"السمن البلدي".. تراث الجزيرة السورية "باهظ الثمن"
"السمن البلدي".. تراث الجزيرة السورية "باهظ الثمن""السمن البلدي".. تراث الجزيرة السورية "باهظ الثمن"

"السمن البلدي".. تراث الجزيرة السورية "باهظ الثمن"

تعد منطقة الجزيرة السورية في شمال شرق سوريا بالإضافة لحوض الفرات؛ مصدرا للأمن الغذائي لسكان المنطقة الذين يعتمدون على منتجاتهم المحلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

ويحتل منتج "السمن البلدي" مكانة مهمة بين الأغذية، فهو أهم المنتجات الحيوانية التي تتميز بقيمتها الغذائية والاقتصادية لأصحاب المواشي.

2022-07-Picture1.jpg1_
2022-07-Picture1.jpg1_

وقالت عائشة الجاسم من سكان مدينة الرقة، إنها لا تزال على خطا أجدادها في صناعة هذه المادة الغذائية الغنية والمهمة لدى سكان هذه المناطق.

وأكدت عائشة لـ"إرم نيوز": "للسمن البلدي خطوات لتصنيعه، حيث نقوم بجمع الحليب وغليه، ثم ننتظر قليلاً ليبرد، فيما تتم عملية التخثير (البسترة) وتحويله إلى لبن ثم خضه للحصول على الزبدة".

وتابعت: "هناك طريقتان للحصول على الزبدة القديمة التقليدية من خلال ما يُعرف بالكشوة، وهي عبارة عن جلد أحد الحيوانات، كالماعز والأغنام، يتم تنظيفه ونقعه بالماء والملح وقشور الرمان وتدبيسه بدبس التمر للحصول على لون الجلد الأصفر لاستعماله بالحصول على الزبدة".

وأكدت عائشة أن "تلك الطريقة كانت اختراعا للمرأة الجزراوية والفراتية التي تأقلمت مع ظروفها ونجحت في الاستفادة من الجلد بطريقة عملية وذات فائدة"، وفقا لقولها.

2022-07-Picture1-2
2022-07-Picture1-2

السيدة سارة العلي، 75 عاماً، من سكان حوض الفرات الشرقي تستذكر المزبد؛ "هو جلد ذو لون أبيض يتم تنظيفه بطريقة معينة لتحفظ به الزبدة، أما العكة فهي جلد ذو لون أصفر لحفظ السمنة".

وشرحت سارة طريقة تذويب السمنة لـ"إرم نيوز": "تقوم ربات البيوت وبعد ولادة المواشي التي تستمر من تشرين الثاني إلى شهر حزيران، حيث الغزارة الإنتاجية للحليب تبلغ الذروة لتوفر المرعى في الربيع وبعد موسم الحصاد".

وأكدت أن "المزبد والعكة اختراع تراثي يضاهي البراد في حفظ المواد الغذائية"، على حد تعبيرها.

وبشأن طريقة الحصول على السمن البلدي، قالت السيدة سارة: "نقوم بتذويبه على درجة نار متوسطة تترسب الرسائب بالأسفل الملح واللبن، ويتم نشل الرائب منها لتكرر العملية مرتين وتترك حتى تبرد وتجمد وتوضع في العكة وتحفظ لسنين دون أن تنتزع أو يتغير طعمها".

وتشهد أسعار السمن البلدي ارتفاعاً مقارنة بالأعوام السابقة، حيث يصل سعر الكيلو الواحد لـ 25 دولاراً بسبب ندرته في ظل المواسم الزراعية "الفاشلة" وعدم وجود مراعٍ كافية للمواشي، بحسب سكان محليين.

ويدخل السمن البلدي في صناعة الحلويات باهظة الثمن، وفي صناعة مأكولات شعبية شهيرة، وبعض المعجنات، التي يتميز بها أهل الفرات والجزيرة السورية مثل "القراصة" وغيرها.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com