدما وصل أوروبا
بسبب رفض اللجوء.. فتى عراقي حاول الانتحار بعدما وصل أوروبابسبب رفض اللجوء.. فتى عراقي حاول الانتحار بعدما وصل أوروبا

بسبب رفض اللجوء.. فتى عراقي حاول الانتحار بعدما وصل أوروبا

يعبر المهاجرون العرب الغابات والبحار ويسلكون أخطر خطوط التهريب بحثًا عن الأمان والمستقبل الواعد في أوروبا.

وبالنسبة لهؤلاء المهاجرين، سيتبع طريق التهريب المحفوف بالمخاطر والصعاب، أمانًا وحياة راغدة بمجرد الوصول إلى القارة العجوز وتقديم اللجوء.

لذلك، شكلت بعض الخيبات التي أصابت مهاجرين عربًا وصلوا إلى أوروبا، صدمة نفسية وفاجعة كبيرة وصلت بهم إلى حد محاولة الانتحار.

هذا ما حصل مع مقتدى وهو فتى عراقي عمره 16 عامًا، يعيش منذ 6 سنوات في كامب خيلزة في هولندا، وينتظر قبول طلبه وطلب والده باللجوء في هولندا.

يعاني "مقتدى" من ظروف نفسية وصحية صعبة نتيجة تلقيه رفض طلب اللجوء منذ 6 سنوات، وهو يتنقل من كامب إلى كامب، دون أن يتعلم لغة أو يحقق اندماجًا مع أقرانه، بحسب موقع قناة The black box على يوتيوب.

وقال والد مقتدى: "سبب تدهور حالة مقتدى النفسية، هو بقاؤه كل هذه السنوات في الكامب الأشبه بسحن دون ذنب يقترفه، سوى أنه هرب من العراق والظروف الصعبة هناك".

وعن أسباب رفض طلب اللجوء لـ"مقتدى" ووالده، تحدث الأب: "يقولون إن العراق بلدًا آمنًا، ولا يوجد مبرر لنا للهروب منه، كما أن كلامي لم يقنعهم، وبرأيهم لم يتطابق مع كلام ابني مقتدى، لذلك رفضوا لجوءنا".

وتحدث سعد الدليمي صديق مقتدى وصديق والده: "لقد مرّ مقتدى بظروف نفسية صعبة، وظروفه مأساوية، ويعيش حياة انطوائية، ولا يذهب إلى المدرسة، ولا يعاشر أصدقاء بعمره".

واقعة الانتحار

أقدم مقتدى على الانتحار نتيجة وضعه النفسي وظروفه الصعبة، ونتيجة ما يتلقاه من تنمر من أقرانه، حيث حاول تقطيع أوردة معصمه بسكين داخل المنزل.

وعن محاولة الانتحار تحدث أبو مقتدى: "دخلت إلى الغرفة، فوجدت ابني مرميًا على الأرض والدماء من حوله، واتضح لي أنه حاول قطع أوردة ذراعه، لكن الله تلطّف به وانكسرت السكين في يده".

وأضاف أبو مقتدى: "اتصلت بمسؤولي النقطة الطبية في الكامب، وطلبت منهم المجيء لكنهم رفضوا في البداية، ولم يلبّوا طلبي إلا عندما هددتهم بالشرطة".

وعن مسببات الانتحار، تحدث سعد: "أصدقاؤه دومًا يقولون له إنك عراقي لا تستحق اللجوء، ولا تستحق العيش هنا، وهو  فتى حساس بحاجة إلى اهتمام وعناية لا يلقاهما".

أقنعة إنسانية

لا يجد "مقتدى" من يراعي وضعه النفسي، لقد ناشد والده وأصدقاؤه المنظمات والكنائس في هولندا، لكن دون جدوى.

وقال سعد: "حاول القائمون على الكامب المتواجد فيه مقتدى وضعه تحت إشراف طبيب نفسي، لكن الإجراءات الروتينية والضغط الكبير على الأطباء في الكامب، جعل هذا الإجراء قاصرًا وخجولًا".

وعن الإنسانية في هولندا تحدث سعد: "حقوق الإنسان هنا مزيفة، وتخضع للعديد من الاعتبارات والمعايير المزيفة".

وأضاف: "يدّعون أنهم حريصون على حياة الحيوانات، حتى أنهم بدأوا يقبلون اللجوء للحيوانات القادمة من أفغانستان مع أصحابها، لكن ماذا عن مقتدى.. ألا يستحق بعضًا من هذا العطف والإنسانية".

ونقل صديق مقتدى عنه عزمه على القيام بالانتحار مجددًا.

وقال مقتدى لسعد بعد محاولة الانتحار: "هذه المرة نجوت من محاولة الانتحار التي لم يكترث أحد في الكامب إليها، لكن في المرة الثانية ستنجح.. أنا يئست من هذه الحياة، ويئست من الإهمال هنا".

بين جحيمين

يعيش أبو مقتدى حياة مليئة بالقلق على مصير ابنه ومصيره، حيث قال: "خسرت ابني الكبير إثر انفجار في العراق، ولا أريد أن أخسر الآخر هنا".

وأضاف الأب المفجوع: "لا أنام طيلة الليل.. أقضيه مراقبًا لمقتدى، وخائفًا من أن يؤذي نفسه، وفي النهار أبقيه تحت ناظري أيضًا.. ماذا فعلت لألقى كل هذا..!؟"

تقتحم ذات يوم خلوة أبو مقتدى مع أصدقائه صرخات عائلة سورية جاءت إلى الكامب لتحيي ذكرى وفاة ابنها في هذا المخيم منتحرًا.

وعن ذلك اليوم قال أبو مقتدى: "انتحر ذلك الفتى السوري، العام الماضي، في ذات الكامب، نتيجة لما تعرض له من رفض وتنمر، وقصته مشابهة جدًا لقصة مقتدى.."

ويتساءل أبو مقتدى: "ما ذنب ابني، هم يصدّعون رؤوسنا بالإنسانية وحقوق الإنسان، هذا فتى لا يريد شيئًا إلا أن يعيش ويدرس، هرب من الموت في العراق، هل يستحق هذا المصير..!؟"

يذكر أن المقيمين في كامب خيلزة كثيرًا ما يشتكون من سوء المعاملة، وضيق مساحة الغرف، وقلة النظافة، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور والتسجيلات التي تظهر رداءة الكامب، وسوء خدمته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com