الكوارث الشخصية أفضل أدِلّاء لانفعالاتنا‎
الكوارث الشخصية أفضل أدِلّاء لانفعالاتنا‎الكوارث الشخصية أفضل أدِلّاء لانفعالاتنا‎

الكوارث الشخصية أفضل أدِلّاء لانفعالاتنا‎

أشعر أحيانًا وكأنني سأسقط، وأنني أنهار. وأقول لنفسي وماذا لو كنت أقوى من كل هذا، وأسأل إن كنت تغلبت على أسوأ الأمور من قبل، وإن كان صديقي في وضع شخصي أسوأ ولا يزال متفائلًا ... لكن الواقع مختلف، فنحن مشاريع تقودها الانفعالات.

لذلك أفترض أحيانًا أنني أشعر بالسوء وأنني لست بحاجة إلى أن أكون عقلانيًا. فأبكي، أبكي كثيرًا، لأرى ما إذا كانت الجروح تلتئم بالدموع.

لكن في أوقات أخرى لا يوجد شيء يهدئ هذا القلق الذي أشعر به في داخلي. وأصر تجاه الذين يحبونني أن الذنب، لا، ليس ذنبهم. ولا يمكنهم فعل أي شيء، سوى قبول الأمر الواقع ... في بعض الأحيان يكون الأمر أكثر من مجرد فعل شيء ما. أشعر بالإحباط، وهذا يثير غضبي. لأنه نعم، علماء النفس هم نوع من الطوبوغرافيين الذين يصنعون الخرائط حتى يتمكن الآخرون من العثور على مفتاح سعادتهم. وهذا لا يعني أننا بالضرورة نمتلك هذه المفاتيح لأنفسنا. كما يقول المثل الشعبي "بالممارسة تُكتسب المهارة".

ما هي الانفعالات الفوقية؟

يرى علماء النفس، وفقًا لتقرير نشره موقع nospensees أن الانفعالات الفوقية هي الانفعالات التي تنشأ عند التعرف على انفعال آخر، مثل الشعور بالذنب بسبب غضبك من صديقك. هل حقًا لديك أسباب تجعلك تشعر هكذا؟ هناك من يجيب بالنفي. لكن، كالعادة، فإن معظمنا يشعرون بمثل هذا الذنب.

الحقيقة هي أنه من الطبيعي أن انفعالا ما يثير فينا انفعالات أخرى. تكمن المشكلة الحقيقية في عدم معرفة كيفية تحديد وتوجيه هذه الانفعالات الفوقية إذا بدأت تتدخل في حياتنا وطريقتنا المعتادة في التصرف. هذا هو حال العديد من الآباء والأمهات الذين يشعرون بالذنب لشعورهم بالسعادة.

العائلات التي تأثرت بالأزمة الحالية – كورونا – رأت أنها لم تجد بدًا من أن تقاوم من أجل البقاء أكثر من مقاومتها من أجل الحياة، وبالتالي فإن الترفيه يُستهلَك كاملا وبشكل مطلق، سيما إذا كان هناك أطفال معنيّون. ما هو سبب ذلك؟ السبب أنه عندما يكون لدى المعيل الرئيس لنواة هذه الأسرة مساحة للانفصال عن الأزمة (الذهاب إلى الملعب مع الأصدقاء، احتساء القهوة مع الزملاء ...) أو عندما يكون هناك حاجة (مثل الذهاب عند مصفف الشعر) فإنه يتخطى ذلك لأن هناك أولويات أخرى. وإذا فعل ذلك فغالبًا ما ينتهي به الأمر إلى الشعور بالذنب لأنه ثمّن تلك الأشياء. يحدث الشيء نفسه عندما يكون أمامك فرد مريض في الأسرة.

كارثة طبيعية

ويتابع تقرير موقع nospensees أن مجرد معرفتك أن هذه التجربة لم تكن إيجابية شعورٌ إيجابي في حد ذاته. بعض علماء النفس يسمونها "كوارث طبيعية". كل تلك الأحداث الحتمية السلبية للغاية والمؤلمة في الحياة هي التي تغيّرك. إنها تغيرك، بشكل لا يصدق، نحو الأفضل. صحيح أنه في بعض الأحيان يكون لدينا انطباع بأن الحياة تختبرنا فنتساءل: "ماذا فعلت حتى أستحق كل هذا؟".

