هل أصبحت الفيلة أكثر عدائية بسبب تغيرات المناخ؟
هل أصبحت الفيلة أكثر عدائية بسبب تغيرات المناخ؟هل أصبحت الفيلة أكثر عدائية بسبب تغيرات المناخ؟

هل أصبحت الفيلة أكثر عدائية بسبب تغيرات المناخ؟

تشتهر الفيلة بكونها حيوانات عملاقة لطيفة لكن تغير المناخ بدأ يلقي بظلاله على سلوكها العام مع تزايد الهجمات على البشر بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

وفي الهند، يُعتقد أن 500 شخص تقتلهم الأفيال كل عام، لا سيما في حوادث الإغارة على المحاصيل والقرى، وفقا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية التي أشارت إلى أن نحو  3310 أشخاص لقوا حتفهم في هجمات الأفيال في السنوات السبع الماضية.

وأوضحت المجلة في تقرير نشرته الجمعة أنه مع تزايد مثل هذه الحوادث ازداد انتقام القرويين أيضا، مضيفة أنه في عام 2001، تم العثور على 60 فيلًا ميتًا عبر شمال شرق الهند وسومطرة الإندونيسية حيث أصبح تسميم المحاصيل شكلاً شائعًا من أشكال الانتقام.

وفي الشهر الماضي ذكرت صحيفة "إنديان إكسبريس" الهندية أن الأفيال داست ستة أشخاص، من بينهم فتاة صغيرة، في منطقة "دامتاري" في الهند.

بحثا عن الطعام والماء

وفي بعض المناطق في إفريقيا، تدخل الأفيال بشكل متزايد إلى الأراضي الزراعية بحثًا عن الطعام والماء، خاصة خلال مواسم الحصاد بحسب المجلة التي قالت إنه في عام 2018، دمر قطيع مؤلف من 28 فيلًا نحو 18 منزلاً وأسيجة في قرية أوجوروتي في ناميبيا.

وشملت حادثة أخرى خطيرة في عام 2021 قيام مجموعة من الأفيال بغزو المزارع في نجاريمارا  شمال كينيا، وفي ذلك الوقت، هدد المزارعون بقتل الأفيال، قبل أن تتدخل مجموعات الرفق بالحيوان وتمنع العمل الانتقامي.

وقالت المجلة في تقريرها: "تشتهر الأفيال بطبيعتها اللطيفة، لكنها يمكن أن تصبح عدوانية بدرجة كبيرة عندما تشعر بالمضايقة أو الضعف أو التهديد.. ويبدو أن تغير المناخ يؤدي إلى خلق هذه الظروف بشكل متكرر".

أكثر عدوانية

وقالت نيكي روست، عالمة الاجتماع البيئي إن الفيلة تصبح أكثر عدوانية عندما ترتفع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن العام الماضي شهد فعلا بعض موجات الحر الشديدة في جميع أنحاء العالم لا سيما في مواطن الفيلة الأصلية.

ولفتت إلى أن غازات الاحتباس الحراري على الأرض تعمل على حبس الحرارة في الغلاف الجوي ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، مشيرة إلى أنه ينتج عن هذا تغير في أنماط الطقس ويشهد العالم عددًا متزايدًا من الظواهر الجوية المتطرفة.

وفي البلدان الأكثر سخونة، مع تغير المناخ، يتبخر الماء بسرعة أكبر ويسبب ظروفًا مناخية أكثر قساوة وحالات جفاف.

وقالت المجلة: "إذا استمرت هذه الظروف يتوقع بعض العلماء أن تكون بعض أجزاء إفريقيا شديدة الحرارة، بحيث تصبح غير صالحة للسكن بحلول عام 2050."

تدمير الآبار

ونقلت مجلة نيوزويك عن روست قولها: "ما يحدث هو أن الحيوانات البرية تصبح أكثر يأسًا للحصول على الغذاء والماء لأن تغير المناخ يؤثر على الأشياء التي تعتمد عليها للبقاء على قيد الحياة" مضيفًة أن الأفيال معروفة بتدمير الآبار والمنابع بحثًا عن الماء حتى قبل مشاكل المناخ."

وتابعت: "لكن مع تفاقم تغير المناخ، أصبحت هذه الظروف متكررة أكثر فأكثر... هذا لأن حالات الجفاف ستصبح أكثر تواتراً وأكثر خطورة وتستمر لفترة أطول.. وإذا لم تحصل الأفيال على التغذية التي تحتاجها، فإنها معرضة للخطر".

وأشارت المجلة إلى أنه في عام 2019 ، عانت زمبابوي من جفاف مدمر وتم نقل 600 فيل في محاولة لإنقاذ حياتها، مع نفوق 200 في غضون شهر واحد.

ووجدت دراسة أجرتها "جامعة كينت" الأمريكية عام 2021 أن عدد حوادث الإغارة على المحاصيل المرتبطة بالأفيال زاد بنسبة 49% على مدار 15 عامًا ما يعني أنه بات  على المزارعين قضاء وقت أطول بكثير في حماية محاصيلهم.

زيادة الصراع

وأعتبر نيخيل أدفاني، مدير المناخ والمجتمعات والحياة البرية في "الصندوق العالمي للحياة البرية" أنه مع استمرار تغير المناخ في زيادة الصراع، يتعين على المنظمات المتخصصة "التدخل لتمكين العالم من التكيف."

وقال "لدينا الآن أناس وماشيتهم يتنافسون مع الحيوانات، مثل الفيلة، من أجل مصادر المراعي والمياه التي تتناقص باستمرار".

وأضاف: "الناس لديهم احتياجات مائية، وكذلك الحيوانات.. وفي كثير من القرى عادة ما تكون النساء مسؤولات عن جمع المياه وعليهن المشي مسافة طويلة لجلب الماء.. وعندما يفعلن ذلك عليهن الدخول إلى مناطق الحياة البرية المحمية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com