ما سر ملوحة مياه البحار؟
ما سر ملوحة مياه البحار؟ما سر ملوحة مياه البحار؟

ما سر ملوحة مياه البحار؟

تتبادر إلى الأذهان أسئلة كثيرة عن أسباب ملوحة مياه البحر، واختلاف درجة الملوحة من بحر إلى آخر، مقابل عذوبة مياه الأنهار وحتى البحيرات.

وحسب تقرير نشره موقع "جيو" الفرنسي، يقدر حجم الملح الموجود في جميع البحار والمحيطات الموجودة على وجه الأرض بنحو 49 مليون طن من الملح.. فمن أين يأتي ملح مياه البحر؟

وللإجابة عن هذا السؤال، علينا العودة إلى ما يقرب من 4 مليارات عام، ففي ذلك الوقت كانت الأرض مغطاة بالبراكين التي أطلقت بخار الماء والكلور والكبريت، وبعد ملايين السنين تشكلت المحيطات عن طريق تكثيف بخار الماء حيث يذوب الكلور والكبريت في هذه المياه؛ ما يجعلها مالحة.

ووفق التقرير وخلال ملايين السنين التالية، أدّى تآكل التربة بالمطر إلى جلب معادن مختلفة، مثل: الصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، فتشكّل ملح البحار والمحيطات.

وحتى اليوم لا تزال مياه الجريان السطحي تنقل هذه المعادن إلى البحار والمحيطات عن طريق المرور فوق الصخور.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مستوى الملح الموجود في البحر يظل ثابتًا رغم أنه يتم بالفعل امتصاص المكونات المختلفة لملح البحر في قاع البحر عن طريق العديد من الكائنات الحية الموجودة في الماء.

وتحتوي البحار والمحيطات باستمرار في المتوسط على نحو 35 غرامًا من الملح، ويسمى أيضًا كلوريد الصوديوم في كل كيلوغرام واحد من الماء.

وإذا كانت مياه الأمطار التي تمر فوق الصخور والجريان السطحي تجلب الأملاح المعدنية إلى البحر، فقد يكون من المنطقي أن تكون الأنهار محملة أيضًا بالملح.

لكن الأمر مختلف بالنسبة لمياه الأنهار التي تتميز بالعذوبة، وحتى لو كانت الأنهار تحمل الأملاح المعدنية بكميات صغيرة، فإنها لا تبقى في قاع النهر، إضافة إلى أنّ المياه في الأنهار تتجدّد باستمرار بفعل أمطار المياه العذبة، ما يعني أن مستوى الملح يبقى دائمًا منخفضا جدا.

أما نسبة الملح في البحيرات فهي أيضا منخفضة للغاية، ولمن يسأل لماذا لا تبقى الأملاح المعدنية التي تجلبها الأنهار في البحيرات كما هو الشأن في البحر؟

عادة ما يتم تغذية المسطحات المائية الصغيرة عن طريق تدفق المياه على صخور ناعمة تمامًا، وبالتالي فإن نسبة المعادن في المياه التي تغذي البحيرات منخفضة للغاية.

وفضلا عن ذلك، فإنه كلما كان الجو أكثر دفئًا، من المرجح أن يكون المسطح المائي أكثر ملوحة، حيث سيكون هناك المزيد من التبخر مع قلة مياه الأمطار لتجديد المياه العذبة.

ورغم أن جميع البحار مالحة، فإن مستوى الملح في بعضها أعلى بكثير من المتوسط، مثل حالة البحر الميت، الذي يقع بين الأردن والأراضي الفلسطينية، حيث يحتوي على 300 غرام من كلوريد الصوديوم لكل كيلوغرام من الماء، أي أكثر من 8 أضعاف المتوسط.

ويرجع هذا التركيز العالي من الملح في المقام الأول إلى تبخر الماء، وهو أمر مهم للغاية ويترك الكثير من الملح في قاع البحر، كما أن جزءًا من الماء في البحر الميت يتم تحليته وتحويله لري المزروعات؛ ما يسهم في ظاهرة التملح، ولذلك فهو بحر شديد الملوحة ومعرض للخطر، لأن مستواه المائي يفقد في المعدّل مترًا واحدًا سنويًّا، وفق ما أكده التقرير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com