وصفة نفسية للتغلب على الخوف من المجهول
وصفة نفسية للتغلب على الخوف من المجهولوصفة نفسية للتغلب على الخوف من المجهول

وصفة نفسية للتغلب على الخوف من المجهول

هل تعلم ما هو الجزء الأكثر رعبا وإثارة للفزع في عالم المجهول؟ إنه نقص السيطرة.

لأنه كيف يمكنك أن تشعر بالراحة مع شيء ما وأنت لا تعرف بعدُ ما هو هذا الشيء؟ إننا نميل إلى محاولة الحفاظ على أكبر قدر ممكن من السيطرة على أنفسنا وعلى المواقف وحتى على الآخرين، فهكذا نحن مبرمَجون، فهذا لا يمنحنا القوة فحسب، بل يُشعرنا بالأمان لأننا نستطيع التنبؤ بالنتائج، بل وحتى التحكم فيها.

القلق والفزع من المجهول موضوع مألوف للطبيبة النفسية روكسانا نامافار، لأنها متخصصة في ما يسمى "دراسات الإدراك" في قسم الطب النفسي في جامعة فيرجينيا. هناك تعلمت كيف تصبح فضولية، وليس خائفة فزعة، أمام المجهول، وكيف تتقبله بدلاً من الشعور بالإحباط بسبب نقص الفهم.
في تقرير حول هذا الموضوع نشره موقع espritsciencemetaphysiques تقول نامافار: "أن أتعلم كيف أكون مرتاحة مع المجهول أمرٌ مهمّ، لأنني لا أعرف إن كنا سنحصل على جميع الإجابات". فهذا بيان عميق، لأنه ربما على الأرجح لن نحصل أبدًا على إجاباتٍ لأكثر الأسئلة فلسفة في الحياة.

إذن عندما نستبعد كل ذلك هل تبقى أمامنا طريقة للشعور بالراحة مع المجهول؟ علم النفس يقول نعم، وإليك الطريقة.

بعد أن درست نامافار هذا الموضوع لسنوات تقدم أربع نصائح مستمدة من تدريبها في الروحانية والوعي. إليك كيف يمكنك أن تتعلم كيف تكون مرتاحًا مع المجهول (حتى عندما يكون مخيفًا):

كن فضوليًا وليس وجلا

هل تعلم أنه من الممكن بالفعل خداع العقل؟ يمكنك تغيير طريقة تفكيره إذا أخبرته بما يجب أن يفعله، لذلك عندما تخاف من المجهول حاول أن تتبنى موقفًا من الفضول حيال ذلك، بدلًا من أن تقول "أنا خائف لأن شيئًا خطيرًا قد يحدث" قل "أتساءل ما الذي ينتظرني؟"
أن تكون في حالة من الفضول يعني قبولك لِما سيأتي بدلاً من إحباطك من عدم قدرتك على التنبؤ به، في الواقع عندما تشعر بالفضول بشأن ما سوف يحدث يمكنك بالفعل أن تشعر بالإثارة والحماسة، وأن تحرر مواد كيميائية مختلفة في دماغك. فجأة لم تعد قلقًا بشأن كل الأشياء المحتملة التي يمكن أن تنتهي نهاية مشؤومة، ولكن متحمس بكل الأشياء التي يمكن أن تسير على ما يرام.

ركز على ما يمكنك التحكم فيه

الخبر السار هو أنه بينما هناك الكثير مما لا تعرفه، فإن هناك أيضًا الكثير الذي تعرفه، وأن تخصص وقتًا في التركيز على هذا يمكن أن يكون عملية مهدئة، ويوفر مستوى من اليقين، على سبيل المثال أنت تعرف قوتك، وتعرف الأشخاص الذين يدعمونك، وربما لديك تجارب سابقة مماثلة يمكنك التعلم منها، كلما تذكرت ما يمكنك التحكم فيه وماأنت متأكد منه إلا شعرت بمزيد من القوة للذهاب إلى المجهول.

