مؤرخ كويتي ينتقد الاختلاط في "الغبقات" الرمضانية
مؤرخ كويتي ينتقد الاختلاط في "الغبقات" الرمضانيةمؤرخ كويتي ينتقد الاختلاط في "الغبقات" الرمضانية

مؤرخ كويتي ينتقد الاختلاط في "الغبقات" الرمضانية

انتقد الباحث في التاريخ والكاتب الكويتي خالد طعمة الشمري، ما تشهده بعض "الغبقات" الرمضانية من اختلاط بين الرجال والنساء، معتبراً أنها تنطوي على تحريف لتاريخ الكويت وطقوسه وعاداته وتقاليده.

وقال الباحث الكويتي في مقال خصصه للحديث عن عادات الكويتيين وموروثاتهم في شهر رمضان، "إن كتب تاريخ الكويت والتراث الكويتي وكبار السن ممن عاشوا في كويت ما قبل النفط نقلوا لنا الكثير من صور حياة الماضي المحملة بالعادات والتقاليد التي كانت شائعةً لدى الرعيل الأول ومستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومنها تلك التي كانت خلال شهر رمضان المبارك".

وكشف الشمري في مقاله الذي نشرته صحيفة "النخبة" الإلكترونية عن بعض الطقوس التي حرص الكويتيون على إحيائها، منها طقوس دينية وطقوس اجتماعية ما زال يحييها عدد كبير من الكويتيين ومنها "الغبقة" الرمضانية.

وذكر المؤرخ الكويتي الذي ألف عشرات الكتب في مجالات "الشريعة الإسلامية والقانون وتاريخ الكويت والإعلام والفكر والأدب"، أنه "لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور آراء تنادي بحرمة القرقيعان وهي آراء لا أتفق معها مادامت في حدود المعقول دون إسراف أو تبذير، وكنت أتمنى أن تظهر فتاوى الحرمة تجاه بعض الغبقات التي خالفت مفهوم الغبقة فاختلط بها الرجال مع النساء".

وأضاف أن هذا (أي الاختلاط) "أمر فيه من تحريف ماضي الكويت الذي لم يكن يوماً بهذا الشكل فالنساء في كويت الماضي كن لا يخالطن الأجانب من الرجال ويلتزمن باللباس الساتر لعوراتهن، كيف الحال إذا تواجدوا في غبقة أو ديوان بل ويتم إظهار هذه الصور على أنها من تراث الكويت والتراث منهم براء".

وتعتبر "الغبقة" من أبرز التقاليد التي يواظب الكويتيون على إحيائها، وتُقام عقب صلاة التراويح، وكانت تقتصر سابقاً على تجمع أفراد العائلة في منزل واحد لتعزيز الروابط الأسرية، إلا أنها تجاوزت في السنوات الماضية حدود المنزل والعائلة لتشمل الأصدقاء وزملاء العمل وتقام في صالات وفنادق فضلاً عن إقامتها في الديوانيات التي تنتعش في شهر رمضان.

ويعتبر العديد من الكويتيين أن "الغبقات الرمضانية" فرصة لإعادة إحياء علاقات التواصل المباشر بين الأهل والأصدقاء، حيث شهدت "غبقات" هذا العام إقبالاً لافتاً وحضوراً واسعاً وفق ما أظهرته الصور ومقاطع الفيديو المتداولة عبر المنصات الالكترونية.

وينتقد البعض التغيرات التي طرأت على هذه "الغبقات" في السنوات الماضية، بسبب البذخ الذي تشهده، والتي يراها البعض بأنها مجرد استعراض للديوانيات واللباس والأطعمة، لا سيما أن هناك من أبدى ارتياحه في العامين الماضيين لغيابها بسبب الثقل المادي والاجتماعي الذي تلقيه على كاهلهم.

وأعلن بعض الكويتيين اعتذارهم هذا العام عن إقامة "الغبقات" أو تلبية الدعوات لحضورها لدى الآخرين، مبينين أن عامي الحظر كشفا لهم العبء المترتب على هذه العادة التراثية، التي يعتقد البعض أن الأولى منها جمع الأموال التي تُصرف في هذه التجمعات ودفعها للمحتاجين.

ويعود أصل كلمة "غبقة" إلى لفظ غبوق فهي اشتقاق له، وهي من مفردات اللغة العربية الفصحى، وتعبر عما يتناوله المرء ليلاً من اللبن والتمر، وفقاً للباحث في التراث الكويتي الدكتور يعقوب الغنيِم.

وتعتبر الكويت من البلاد المحافظة على العديد من المظاهر التراثية في رمضان، التي تميزها عن سواها، كمائدة قريش التي تقام في أواخر شهر شعبان استعداداً لبدء الصيام، ومدفع الإفطار، والقرقيعان، إضافة إلى إعداد بعض الأطعمة التراثية التي تقدم في السفرة الرمضانية الكويتية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com