"رامز موفي ستار"‎‎.. تنمر وسخرية بمقاييس الأكشن العالمية
"رامز موفي ستار"‎‎.. تنمر وسخرية بمقاييس الأكشن العالمية"رامز موفي ستار"‎‎.. تنمر وسخرية بمقاييس الأكشن العالمية

"رامز موفي ستار"‎‎.. تنمر وسخرية بمقاييس الأكشن العالمية

يواصل الممثل المصري رامز جلال منذ أعوام تقديم برامج الكاميرا الخفية والمقالب، خلال شهر رمضان، إذ بدأ سلسلة هذه البرامج عام 2011، بحلقات "رامز قلب الأسد" ولاقى منذ ذلك الوقت، قبولًا عند الجمهور، وحقق مشاهدات عالية.

لكن المواسم المتتابعة للبرنامج، أثارت الكثير من ردود الفعل، منها الإيجابي، والسلبي، من قبل الجمهور والنقاد وحتى ضيوف البرنامج، الذين وقعوا ضحايا للمقلب المُعد من قبل فريق عمل البرنامج.

إيهام

وفي هذا الموسم (رامز موفي ستار)، تقوم فكرة المقلب على مشاركة الضيف في تصوير مشهد مع الممثل العالمي جان كلود فاندام، وتجري الأحداث في صحراء الرياض بالسعودية.

ويتم إجراء حوار مع الضيف، ويطلب منه قراءة السيناريو، ويلتقي بفاندام، وهو حلم كبير لمعظم الحضور والمشاهدين، ومن ثم يتم إعداد الضيف من خلال تجهيزات الماكياج والملابس، وإقناعه بأنه سيصور المشهد مع النجم العالمي، وكل هذا بمقاييس الأكشن العالمية.

سرعة فائقة

ويتجسد المقلب بركوب الضيف سيارة شيفروليه كامارو ZL1 المكشوفة، ويمر الضيف من بعدها بأجواء من الرعب والخوف، والسرعة الجنونية، بالإضافة لوجود ثعبان داخلها، وتكون النهاية بتوقفها الحاد على حافة جسر، وبشكل معلق، على مشارف بحيرة، يطل من داخلها تمساح ضخم.

وتكون لحظة الدهشة والمفاجأة لدى الضيف، بمعرفته أن ما يجري كله مجرد مقلب من رامز جلال بعد مروره في اختبار نفسي صعب، أمام شرفة الموت أو الإيذاء.

تخفّي

الفكرة التي تقوم عليها سلسلة برنامج الممثل رامز جلال، تعتمد على خداع الضيف على مدار الحلقات، ويكون مقدم البرنامج في بداية اللقاء متخفيًا، تحت قناع ما أو ساتر، لكنه يظهر للمشاهدين في افتتاحية الحلقة، مطلقًا عبارات التحدي للنجوم، وتعليقات على ملابسهم وحركاتهم وأشكالهم، والتي قد تحمل بعض الإساءة لهم بشكل شخصي.

شخصيات مختلفة

وخلال أحداث الحلقة، يمر الضيوف من الفنانين والإعلاميين ولاعبي كرة القدم وإداريي الأندية الرياضية وغيرهم من الشخصيات العربية، بالعديد من المواقف المثيرة للخوف..

وتتعالى مع غموض الأمر دقات القلوب، وهو أمر محبب للجمهور، خاصة مع الشخصيات المشهورة التي اعتادوا على رؤيتها على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي.

ظل

واعتاد رامز جلال خلال السنوات الماضية على الاستعانة بشخصية شهيرة إعلامية، لتقديم البرنامج، واستدراج الضيف، مثل اللاعب والإعلامي المصري مجدي عبدالغني، أو فنية مثل المطربة اليمنية أروى، ويبقى هو في الظل، لحين بدء لحظة الكشف عن المقلب، وانهياره بالضحك والسخرية من الضيوف.

وتتجدد في كل عام، حالة الجدل التي يثيرها البرنامج، وردود الفعل المتباينة، بقبوله أو رفضه، وسط تخوفات النجوم الكبار من السقوط في فخ رامز الذي لطالما تصدر الترند الرمضاني لعشر سنوات ماضية.

دهشة وجذب

وفي حديثه لـ"إرم نيوز"، يبدي الأكاديمي والإعلامي الأردني زهير طه إعجابه بالمعايير الفنية التي اتخذها البرنامج، لإنتاج مادة إعلامية مسلية وكوميدية، والتي تقوم على إحداث الدهشة والجذب والضحك.

ويقول طه إن البرنامج يقدم مادة إعلامية تتناسب مع عقلية الألفية الثالثة، بأدواته المعتمدة على السرعة والتكنولوجيا، حيث الموسيقى واللقطات السريعة الجاذبة، وإن البرنامج حقق المشاهدات العالية بفعل امتلاكه عناصر الاستمالة والتشويق والمفاجأة، والاعتماد على المشاهد الآسرة للمتلقي، بحيث يبقى المتابع دومًا متحفزًا.

ويضيف طه أن "فكرة البرنامج تقوم على رشاقة أداء رامز جلال، بالإضافة إلى المؤثرات المصاحبة للرسالة الإعلامية الترفيهية".

عدوانية

أما الطبيب النفسي الفلسطيني فضل عاشور، فيتخوف من البعد النفسي والاجتماعي المنبثق عن طرح مثل هذه المواد الإعلامية، التي تقوم على استغلال ضعف الآخرين، والتنمر والتعليقات اللاذعة ضد الضيوف.

ويقول عاشور لـ"إرم نيوز"، إن "هذه البرامج تخلق شروطا اصطناعية مخططة مسبقا وبشكل مقصود للعدوان على الفرد، وعدوانية ساخرة تظهره في أقصى حالات ضعفه وارتباكه، تحت تأثير الشروط التي تم وضعها مسبقا".

ويتابع عاشور أن السخرية سلوك عدواني وامتهان لكرامة البشر، وحين يتم بث هذه البرامج للجمهور على نطاق واسع، فهذا يؤدي لعمليات تماهي، وقد يستخدمها أناس آخرون في الحياة الواقعية في سعيهم للشعور بالقوة وإظهار عجز الآخرين، والشعور بالانتصار عليهم بإظهارهم ضعفاء.

ويضيف عاشور: "تكمن المشكلة في خلق عملية التماهي مع المشهد التلفزيوني الذي يتحول أداة تُعلَّم للناس، لربما يقومون بتكراره والاستمتاع بمعاناة البشر".

البرنامج انتهى

ويقول الناقد التلفزيوني المغربي عبدالإله الجواهري، إن برنامج رامز انتهى حضوره الفني والإعلامي بعد إتمام الجزء الأول، الذي حقق ضجة كبيرة، ويرى أن ما تلاه من مواسم، كان تكرارًا لا أكثر.

ويضيف الجواهري لـ "إرم نيوز": "إن الضيوف سواء كانوا على علم بالمقلب أم لا، هم مجبرون على الدخول في أجواء البرنامج، نظرًا لخطورة الحدث".

وحول الاستعانة بالنجم العالمي فاندام، يرى الجواهري أن هذا النجم انتهى فنيًا وإعلاميًا منذ زمن، ولو أنه كان في أوجه، لرفض الحضور في هكذا شكل وظروف إنتاجية.

ويقول الجواهري إن "الاستعانة بفاندام تهدف لدفع البرنامج خطوة للأمام، لكنه لم يحقق ذلك، ولو تم الاستعانة بلاعب عربي شهير، لكانت النتيجة أفضل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com