كيف نتحكم في سلوكياتنا ونعزز رفاهيتنا؟
كيف نتحكم في سلوكياتنا ونعزز رفاهيتنا؟كيف نتحكم في سلوكياتنا ونعزز رفاهيتنا؟

كيف نتحكم في سلوكياتنا ونعزز رفاهيتنا؟

يقول المثل إن الرغبة في النسيان تعني أن تبقى تتذكر إلى ما لا نهاية، والمثل على حق تمامًا، فمحاولة التخلص من مشاعرنا وانفعالاتنا مغامرة يمكن أن تنتهي بمأساة أو انتحار عاطفي أو جنون حقيقي، وفقا لما جاء في تقرير نشره موقع nospensees المتخصص في التنمية الشخصية.

فالحقيقة هي أن محاولة نسيان فكرة بعينها ليست كمحاولة نسيان شعور أو انفعال. أوّل شيء نملك تحقيقه هو أننا نعوّد أنفسنا على التفكير في شيء آخر، وعلى أن نتخيل أو نقول توقف، كفى عندما يتبادر إلى الذهن شيء ما.

لكن محاولة قمع انفعالاتنا وما يترتب عليها يعني أننا نحرم أنفسنا من الواقع وأننا لا نستوعب الدروس المقدمة إلينا. بعبارة أخرى يعني ذلك أن محاولة إجباط أو كبت أو التخلص بأي ثمن مما نشعر به هو ما يحفز في النهاية كل ما نريد تجنبه.

لا تخدع قلبك بالرغبة في النسيان

في كثير من الأحيان تغذي الرغبة في النسيان دون وعي منا تثبيت هذا الشخص في داخلنا، مع محاولة عدم التخلي عما فعله بنا أو ما جعلنا وجوده أو ذكراه نشعر به بلا انقطاع. ومع ذلك فإن ما نحاول نسيانه قد لا يكون شخصًا بعينه، وإنما مجرد شعور.

كل انفعال وكل ذكرى تجعلنا ننتبه إلى أعماق الأنا التي نتخلى عنها ونتجنب الالتفات إليها بشكل يومي. لذلك من الصعب فهمها؛ لأن وعينا وكلماتنا في كثير من الأحيان لا تستطيع أن تفهم ما يفيض من أعماق الروح.

هذه المواقف تتطلب عملًا ذاتيًا داخليًا مكثفًا للغاية يجعلنا غير مرتاحين بالتأكيد. يجب أن ندرك ونعي أنه من المحتمل أن تكون لدينا مشاعر مختلطة، وأنه يمكن أن نغضب مع أنفسنا ومع العالم، وأن نشعر بالغضب والغيرة وجميع أنواع الانفعالات التي تأباها أخلاقُنا وتُعاقبها.

إنه أمر طبيعي، لذلك يجب أن نحاول أن نعيشه بطريقة طبيعية كاملة. لا يمكننا ولا يعقل أن نشغل أذهاننا في تجنب مشاعرنا وانفعالاتنا؛ لأن هذا أمر مستحيل أو ربما خطير حقًا.

إن ما يجب علينا القيام به هو أن نتعلم كيف ندير ونتحكم في سلوكياتنا وكيف نعزز رفاهيتنا. العمل في هذا الاتجاه لا يعني الشعور بالرضا بأي ثمن، لكن محاولة تحمل ما يشعر به قلبنا، وهذا يعني أنه لا مفر من المعاناة، وأن الطريقة الوحيدة التي نملكها لإخفائها هي أن نسمح لأنفسنا بأن نعيشها ونظل نعيشها إلى أن تستنفد.

الحل يكمن في الفهم أساسًا من أجل التذكر دون ألم، وليس في محاولة تجنب الألم. فالقلب لا يتعافى إلا عندما نتمكن من حفظ الأوقات الجيدة في الذاكرة .

إن ما يؤلمنا ليس عدم تذكر تلك الأوقات، لكن ما يؤلمنا حقًا هو فقداننا لشخص أحببناه أو شعور اختفى ولم نتمكن من اللحاق به. إنه جوهر الهواء الذي نستنشقه في وجود ذلك الشخص، ورائحة ذلك الأكسجين الذي ننشده ألف مرة وإلى ما لا نهاية.

من خلال بذل الجهد السيكولوجي نفهم أن الناس يأتون ويذهبون، سوف ندرك أن المهم هو ما دخل إلينا؛ لأنه هو الذي سيبقى فينا دائمًا، عندما نمتلك القدرة على اتخاذ هذه الخطوة سوف نشعر بكل ما تبنّيناه وأصبح جزءًا منا، وهو الذي يصنع الفرق الذي يعيدنا إلى الحياة، والذي يصنع الـ ما قبل والـ ما بعد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com