كيف يقضي أمازيغ المغرب عيد الأضحى؟
كيف يقضي أمازيغ المغرب عيد الأضحى؟كيف يقضي أمازيغ المغرب عيد الأضحى؟

كيف يقضي أمازيغ المغرب عيد الأضحى؟

يعتبر عيد الأضحى موسم عودة الطيور إلى أعشاشها بالنسبة للمغاربة المنحدرين من أصول أمازيغية، إذ لا يماطلون تحت أي ظرف في السفر لقضاء العيد مع العائلة في القرى النائية.

ويتواجد عدد كبير من التجار والعمال القادمين من قرى المناطق الأمازيغية في مختلف المدن المغربية، خصوصا الحواضر الكبرى في منطقة "سوس" بضواحي مدينة أغادير أو ضواحي مدينة تارودانت جنوب البلاد.

وغادر العديد من الأمازيغ في وقت مبكر للبحث عن لقمة العيش ومساعدة العائلة على مصاريف الحياة، وحتى على الاغتناء، نظرا لأن هذه الفئة من المجتمع المغربي شهيرة ببراعتها في الأعمال التجارية.

وتبدأ الاستعدادات قبل عدة أيام لهذا الرحلة السنوية التي تعتبر من أهم العادات الأمازيغية.

ويقول عبد المالك، وهو تاجر في العقد السادس من عمره ويملك دكانا صغيرا في المدينة يبيع فيه المواد الغذائية بالتقسيط لـ"إرم نيوز": "من الضروري اصطحاب أبنائي إلى "لبلاد" - يقصد قريته الأصلية- ليتعرفوا على العائلة، وقد تكفلت زوجتي بشراء الهدايا وتحضير الحلويات".

أما علي، وهو نادل مقهى، فقد ادخر مبلغا من عمله طيلة السنة، لشراء خروف جيد يرفع به رأس والديه بين الجيران، وتسديد الديون المترتبة على العائلة.

ويقول علي الذي ينوي الزواج هذا العام لـ"إرم نيوز":" لقد أوصيت والدتي بأن ترشح لي بعض الفتيات الجميلات والمحترمات لأختار إحداهن لأكمل ديني، لكنني لن اصطحبها معي عند العودة، فظروفي المادية لا تسمح بذلك حاليا".

وعلي ليس الوحيد الذي يفكر في الارتباط خلال أيام عيد الأضحى، فقد جرت العادة أن يكون
"العيد الكبير" بالمناطق الأمازيغية، فرصة للتعرف على شريك للزواج وإقامة الأعراس، خصوصا أن الآباء يحثون أبناءهم على الارتباط بإحدى فتيات القبيلة، أو على الأقل من أصل أمازيغي واعية بطباع هذا الجزء من المجتمع المغربي الذي يقدس العائلة والقبيلة.

وبالنسبة للفتيات في القرى الأمازيغية، يكون عيد الأضحى فرصة للتعرف على أحد الشبان العائدين من المدينة، عله يصير زوجا لها ويصطحبها خارج القرية لاكتشاف عالم جديد، أو على الأقل ينقذها من شبح العنوسة، في وسط لا يرى فيه للفتاة مستقبلا غير الزواج، حتى إذا قرر تركها مع والديه لرعايتهما لحين عودته العام المقبل.

وللعائلات دور مهم في هذه الزيجات، إما بالمساعدة في اختيار الزوجة، وإما بمنح الشبان والفتيات هامشا من الحرية في اللقاء والتعارف بأماكن عمومية وأمام أنظارهم، طيلة فترة العطلة التي تمتد إلى أسبوعين إلى شهر.

ولدى سؤال السيد محمد "50 عاما"، وهو أحد أثرياء مدينة اسفي في الجنوب الغربي، عن سر ارتباط المغاربة الأمازيغ بعادة قضاء عطلة عيد الأضحى مع العائلة.

أجاب "أنا وإخوتي مولودون في المدينة، وكنا دائما نتذمر من هذه العادة السنوية التي كان والدي رحمة الله عليه يفرضها علينا، حيث كان يصر هو ووالدتي على اصطحابنا جميعا وبالأمر إلى منطقة آيت باها التي غادرها في شبابه بضواحي مدينة أغادير، ليتفقد أرضه، ويشرف على تفاصيل المنزل الذي كان يبنيه هناك".

وأضاف "بل أكثر من ذلك، كان يصر على شراء عدد من الأكباش من هنا (يقصد الضواحي القروية لاسفي)، ليوزعها على "كوانين" العائلة (الكانون آلة تقليدية للطبخ، والمقصود بها هنا كل منزل يضم أسرة واحدة)".

واستدرك محمد "لكن بعد وفاة الوالد وجدنا أنفسنا نتشبث بالعادة ذاتها، وأنا بالخصوص لأن زوجتي من المنطقة ذاتها، فلا يحلو لنا عيد الأضحى إلا في هدوء القرية، واللقاء بأبناء عمومتنا وحضور الحفلات التقليدية البسيطة، كالأعراس والعقيقة والختان وغيرها."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com