"رحلة الموت".. قصة نجاة اليمني عبد العزيز العريقي من تجار الأعضاء
"رحلة الموت".. قصة نجاة اليمني عبد العزيز العريقي من تجار الأعضاء"رحلة الموت".. قصة نجاة اليمني عبد العزيز العريقي من تجار الأعضاء

"رحلة الموت".. قصة نجاة اليمني عبد العزيز العريقي من تجار الأعضاء

يُعدّ خط تهريب البشر عبر الصحراء الليبية هو الأخطر مقارنةً بخطوط المغرب العربي وتركيا وبيلاروسيا، لما يشوبه من مخاطر الضياع في الصحراء ولاكتظاظه بشبكات تجارة الأعضاء وقطاع الطرق.

تلقى عبد العزيز العريقي، ابن محافظة تعز اليمنية هذه التحذيرات كثيراً عندما قرر عبور هذه الصحراء الخطيرة، لكنه مضى مجازفاً بحياته في سبيل الوصول إلى أوروبا.

وقال عزيز: "حذروني كثيراً من مصاعب خط التهريب الليبي، لكنني جازفت وقلت في نفسي، مهما كانت الأخطار مميتة لن تكون أصعب مما تعرضت له في اليمن".

انطلق عزيز مع مجموعة من الشباب اليمنيين نحو أوروبا هرباً من الحرب والأزمات الإنسانية في اليمن، وبدأت الرحلة من اليمن إلى السودان جواً، بحسب قناة The black box على يوتيوب.
وأضاف عزيز: "بقينا في السودان حوالي شهراً وهناك كان أمامنا خياران للوصول إلى أوروبا، الأول عبر تركيا والثاني عبر ليبيا وهو الأخطر لكنه الأوفر مادياً".

وعبر الشاب اليمني الشريط الحدودي السوداني نحو صحراء تشاد ومعه مجموعة من 12 شخصاً، واجتازوا الحدود عن طريق شبكات التهريب هناك.

وعن مصاعب الرحلة تحدث عزيز: "مشينا حوالي 4 أيام في الصحراء بسيارات مهربين معظمهم تحت تأثير المخدرات.. وفي الطريق حصلت مشادات

2022-07-2-62
2022-07-2-62

كلامية بين صديقي والمهرب، فقام بإطلاق النار بين أقدامنا، ما أدى لإصابة شخصين من المجموعة بشظايا الطلق الناري".

سلم المهرب الأول المجموعة إلى مهرب آخر من تشاد ليكملوا الطريق وصولاً إلى الساحل، وبعد السير لساعات اكتشفت المجموعة أنها برفقة تاجر أعضاء بشرية.

"كان واضحاً جداً.. قال لنا: أمامكم خياران، إما أن تدفعوا 6000 دولار وإما أن أبيعكم أعضاء بشرية".

بهذه العبارة لخص عزيز معاناته مع المهرب التشادي.

وأضاف: "رفضنا تسديد المبلغ، فقام بحبسنا في موقع داخل الصحراء لمدة شهر، نأكل وجبة معكرونة واحدة في اليوم لنبقى على قيد الحياة، ونحاول كل يوم استعطاف الخاطفين لكن دون جدوى..".

لم يبقَ أمام عزيز ورفاقه سوى دفع المبلغ، خاصة عندما حضر تجار الأعضاء البشرية وبدؤوا يتفاوضون مع المهرب على قيمة كل شخص، وكل ذلك على مسمع المجموعة.

عبر سيارة جبلية محملة بخزانات الوقود، مضى عزيز ورفاقه في الصحراء من جديد بعد تسديد المبلغ، وهنا قال: "استغرق الطريق من تشاد إلى منطقة سبها حوالي 9 أيام في الصحراء، كنا ليلاً نتجمد من البرد، وفي ساعات الظهيرة نجلس تحت السيارة لنحتمي من لهيب الشمس".

وعن مشقة الطريق أضاف عزيز: "كنا نرى الموت كل ساعة، نتعامل مع مهربين جميعهم تحت تأثير المخدرات، بعضهم يقومون بضربنا وشتمنا، ونحن نمسك بعضنا البعض على ظهر السيارة التي تسير بسرعة 150 كم في الساعة كي لا نقع".

على مشارف طرابلس، تخلى المهرب عن المجموعة قائلاً: "انتهت مهمتي هنا، الـ 6000 دولار تُوصلكم إلى هنا فقط.. أنتم الآن أحرار..".

أحرار لساعات فقط، فعلى بُعد أمتار كانت الشرطة الليبية بانتظار المجموعة واحتجزتها لـ7 أيام، ثم أطلقوا سراحها لاعتبارات إنسانية.

بعد أشهر، قرر عزيز ورفاقه ركوب البحر وعبور المياه الإقليمية التونسية إلى أوروبا.

وهنا قال: "صعدنا أنا وحوالي 75 شخصاً إلى القارب المطاطي الذي تمزق بعد ساعتين من السير.. بدأ الماء يتدفق.. حاولنا إفراغ الماء عبر الأكياس البلاستيكية لكننا فشلنا، وقبل غرق المركب بدقائق أنقذنا خفر السواحل ونقلنا إلى الشاطئ ومن ثم إلى السجن لمدة 7 أيام..".

"في كل مرة نخرج فيها من السجن كنا نقول: "كفى.. سنتخلى عن فكرة الهجرة، لكن بعد أيام، نجد أنفسنا نبحث عن مهرب جديد".

تونسيٌّ هذه المرة، وقاربه خشبي! سينطلق من سبراته إلى السواحل الإيطالية مقابل 1800 دولار للشخص الواحد.

وعن الرحلة الأخيرة تحدث عزيز: "استغرقت الرحلة في البحر حوالي 24 ساعة إلى الساحل الإيطالي، وهناك استقبلتنا الشرطة الإيطالية والمنظمات الدولية، أوصلونا إلى مخيم المهاجرين وبقينا هناك 3 أيام..".

تنفس عزيز الصعداء، وصل إلى الأمان الأوروبي.. انتقل بعد إيطاليا إلى بلجيكا واستقر هناك، بعد رحلة شاقة قال عنها عزيز: "لا يمكن أن أنسى تفاصيلها ما حييت، كانت رحلة متخمة بالموت، استمرت 10 أشهر وأنفقت عليها حوالي 6 آلاف دولار وهو مبلغ كبير جداً في اليمن".

-لو يعود بك الزمن لوقتها.. هل ستخوض هذه الرحلة؟

أجاب عزيز: "نعم سأعبر إليها، لم يكن لدي خيار آخر، فالوضع في اليمن مأساوي نرى الموت فيه كل يوم، كما أن الوصول إلى هنا يستحق هذه المخاطرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com