انتشار الأعمال المشتركة بين فناني المغرب العربي في دراما رمضان
انتشار الأعمال المشتركة بين فناني المغرب العربي في دراما رمضانانتشار الأعمال المشتركة بين فناني المغرب العربي في دراما رمضان

انتشار الأعمال المشتركة بين فناني المغرب العربي في دراما رمضان

تشهد الأعمال الدرامية المشتركة بين الدول المغاربية المعروضة خلال شهر رمضان تطورًا لافتًا، ما اعتبره فنانون، ونقاد، ومتابعون، علامة مضيئة، ومقدمة لتحقيق التكامل والتقارب المغاربي من خلال الفن.

ويظهر فنانون تونسيون على شاشات جزائرية، وليبية، خلال شهر رمضان الحالي، ويشارك جزائريون في أعمال درامية تونسية.

وعقدت شراكات لبث أعمال درامية بالتزامن بين محطات تلفزيونية تونسية، وجزائرية، كما هو شأن مسلسل "بابور اللوح" الذي يبث على تلفزيون "الشروق" الجزائري، وهو من إخراج التونسي نصر الدين السهيلي.

وفرض السهيلي نفسه "نجمًا" في المشهد الدرامي الرمضاني لهذا العام من خلال مسلسل "بابور اللوح" الذي يشارك فيه ممثلون تونسيون كبار، مثل: كمال التواتي، وأحمد الحفيان، ومسلسل "حب ملوك" ويجمع أيضًا نجومًا من الدراما التونسية والجزائرية، مثل: منى نور الدين، وفتحي المسلماني من تونس، ومحمد بوشعيب، ومينة لشطر، ومراد أوجيت من الجزائر، ويتم بثه بالتزامن بين تلفزيون "النهار" الجزائري، وتلفزيون "حنبعل" التونسي.

ويمثل العملان امتدادًا لتجربة بدأها السهيلي، العام 2019، بمسلسل "أولاد الحلال" الذي شهد نجاحًا لافتًا، ونسبة متابعة عالية.

وظهرت عارضة الأزياء والممثلة الجزائرية آمال قادر في مسلسل "فوندو" في جزئه الثاني، الذي يبث على قناة "الحوار التونسي".

ومن الأعمال التي شهدت مشاركات تونسية ليبية مسلسل "حرقة" في جزئه الثاني، الذي يبثه التلفزيون التونسي، ومسلسل "السرايا" وهو من إنتاج ليبي يشارك فيه الممثل التونسي محمد بوبكري.

ويقول الفنان التونسي رياض حمدي، وهو أحد أبطال مسلسل "حرقة"، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إن الطرح الذي يقدمه المسلسل يقتضي التوجه المتزايد نحو الإنتاج المشترك بين منتجين ومخرجين من تونس، والجزائر، وليبيا، مشيرًا إلى أن طرح مسلسل "حرقة" كان طرحًا كونيًا، لأن مسألة اجتياز الحدود بصفة غير قانونية موجودة أيضًا في أوروبا الشرقية، وموجودة بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، وفق تعبيره.

وأضاف حمدي: "حكاياتنا مشتركة، تونس مع إيطاليا، والمغرب مع إسبانيا، والأفارقة القادمون من جنوب الصحراء الذين جعلوا من تونس نقطة عبور لـ "الحرقة"، واللاجئون السوريون في تونس، وبالتالي فإن موضوعًا مثل موضوع مسلسل "حرقة" يقتضي مشاركة الليبي، والجزائري، والسوري، والإيطالي، والأفريقي من جنوب الصحراء، حيث تجمعنا قضية إنسانية كونية".

من جانبه، اعتبر محمد بوبكري، وهو فنان مسرحي تونسي يشارك في مسلسل "السرايا" الليبي، أن "ليبيا وتونس شعب واحد، والدراما الليبية لا تواجه صعوبات لولا الحرب الأخيرة، لأن الإمكانيات موجودة، والكفاءات الليبية موجودة، وقد تم إنتاج عدة مسلسلات، مثل: "السرايا" و"زنقة الريح"والإنتاجات  و"الزعيمان" وغيرها، والأسباب الأمنية هي التي تدفع إلى التصوير خارج ليبيا خاصة في تونس، وتركيا.

وأكد بوبكري في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "الفن يجب أن يكون موحدًا، فهو تلاقح للحضارات، والأجيال، والشعوب، وكممثل تونسي أفضّل أن أشتغل كل سنة مع ليبيين، أو جزائريين أو مصريين، والتعامل مع الممثل الليبي مثلًا يقرّب بين الشعبين، لأن الممثل يؤثر على الجمهور، وبالتالي يحصل تقارب بين الشعوب من خلال الفن والأعمال الدرامية، ويخلق منطلقًا للوحدة العربية"، وفق تعبيره.

وعلّق الناقد الفني محمد علي خليفة بأن "هذا التقارب اللافت يخلق -بلا شك- تقاربًا بين جمهور الدول المغاربية التي تدرك أن هناك كثيرًا من القضايا المشتركة بينها، ومن النقاط التي توحّدها، وتعلم أن الفوارق والخلافات السياسية أحيانًا هي التي تخلق التباعد والتنافر، وهي عقبات يكسرها الفن"، وفق تعبيره.

وأضاف خليفة في تصريح لـ "إرم نيوز" أن التبادل الفني والمعاملات الدرامية متاحة بين دول المغرب العربي ودون صعوبات أو تعقيدات، مشيرًا إلى تصوير معظم الأعمال الدرامية الليبية في تونس، وتصوير أعمال تونسية في الجزائر، ما يعني أن الفنانين بإمكانهم خلق نواة من التكامل المغاربي، وتوحيد الشعوب المغاربية عبر شدهم إلى هذه الأعمال الدرامية المعبرة عنها وعن هواجسها وقضاياها المشتركة، وهذه واحدة من أهم رسائل الأعمال الفنية، بحسب تأكيده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com