بل ويمكنك أن تأخذ الوقت الكافي للتحكم في الأشياء الصغيرة حتى تمنح لنفسك هذا الشعور، على سبيل المثال، يمكنك التحكم في ما تأكله، وقي كيف تمارس الرياضة حتى تكون في حالة أفضل لمواجهة المجهول، أو يمكنك التحكم في روتينك اليومي من أجل أن تكون في الحالة الذهنية الصحيحة.
ثق في الوضعية في مجملها، فكر في المكان الذي أنت فيه الآن، حتى وإن لم يكن الأمر مثاليًا فأنت ترتدي ملابسك، وعلى قيد الحياة، ولديك سقف فوق رأسك، وأناس يحبونك بطريقة ما فالأمور تسير دائمًا حتى عندما تشعر أنه لا يوجد أمامك مخرج ممكن، لقد قطعت شوطاً طويلاً وأنت تتقدم باستمرار. لذا فإن كل ما سيأتي، ومهما كان غير معروف، قد يكون غمًّا، تحديًا أو درسًا أو نعمة، ولكن في كل الحالات، ففي المخطط الكبير للأشياء، لن يدفعك ذلك إلا إلى أبعد ما أنت فيه الآن.

وهكذا فعندما تشعر أنك مثقل بكل "ماذا لو" ضع ثقتك في الوضع في مجمله. بغض النظر عن كيف ستجري الأمور، فإن النتيجة ستخدمك دائمًا. ربما هناك قوة أعلى، أو الكون نفسه، يرشدانك في طريقك.

ثق بحدسك

عندما يتعذر عليك أن تتنبأ بنتيجة معيّنة لمجرد أنها لم تحدث بعد، فإن حدسك (حاستك السادسة) يمكن أن يكون أكثر بصيرة منك. استنادًا إلى جميع التجارب التي مررتَ بها على المستويين الواعي واللاوعي فقد جمع حدسك معلومات كافية تجعلك قادرًا على "الإحساس" بما يختبئ في قلب المجهول.

لو أنفقت الوقت الكافي للاستماع إلى صوتك الداخلي الصغير فقد تسمع تحذيراته أو تشجيعاته على المضي قدمًا بطريقة معينة، ما يخبرك به حدسك قد لا يكون دائمًا منطقيًا أو ليس له معنى من الناحية العملية، وهذا لأن الحدس يعتمد على معنًى أو شعور يتحدى المنطق والعقل. لكن الحدس بحكم ما يملكه من يقين فطري كامن في أعماقك سيساعدك على التمييز بين ما هو حقيقي وبين ما هو متجذر في الخوف، وعلى فهم احتياجاتك الخاصة وأنت تغوص أعمق في المجهول.

رحِّبْ بالسر الخفي

ما هي الحياة إن لم تكن سلسلة من الأحداث غير المتوقعة؟ لكن هذا السر الخفي من الحياة يجب أن يكون مثيرًا. أنت لا تملك أي وسيلة لمعرفة مَن ستلتقي به وما هي الفرص التي ستلتقي بها في طريقك، ولكنك تملك احتمال أن يكون الشخص التالي الذي تقابله هو رفيق روحك، أو أن الفرصة التالية قد تفتح الباب الذي كنت تأمل دائمًا في عبوره!

بدلاً من أن تظل يقظًا طوال الليل في تخيل أسوأ جميع السيناريوهات في دماغك لمحاولة الاستعداد لها اِلعبْ فقط الأفضل منها. لديك القدرة على أن تُظهر النتيجة التي تأمل فيها بالضبط، لذا تخيلها، صدّقها وتوقعها. كلما تمكنت من القيام بذلك إلا وشعرت بالراحة أكثر مع المجهول، لأنك ستعرف أنه سيقودك في النهاية إلى ما كنت تبحث عنه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com