لماذا تزداد "حرب البعوض" شراسة في فصل الصيف؟

يمثل البعوض أكثر الكائنات الحية تكاثرا، وهو موجود منذ نحو 170 مليون سنة، لكن حضوره يزداد كثافة خلال فصل الصيف وتزداد "حربه" شراسة في هذا الفصل، ما يجعل من هذه الكائنات الصغيرة أحد "كوابيس الصيف".

والبعوض بالنسبة إلى كثير من البشر لا يطاق، حيث يعمد إلى مضايقة الإنسان باستمرار خلال الفترات الحارة.

ويفسّر تقرير نشره موقع "أر تي أل" الفرنسي هذه الهجمة صيفا، بأنّ بيض البعوض العادي يحتاج إلى درجة حرارة لا تقل عن 20 درجة مئوية حتى يفقس، وبالتالي فإنّ المهمة تبدو صعبة جدّا في فصل الشتاء، وعندما تصل درجة الحرارة إلى 20 درجة تحتاج بيضة البعوض إلى يومين قصيرين فقط لتفقس وتحرر هذا الكائن "المفترس".

وخلال الشتاء ومع برودة الطقس يموت الذكور بسرعة كبيرة بينما تدخل الإناث في سبات وتحتمي في الأقبية أو تحت الصخور، ويقضي صغار البعوض الشتاء في البرك، وعندما تعود الحرارة يعود البعوض.

ويحصي العلماء أكثر من 3546 نوعًا مختلفًا من البعوض، وتبدو بعض الأصناف أكثر ضررا من خلال انتشارها في المدن ونشاطها على مدار العام، ويحتلّ هذا البعوض الطابق السفلي مثل البرك ومترو الأنفاق والأقبية، وتتيح لها قدرتها على البقاء دافئة اللسع على مدار السنة، وبين كل هذه الأنواع، توجد نقطة مشتركة واحدة فقط وهي أنّ الأنثى فقط هي القادرة على اللدغ.

ووصف التقرير لدغات البعوض بأنها "من كوابيس الصيف" ولا سيما من أنثى البعوض لأنها هي الوحيدة التي تلدغ لأنّ الدم ضروري لنمو بيضها وولادة صغار البعوض الذي سيأتي لاحقا للدغ الإنسان.

ويشرح التقرير إقبال البعوض على لدغ جسم الإنسان وامتصاص دمه بأنّ معدل درجة حرارة الجسم عموما 37 درجة، وهي درجة الحرارة المفضلة لدى البعوض، منبها إلى أنّ هناك فصائل من الدم تكون أكثر "شراهة" بالنسبة للبعوض، حيث إنّ أصحاب فصيلة دم O أو فصيلة الدم A هم الأكثر تعرّضا للعض، لأن البعوضة قادرة على اكتشاف التوقيع الكيميائي الذي يشير إلى فصيلة الدم.

ووفق التقرير، فإنّ البعوض قادر على اكتشاف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدى الإنسان من على بعد 10 أمتار، وهذه أخبار سيئة للنساء الحوامل اللواتي ينبعث منهن أكثر من غيرهن وبالتالي يعتبرن أهدافًا رئيسة للبعوض.

ويشير التقرير إلى أنّ هناك إجراءات يجب القيام بها للهروب من اللدغة، موضحا أن البعوض ينجذب إلى روائح معينة منها رائحة العرق والجبن، إضافة إلى تمييزه ألوانا أكثر من غيرها مثل الأحمر والأسود والأزرق، لذلك يُنصح بارتداء ملابس ذات ألوان زاهية، كما أنّ البعوض يستهدف عادة الكاحل لامتصاص الدم ومن ثمة يُنصح بارتداء جوارب وإن كان الأمر غير مناسب لحرارة الطقس.