سوريا.. حلويات العيد تفقد مكانتها بسبب الأحوال المعيشية
سوريا.. حلويات العيد تفقد مكانتها بسبب الأحوال المعيشيةسوريا.. حلويات العيد تفقد مكانتها بسبب الأحوال المعيشية

سوريا.. حلويات العيد تفقد مكانتها بسبب الأحوال المعيشية

غلاء الأسعار وفقدان بعض المواد من السوق نتيجة الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له سوريا، دفع بربات بيوت في ناحية ديريك وريفها في شمال وشرق سوريا؛ للتحايل على أولادهن في صناعة الحلويات بالتخفيف من المواد الداخلة في صنعها لإرضاء عوائلهن وعدم حرمان أطفالهن من بهجة العيد.

أجواء العيد تظهر بتبادل الجارات في منطقة "الكوجرات" الواقعة في ريف ديريك الآراء حول صناعة حلويات العيد؛ فغلاء المواد يقف عائقاً أمام التحضير والتجهيز له.

تردد واضح يظهر على وجه خديجة أحمد (40 عاماً)؛ أم لأربعة أطفال، والتي تقف حائرة أمام إلحاح أولادها، ورغبتهم المعتادة بأكل الحلويات عند قدوم العيد.

"الأسعار نارية".. عبارة تُبرر بها الأم لأولادها وتحاول إقناعهم بأن العيد يوم وسيمضي، "فتحليق الأسعار ليس بالسهل على رب عائلة يعمل بالأجر اليومي، ليؤمن قوت عياله"، بحسب تعبيرها.



ولا تبدو جارتها ذات الأربعين عاماً سعاد حاجي أفضل حالاً منها؛ فغلاء الأسعار يتسبب بعجزٍ في ميزانية معظم البيوت.

وتقول الجارة: "كيلو الدقيق زاد عشرة أضعافٍ عن السنين التي سبقت الحرب والآن بات غير متوفر كالسابق".

وتابعت حاجي بأن الدقيق يُعد المادة الأساسية بمكونات صناعة المعجنات بالإضافة للسكر والسمنة والزيت والعجوة والمنكهات والفانيلا.

وأضافت حاجي: "كلها مواد أسعارها ليست بالسهلة"، حيث يشترون كميات قليلة لا تكفي لصنع حتى اثنين أو ثلاثة كيلو من الحلويات.

هذا وتعتبر حاجي بأن الحلو حاجة ملحة للجسم البشري، فكل جسم هو بحاجة للسكريات الطبيعية أو حتى الصناعية ويقضي على فقر الدم واليرقان وأمراض الكبد.

لكنها كأم لم تعد قادرة على التكاليف فتتحجج لأولادها بأن "الحلو ينقص المناعة، ويتسبب بتخريب الأسنان"، بالإضافة للتطرق لوضع الكهرباء، "فمن الممكن أنّ تنتزع العجينة ولا يسعفها الفرن لتشكيل وشواء الكمية المطلوبة"، بحسب قولها.



العيد بين الحاضر والماضي

وتقول الجدة عمشة حجو؛ من قرية كاسان بريف ديريك (65 عاما)؛ مستذكرةً أيام العيد والاستعداد له؛ حيث كان يجتمع أحفادها وزوجات أولادها وبناتها المتزوجات: "نفتح كيس الطحين ونبدأ بتجهيز الكميات والمقادير حيث تعجن كل واحدة منا نوعا معينا".

وتتميز القرى والأرياف الكردية والعربية في شمال وشرق سوريا بالغريبة والكليجة والمعمول والبرازق وغيرها من الحلويات.

تبتسم الجدة متحسرة على أيام مضت تتفق فيها الجارات على صنع حلوى العيد كل يوم عند واحدة في الحارة ولا تخرج الجارات من بيتها؛ حتى تُنهي معها تصنيع وشواء الحلويات لكبر الكمية التي بين أيديهن.

وتقول الجدة: "كنا ننتظر الأعياد بفارغ الصبر نحن وأولادنا أما اليوم نحن في عجز وخجل أمام متطلبات العيد".

وتضيف الجدة أن المواد كانت متوفرة ومن السهل على السيدات صناعة المعجنات وخبزها بأي وقت، وخاصة في مواسم المدارس، فمن المعروف أن الأطفال يشتهون الحلويات والمخبوزات ولا يملون منها، أما اليوم فهناك "تقشف"، بحسب وصف الجدة.

كما يشكو أصحاب محلات الحلويات والمعجنات في ديريك شمال وشرق سوريا، ويتذمرون من غلاء المواد الأولية الداخلة في صنعها ومن ضعف الإقبال، والقدرة الشرائية للزبائن؛ في ظل ارتفاع الدولار وغلاء أسعار المواد الغذائية والتموينية وفقدان بعضها من السوق.



ويعتبر حسين دهام وهو صاحب محل في مدينة ديريك؛ (47 عاماً)، ويعمل بهذه المهنة منذ 20 سنة، بأن ارتفاع أسعار الحلويات والمعجنات نتيجة طبيعية لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية.

ويقول صاحب المحل: "نشتري مواد التصنيع غالية، فكيس السكر اليوم يكاد يصل لـ122 ألف ليرة سورية (34 دولارا)عدا عن السمن والدقيق وغيرها".

وأكد بأن تكلفة بعض أنواع الحلويات تصل لـ100 ألف ليرة سورية (28 دولارا) للكيلو الواحد، كالبلورية والنابلسية والمبرومة وغيرها من الأنواع التي صار المواطن يشتريها بالقطعة نتيجة ضعف قدرته الشرائية، بل ويعجز في الغالب عن ثمن القطعة وخاصة أصحاب الدخل المحدود.

وأضاف دهام: "أصبحت الحلويات نوعا من الكماليات وللمناسبات فقط.. هناك أشياء أكثر ضرورة تحتاجها البيوت".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com