تسريب أسئلة الامتحان يثير غضبا في العراق.. والكاظمي يأمر بالتحقيق

أثارت واقعة تسريب أسئلة مادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط في العراق، غضبا شعبيا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بدء تحقيقات في الأمر.

وانطلقت الامتحانات النهائية للصف الثالث المتوسط (الصف التاسع)، يوم الأحد الماضي، بمشاركة أكثر من نصف مليون طالب.

وتعتمد وزارة التربية العراقية إجراءات خاصة لمنع تسريب الأسئلة الوزارية للامتحانات النهائية، التي تعتبرها قضية "أمن دولة".

وتفاجأ آلاف الطلبة، فجر اليوم الخميس، بقرار وزارة التربية تأجيل امتحان مادة الرياضيات؛ بسبب ما قالت إنه جاء لأسباب فنية طارئة، لتقرّ بعد ذلك بتسرب أسئلة امتحان مادة الرياضيات، وتشكّل مجلس تحقيق بالواقعة.

وقالت الوزارة في بيان: إن "هناك تحقيقات عاجلة منذ ساعات الفجر الأولى داخل وزارة التربية بمشاركة جهات أمنية تعمل على التحقيق في هذا العمل الخطير"، كاشفة عن "التوصل إلى خيوط تشير لبعض المتورطين الذين تعمدوا تسريب الأسئلة لغايات رخيصة ودنيئة".

وأضافت أنها "ستقوم بعرض الفاعل أمام القضاء لينال جزاءه العادل بأشد العقوبات التي يستحقها جراء فعله الآثم"، لافتة إلى أنها "ستبقى حريصة دومًا على مجهود الطلبة الدراسي".

وقالت الوزارة إن "تأجيل الامتحانات جاء حرصًا على عدم ضياع جهود الطلبة".

وفي مجلس النواب، عقدت لجنة التربية النيابية، اجتماعا عاجلا حول واقعة تسريب الأسئلة؛ بهدف اتخاذ إجراءات حول ذلك.

من جهته، وجّه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتشكيل لجنة تحقيق خاصة حول الواقعة.

وذكر المكتب الإعلامي للكاظمي، أن الأخير وجه بإجراء تحقيق كامل للتسريبات، وسيتم معاقبة كل شخص أو جهة متورطة بالأمر.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تُسرب فيها أسئلة امتحانات المواد، فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس، بتسريب مادة اللغة الإنجليزية، وقامت مجموعات خاصة بنشرها على "تليغرام"، رغم أن وزارة التربية نفت حصول ذلك.

وأثارت الواقعة غضبا شعبيا عارما، وسط مطالب بإقالة وزير التعليم علي الدليمي.

وتنتشر تلك الأسئلة عادة عبر قنوات على منصة "تليغرام"، تزعم أنها تمتلك الأسئلة الوزارية للدراسة المتوسطة والإعدادية، وتعرض بيعها مقابل مبالغ مالية.

والعام الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني، القبض على 20 شخصًا من أصحاب تلك القنوات؛ بعد أن نشروا على صفحاتهم نماذج من أسئلة الصف السادس الإعدادي.

ويعد ملف التعليم من التحديات البارزة في العراق، الذي يكافح منذ سنوات للقضاء على الإرهاب.

وقبل أيام، أشار تقرير صدر عن البنك الدولي، إلى أن 90% من تلاميذ العراق لا يفهمون ما يقرأون.

ووافق البنك الدولي على مشروع جديد بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي؛ لدعم الابتكارات من أجل التعلم في 3 محافظات عراقية.