بلقاسم.. قصة مشعوذ عاشر مئات النساء في تونس بزعم علاجهن من الجن
بلقاسم.. قصة مشعوذ عاشر مئات النساء في تونس بزعم علاجهن من الجنبلقاسم.. قصة مشعوذ عاشر مئات النساء في تونس بزعم علاجهن من الجن

بلقاسم.. قصة مشعوذ عاشر مئات النساء في تونس بزعم علاجهن من الجن

لا يزال ملف المشعوذ التونسي "بلقاسم" الذي يستخدم أساليب غريبة في "العلاج الروحاني" من خلال اغتصاب ضحاياه النساء، يثير جدلًا واسعًا في تونس، وخلّف التحقيق الصحفي المنجز حوله حالة صدمة لدى الرأي العام لا يزال صداها ماثلًا في نفوس التونسيين.

"إرم نيوز" حاولت الغوص في تفاصيل هذا الموضوع الذي أثاره للمرة الأولى تلفزيون "الحوار التونسي" في برنامجه الاستقصائي "الحقائق الأربع" لرصد آثار الصدمة التي خلفها التحقيق، واستطلاع مواقف ضحايا هذا المشعوذ الذي يدعي العلاج من الجنّ.

وفتح القضاء التونسي تحقيقًا في الملف، وبدأ بجمع كل المعطيات اللازمة لتحديد المسؤوليات، وحصر قائمة الضحايا، والتثبت ما إذا كانت هناك شبكة كاملة تنشط مع هذا المشعوذ، وأصدر القضاء قرارًا بمنع التناول الإعلامي للملف، وعدم التحدث مع الضحايا إلى حين استكمال التحقيقات.

هذه القصة باتت حديث الرأي العام في تونس، ومحل تندّر لدى البعض رغم مرارة التفاصيل.



فحصص "المعالجة" المزعومة تحولت إلى حصص "معاشرة" واغتصاب وقعت ضحيته النساء اللائي لجأن إلى هذا النوع من العلاج بعد أن ضاقت بهن السبل، وخُيّل إليهن أنهن مسكونات بجن يحوّل حياتهن إلى جحيم.

خليل زروق، الصحفي الذي أنجز التحقيق لتلفزيون "الحوار التونسي" أوضح لـ "إرم نيوز" أن هذا التحقيق في الموضوع انطلق بعد اتصال هاتفي من أحد المواطنين تحدث عن وجود هذا الصنف الغريب من العلاج، ووقوع عدد من النساء ضحايا له.

وبحسب زروق، فإنّ فريق البرنامج أبدى اهتمامًا بالموضوع، وبدأ بجمع المعطيات، وتبين له أن طريقة العلاج كان فيها نوع من الغرابة، وبمزيد البحث في الموضوع اكتشف أن هذا المواطن يدّعي أنه يعالج على الطريقة الروحانية، وكان يتواصل مع "زبائنه"، ويضبط عدد الحصص اللازمة والثمن اللازم لكامل مرحلة العلاج.

ويعتمد هذا المشعوذ على حيلة يدعي من خلالها أن العلاج لا يكون إلا بالممارسة الجنسية مع ضحاياه لـ "استخراج الجن العاشق" وفق قوله، وكان يمارس على ضحاياه نوعًا من الترهيب والضغط النفسي، لاسيما أن جل الضحايا من مناطق ريفية، ويعشن وسط بيئة اجتماعية محافظة جدًا.

المثير في الأمر، أن كثيرات من ضحايا هذا المشعوذ متعلمات، ويحملن شهادات جامعية في اختصاصات علمية، وهنّ لسن من الطبقة الأمية، لكن ما أوقعهن في فخ "بلقاسم" عملية الاستقطاب، حيث ربط هذا المشعوذ علاقات جيدة مع بعض "الزبائن" اللائي كان يستعملهن كوسيط لإقناع صديقاتهن بالإقبال على هذا النوع الغريب من العلاج، بحسب زروق.

وكانت كل ضحية سببًا في جلب ضحايا جدد، ومن بين الضحايا من كانت سببًا في استقطاب أخواتهن لتعم الكارثة على العائلة الواحدة، لكن لماذا تقع الضحية مرة أخرى في فخ استقطاب مزيد من الضحايا رغم افتضاح أمر الرجل؟.

وكان المحتال "بلقاسم" يجمع المعلومات عن الضحية من خلال صديقاتها، وهي تفاصيل دقيقة جدًا عن مسار حياتها اليومية حتى يتمكن من خلال استثمار هذه المعلومات من إقناعها بأنه "يعلم الغيب" ولا تخفى عليه تفاصيل حياتها، ومن ثمة يحصل التأثير وتبدأ عملية الإيقاع بالضحية.

ولا تبدأ عملية العلاج إلا بعد أن ترسل إليه الضحية صورًا شخصية لها وهي عارية، وهي حيلة استخدمها هذا المشعوذ لإيهام الضحية باستخدام تلك الصورة لتحديد مكان "الجن العاشق"، وبعد الحصول على تلك الصور يكون المشعوذ قد وضع بين يديه أداة للضغط والابتزاز، فبمجرد إعلان ضحيته رفض استكمال "العلاج" كان يهددها بنشر الصور.

وكانت التفاصيل التي روتها الضحايا صادمة جدًا عن الاستغلال الجنسي والمادي والمعنوي، وكانت الصدمة لدى فريق برنامج "الحقائق الأربع" الذي أنجز التحقيق عندما واجه هذا المشعوذ، وكان الرجل يتحدث بكل ثقة ويقول إن ما يقوم به علاج وليس اغتصابًا.

وكان الباحث التونسي في علم الاجتماع "زهير العزعوزي" قد أنجز دراسة، العام 2016، ووجد أن هناك أكثر من 145 ألف مشعوذ منتشرين في تونس، وأن في تونس العاصمة هناك مشعوذ عن كل 100 مواطن، وهذا يعني أن التونسي يؤمن بالشعوذة والغيبيات، ومن ثمة وجد المشعوذون الأرضية الخصبة للانتشار الواسع في البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com