أسوأ ما في الأمر هو أنك في كثير من الأحيان لا تجد إجابة. أنت لم تفعل شيئًا لتستحقه، ومع ذلك يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض، أو تُطرد من وظيفتك مدى الحياة، أو تتعرض لحادث مروري خطير. لكن، أنت لم تعد كما كنت، ولا تعرف كيف انتقلت نحو شيء آخر مع هذا "الأنتَ الجديد". كيف انتقلت إلى نفسك وليس إلى من حولك الذين لاحظوا أنك قد تغيرت. الألم لا يزال موجودًا، وأصبح بالفعل كشيء جزء منك. لقد رضيت به وأنت تعلم أنه لن يختفي، لكن في نفس الوقت يمكنك أن ترى الجانب الجيد من كل شيء وتشعر بالرضا عنه.

إنها كوارث طبيعية، لأنك لم تستطع منعها، لقد دمّرَتْ كل ما تعرفه، والآن بعد أن أصبحت في طي الماضي لا يزال هناك أثر واضح للضرر الذي تسببت فيه.

لدينا جميعًا كوارثنا الطبيعية. ومن المؤكد أن لا أحد محصّن ضدها، ولكن أنت فقط من يقرر ما يجب فعله عندما تأتي إليك في يوم من الأيام.

في اليابان في عام 2011، من بين الـ 365 يومًا في ذلك العام تسببت 6 دقائق فقط من كل تلك الأيام في حدوث فراغ في حياة العديد من الأشخاص حول العالم. خلفت موجات التسونامي اليابانية ضحايا بالآلاف.

كان هناك رد فِعلين مختلفين للغاية بين الأشخاص الذين مروا بهذه التجربة القاسية. من ناحية أولئك الذين يخشون البحر ويظلون يخشونه طوال بقية حياتهم، ومن ناحية أخرى أولئك الذين أدمجوا هذا الحدث في تجربتهم الحياتية.

دورات كاملة للتمكن من الاستمرار

توقف وتنفس وتفكر ... الحياة مليئة بالدورات التي نحتاج إلى إكمالها وإغلاقها. لا أحد يملك حياة مثالية، فكل شيء يحدث. وزيادة على ذلك نحتاج إلى أوقات عصيبة لندرك حقًا مدى أهمية الاستمتاع بقمة الموجة عندما نصل إلى قمتها.

إذن، كيف يمكنك إكمال هذه الدورات؟ الإجابة على هذا السؤال تقودنا إلى نصيحة قدمها أحد الحكماء لمرضى كانوا يعرفون أنهم مصابون بمرض عضال، حيث طلب منهم أن يقولوا وداعًا. ويمكن تلخيص نصيحة ذلك الحكيم في أربع كلمات: أنا آسف، أنا أسامحك، أحبك، وشكرًا.

حرر انفعالاتك

حسنًا، لعلك تتساءل الآن عما يجب أن تفعله بهذه الكلمات الأربع إذا لم تكن مصابًا بمرض عضال. يمكننا قول هذه العبارات الأربع للشخص أو الموقف اللذين لا يسمحان لنا بالمضي قدمًا. أي الاعتراف بأخطائنا وأخطاء الآخر، ولكن أيضًا بالأشياء الجيدة التي فعلناها كلانا، الاعتراف بالتقدير الذي نكنه لهذا الشخص، أو الابتسام لهذه المرحلة من حياتنا والشكر لهذه التجربة التي عشناها.

الغفران لا يخلّص ولا يعفي، لكنه يسمح لك بإرخاء القبضة عما أنت راسخ فيه، ويوفر لك إمكانية رؤية نفسك أو الآخرين على أنهم كيانات أكثر تعقيدًا وغنى. فهذا لا يؤثر عليك بعد الآن، ويجعلك تمضي قدمًا نحو شيء آخر. لقد روى ذلك الحكيم قصة امرأة سامحت والدها الذي اغتصبها وهو على فراش الموت.

نحن بشر، نرتكب الأخطاء، ونسامح الحياة وأنفسنا تلك اللحظات أو القرارات التي لا نفتخر بها وندمجها في ماضينا دون الشعور بعدم الارتياح. فهذه من أجمل التحديات التي يمكن أن نواجهها. هؤلاء هم الأشخاص الذين يجعلون من الكارثة الطبيعية نقطة قوية في حياتهم وشخصيتهم. وسوف يعودون. سيعودون للنظر إلى البحر وجهًا لوجه ويقولون لأنفسهم: "ما زلت هنا صامدًا مقاومًا".

لا أحد منا يمكنه اختيار كارثة طبيعية، ولا أن يلغيها بعد حدوثها، لكن يمكننا أن نختار الهروب، أو الخروج أقوى من الكارثة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com