لماذا أصبح الصيف "أخطر" فصول السنة؟
لماذا أصبح الصيف "أخطر" فصول السنة؟لماذا أصبح الصيف "أخطر" فصول السنة؟

لماذا أصبح الصيف "أخطر" فصول السنة؟

كان الشتاء في الماضي هو أخطر المواسم، أما اليوم فالموسم الأكثر رعبًا في السنة ليس سوى الصيف.

ويرجع ذلك إلى حدوث بعض الظواهر الشديدة، بما في ذلك موجات الحرارة والجفاف والفيضانات.

أخطر ظاهرة جوية

ووفق تقرير نشره موقع "science post" العلمي، يوم الإثنين الماضي، سواء تعلق الأمر بالصحة أو الحوادث أو الموت، كان الشتاء دائمًا أكثر المواسم خطورة منذ ظهور البشرية لأول مرة على الأرض.

وذكر التقرير أنه في هذا السياق، أعطى مقال نشرته مجلة "The Hill" في 20 حزيران/ يونيو مثالًا عن عام 536 الميلادي، حيث ضربت موجة برد شديدة قارة أوروبا، فقدَ خلالها ما لا يقل عن 100 مليون شخص حياتهم في شتاء واحد.

وأضاف أنه "في ذلك الوقت، كانت برودة المناخ أكثر كثافة بسبب الانفجارات البركانية الهائلة، وهكذا واجه الأوروبيون بشكل رئيسي كوارث زراعية ومجاعات، وبالتالي معدل الوفيات المرتفع للغاية".

ونقل عن كيمبرلي آر مينر، الباحثة في معهد تغير المناخ بجامعة مين (الولايات المتحدة)، قولها إن "الشتاء كان دائمًا مرادفًا للمعاناة والنضال، ومع ذلك لم يعد هذا هو الحال بالفعل في الوقت الحالي، لأن الحرارة أصبحت أكثر الظواهر الجوية فتكًا".

وعلى الرغم من بعض موجات البرد الشديدة التي حدثت هنا وهناك، فإن فصل الشتاء يميل لأن يصبح أقصر.

وتشهد أوروبا نوبات صقيع أقل تواترًا وربيعًا يحل مبكرًا، مثل الصيف، ومع ذلك يمكن أن يعطي هذا التحول الانطباع بوجود فترة صيفية قد تدوم ستة أشهر تقريبًا.

وأحدث دليل على هذه الظاهرة حدوث موجة الحرارة الأخيرة مع درجات حرارة أعلى من 40 درجة مئوية في أوروبا، ولكن أيضًا في آسيا وأمريكا الشمالية.

الاحتباس الحراري

وفي كل عام، يفقد ما يقرب من 5 ملايين شخص حياتهم بسبب الحرارة، ومع ذلك فإذا كان عدد الوفيات خلال الشتاء أكثر فإن الاتجاه ينعكس في الوقت الحالي.

وبين الموقع أنه "في بعض مناطق نصف الكرة الشمالي، خاصة في الولايات المتحدة، أصبحت الحرارة بالفعل أكثر الظواهر الجوية فتكًا، ففي عامي 2003 و2010 شهدت أوروبا وروسيا موجة حر شديدة أدت إلى العديد من الوفيات".

ولفت إلى أنه "بشكل منتظم، تتعرض المعمورة لأحداث مدمرة، مثل حرائق الغابات وما ينتج عنها من تلوث للهواء، فضلًا عن الجفاف ونقص المياه".

"كما أن لارتفاع درجات الحرارة آثارًا ضارة على الحياة البرية، والحياة البحرية بشكل خاص، وبالتالي على غذاء الإنسان"، وفق المصدر ذاته.

وتابع: "ناهيك عن مخاطر أكبر، تلك المتمثلة في هطول الأمطار الطوفانية وما تحدثه من فيضانات، والحال أن هذه الأمطار غالبًا ما تسقط على أرض خرسانية (غير نافذة) أو جافة جدًا بسبب ارتفاع الحرارة".

وذكّر باحثون من معهد تغير المناخ أن "البشر واجهوا في الماضي حلقات جليدية وثورات بركانية ضخمة".

ورأوا أن "المسألة تتعلق من الآن فصاعدًا في المقام الأول بتحمل الأحداث القائمة أصلًا على ظاهرة الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية".

وبينوا أن "الطريقة الوحيدة لجعل الصيف أقل خطورة هو ببساطة التعامل بفعالية مع ظاهرة الاحتباس الحراري".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com