رحيل مؤرخ المسرح التونسي المنصف شرف الدين

نعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية اليوم الجمعة، الكاتب والمؤرخ والإعلامي المنصف شرف الدين، الذي توفي اليوم عن عمر يناهز 94 عاما.

والمنصف شرف الدين هو من مواليد عام 1928، في مدينة سوسة الساحلية، حصل على الإجازة في اللغة والآداب من جامعة السوربون في باريس، ثم عاد إلى تونس ليباشر التدريس في المعاهد الثانوية، ومن بينها المعهد الثانوي أحمد نور الدين بسوسة، والمعهد الصادقي في تونس العاصمة، محل دراسته قبل التحاقه بجامعة السوربون.

ويعتبر الكاتب والمؤرخ الراحل من بين أهم الكتاب الذين أرخوا للشأن المسرحي التونسي، حتى أنه لُقّب بـ"ذاكرة المسرح التونسي"، حيث نشر حوالي 10 كتب حول تاريخ المسرح التونسي، من بينها "تاريخ المسرح التونسي منذ نشأته إلى نهاية الحرب العالمية الأولى"، و"قرنان من المسرح التونسي" و"خليفة الاسطنبولي: حياته وأعماله".

وكان شرف الدين أحد الفاعلين البارزين في قطاع الثقافة، وقد أدار جمعية المسرح الحديث بسوسة، وقام بالاقتباس والتمثيل والإخراج، ثم عين رئيسا لنادي السينما بسوسة.

وبين تشرين الأول/ أكتوبر 1964 و1967، ترأس مصلحة المسرح بوزارة الثقافة التونسية، ليعود إليها من جديد عام 1979، بعد فترة قضاها في التدريس في التعليم الثانوي، ثم عين متفقدا للشؤون الثقافية عام 1985، وكان قد ترأس حينها مهرجان مسرح المغرب العربي، وعُين مساعدا للجنة الثقافية القومية.

وكتب المؤرخ الراحل المنصف شرف الدين وأنتج العديد من المقالات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، ومن بينها برنامج “عالم السينما” و”حكايات زمان” لفائدة قناة "حنبعل" التلفزيونية، وأسس في تشرين الثاني/ نوفمبر 1975 “مجلة فوروم” الثقافية والرياضية.

وقد برزت اهتمامات المنصف شرف الدين الثقافية منذ أن كان طالبا، كما كان مولعا برياضة كرة القدم ممارسة وكتابة، وقد مارسها في صفوف شبان النجم الساحلي في فترة الأربعينيات من القرن الماضي، كما التحق بصفوف فريق الملعب السوسي.

وفي عام 1975 وبمناسبة خمسينية النجم الرياضي الساحلي، كلفه رئيس النادي آنذاك حامد القروي، بإعداد كتاب عن تاريخ النجم وأصدره في نفس السنة باللغة الفرنسية.

وكانت للراحل زاوية خاصة في صحيفة "لو سبور" الناطقة بالفرنسية، كما كانت له العديد من الكتابات في النقد الأدبي والمسرحي والسينمائي في الصحف التونسية.