ظهور "الصدأ الأصفر" يثير القلق على محصول القمح في تونس
ظهور "الصدأ الأصفر" يثير القلق على محصول القمح في تونسظهور "الصدأ الأصفر" يثير القلق على محصول القمح في تونس

ظهور "الصدأ الأصفر" يثير القلق على محصول القمح في تونس

تواجه محاصيل القمح في تونس خطر تراجع الإنتاج بعد انتشار مرض "الصدأ الأصفر" في مزارع القمح بمناطق عدة، ما يضاعف المخاوف من نقص كميات القمح مع استمرار الأزمة العالمية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.

وقال مزارعون في تونس لوكالة الأنباء الرسمية إنّ المرض الذي انتشر في عدد من مزارعهم قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة التي يواجهونها، مع نقص المياه وتراجع حجم المحاصيل قياسا بالعام الماضي.

ويُعتبر "الصدأ الأصفر" من الأمراض الفطرية الخطيرة التي تصيب محاصيل القمح خلال مراحل النمو، وينتشر خصوصا في الأجواء الباردة والممطرة، وينتقل هذا الفطر عن طريق الرياح لمسافات بعيدة، ويكبد المزارعين خسائر كبيرة.

وتشهد تونس على امتداد الأسابيع الأخيرة تقلبا في الطقس وتسرب كتل هواء بارد، ما قد يكون أدّى إلى انتشار المرض في فترة تشهد فيه السنبلة مرحلة النمو الأخير قبل أن يحين موعد حصادها.

ودعا المزارعون السلطات إلى التدخّل ومساعدتهم على مواجهة التداعيات المالية التي يسببها انتشار المرض، لا سيما مع الارتفاع المشطّ لأسعار الأدوية، حيث امتنع أغلب الفلاحين عن القيام بعمليات المداواة؛ نظرا لارتفاع أسعار أدوية المبيدات الفطرية ضد مرض الصدأ الأصفر الذي أصاب مزارع الحبوب.

وأشار المزارعون في تصريحات لوكالة الأنباء التونسية إلى أن ارتفاع تكلفة الإنتاج يسبب خسائر كبيرة للفلاح؛ نظرا لارتفاع أسعار البذور والأسمدة من موسم إلى آخر، وهو ما يثقل كاهل المزارع، حيث تبلغ كلفة زراعة الهكتار الواحد من القمح 3 آلاف دينار (حوالي 1,2 ألف دولار).

لكن السلطات التونسية أكدت أنها اتخذت جميع الإجراءات للحدّ من تداعيات أي مرض يصيب محاصيل القمح، وقالت إنها وضعت خطة استراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح الصلب بحلول العام المقبل.

وقال وزير الزراعة التونسي محمود إلياس حمزة، في وقت سابق، إن "تونس تسعى إلى الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح الصلب بدءا من الموسم المقبل"، وأكد أن وزارته قررت رفع سعر شراء القمح والشعير من المزارعين المحليين لتشجيع الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي.

ويبلغ استهلاك تونس من الحبوب 3.4 مليون طن، موزّعة بين 1.2 مليون طن للقمح الصلب ومثلها للقمح اللّين، ومليون طن من الشعير، وفق ديوان الحبوب، وهو مؤسسة رسمية تعنى بإنتاج وتوزيع الحبوب، ويتم تعديل واردات الحبوب في تونس تبعاً لمعدلات الإنتاج المحلي.

وبلغ إنتاج الحبوب في تونس 810 آلاف طن في 2021، منها 750 ألف طنّ من القمح الصلب والبقية قمح ليّن وشعير، بينما يبلغ معدّل واردات البلاد من الحبوب ضعف الإنتاج المحلي، ويأتي أكثر من نصفها من روسيا وأوكرانيا.

وتسبب اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل شهرين في ارتفاع لافت لأسعار القمح في تونس، وأثار مخاوف من أن يسبب نقص المحاصيل المحلية معضلة إضافية لصعوبة استيراد القمح بالعملة الصعبة لتحقيق حاجيات التونسيين من هذه المادة الأساسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com