العراق.. مُسرّب أسئلة الامتحان الوزاري "حارس" بمديرية تربية

أعلنت السلطات الحكومية العراقية يوم الجمعة، هوية المتورط الرئيس في قضية تسريب أسئلة امتحان وزاري.

وتفاجأ آلاف الطلبة العراقيين مطلع الشهر الجاري، بتأجيل امتحان مادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط، بسبب تسريبه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأثارت الحادثة ضجة واسعة، فتحت ملف التعليم في البلاد، والفساد المتغلغل في أركانه، بينما أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأجهزة الأمنية بالتحقيق العاجل، وإعلان النتائج بالسرعة الممكنة.

وقال وزير التربية العراقي، علي الدليمي، إن "حارس بوّابة مديرية الرصافة الثانية في العاصمة بغداد، هو المتورط الرئيس في القضية، بعد أن تمكن من فتح الخزانة الخاصة بالأسئلة، وتسليمها إلى جهات أخرى".

وأضاف الدليمي في مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة، أن "الأسئلة كانت محفوظة في قاصة كبيرة في مبنى مديرية تربية الرصافة، وهذه القاصة لديها ثلاثة مفاتيح، موزعة عند ثلاثة أشخاص، ولا تُفتح تلك القاصة إلى بحضورهم جميعا، لكن الحارس تمكن من الحصول على المفاتيح جميعها".

وأشار إلى أن "الحارس وبعد مراقبة لهؤلاء الأشخاص، حصل على المفاتيح، وقام بفتح الخزنة، والتلاعب بالمغلفات، وتسريب الأسئلة للجهات التي كانت تقف خلفه".

وقبل أيام أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، اعتقال ثلاثة موظفين في وزارة التربية بتهمة تسريب أسئلة الامتحان.

وقال الجهاز في بيان إنه "بعد سلسلة إجراءات تضمنت الكشف الموقعي ورفع البصمات والتحقيق مع الموظفين المعنيين باستلام وتوزيع الأسئلة لكشف الملابسات التي رافقت إجراء الامتحانات، توصلت التحقيقات إلى إدانة (3) موظفين في وزارة التربية".

وذكر البيان أن هؤلاء "هم المسؤولون المباشرون عن تسريب الأسئلة فضلاً عن الاشتباه بـ(2) آخرين مازال التحقيق جاريا معهما".

وشكلت عدة جهات رسمية، مثل وزارة الداخلية والتربية والبرلمان والنزاهة، لجان تحقيق في الحادثة، التي هزت الرأي العام في البلاد.

وأطلق عراقيون حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن تلك الحادثة، حيث طالبوا بضرورة التوصل إلى المتورطين في تسريب الأسئلة، وتقديمهم إلى العدالة، دون تسويف، فضلاً عن اتخاذ إجراءات تحفظ هيبة التعليم في البلاد.

وكانت الامتحانات النهائية للصف الثالث المتوسط (الصف التاسع)، انطلقت نهاية الشهر الماضي، بمشاركة أكثر من نصف مليون طالب.