السعودية.. الورد يزين مدينة الطائف وموائد أهلها مع حلول رمضان في موسم القطاف
يقف الطفل الصغير أمير، في سوق البلدة المعروف بمدينة الطائف منادياً على بضاعة الورد الجميلة التي يبيعها، بينما تكفّل أصحاب المحال التجارية في المكان بتزيينه بشكل لافت مع حلول شهر رمضان المبارك هذا العام مع موسم قطاف الورد في أشهر معاقله بالسعودية.
وبينما يشتري بعض العابرين أكياس الورد من أصغر بائع له، حيث يستخدمونه في صنع شراب الورد الذي يزين موائد الإفطار عند كثير من أسر المدينة، يكتفي آخرون بالتقاط صور ومقاطع فيديو للطفل والسوق، لتجد عند نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، كثيراً من المعجبين.
وأضفى حلول الشهر الفضيل ذي الطقوس الاجتماعية، في موسم قطاف الورد ذي الاستخدامات التجارية والغذائية والسياحية، خصوصيةّ على سكان الطائف الذين استخدموا الورد في تزيين مدينتهم وموائدهم، بجانب استخدام الورد في بعض الأطعمة والمشروبات التي يحضرونها للإفطار.
وتفضل أسر أخرى الإفطار في بساتين الورد التي تنتشر على مساحات واسعة في أعالي قمم جبال الهدا، والشفا، وبلاد طويرق، ووادي محرم، ووادي الأعمق، ووادي البني، وبلاد الطلحات والمخاضة وغيرها في الطائف، والاستمتاع برائحة الورود التي تنتشر في المكان، لا سيما أنها مخصصة لاستخراج العطور الغالية الثمن.
روحانية رمضانية وموسم القطاف
ويقول الشاب عز، وهو مصور محترف من أبناء الطائف، اعتاد توثيق كثير من مظاهر الفرح فيها، "في العادة يوافق موسم الورد قبل قدوم شهر رمضان المبارك، ولكن هذا العام ولحسن الحظ اجتمعت روحانية الأجواء الرمضانية وموسم قطاف الورد الطائفي فزاده جمالاً على جمال".
وأضاف عز في حديثه لـ "إرم نيوز" عن الخصوصية التي ميزت شهر رمضان هذا العام في الطائف، أن شراب التوت الشهير على موائد السعوديين في رمضان، تضاف له نكهة الورد هذا العام مع توفره في الطائف في موسم القطاف الحالي.
وارتبطت الطائف عبر التاريخ، مع "سوق عكاظ" الذي يعد أشهر الأسواق عند العرب قديماً، حيث كانت العرب تتوافد إلى هذا السوق في العشرين يوماً الأولى من أيام شهر ذي القعدة الهجري، ويتناشدون الشعر فيما بينهم.
وتم اختيار المدينة لتكون عاصمة الشعر العربي لهذا العام، حيث ستشهد عدة فعاليات ثقافية مرتبطة بالشعر والأدب عموماً تحت إشراف أكاديمية الشعر العربي، وهي مؤسسة ثقافية متخصصة في إثراء وتنمية كل ما يخص الشعر العربي، ومقرها مدينة الطائف.
لكن الطائف ترتبط منذ سنوات بالورد أيضاً، حيث تضم نحو ألفي مزرعة ورد تزود العديد من المصانع في الطائف، بكميات كبيرة من الورود التي يُستخرج منها العطور وسوائل أخرى متعددة الاستخدامات، بينما تنظم مدينة الورد كما يسميها كثير من السعوديين، مهرجاناً سنوياً للورد في مثل هذا الوقت من كل عام.
وتسهّل شهرة المدينة بإنتاج الورد بكميات كبيرة، بجانب شهرتها التاريخية في مجال الشعر، وكونها وجهة للسياحة الداخلية، من خطط الرياض التي تسير نحو التحول لوجهة سياحية عالمية من خلال خطة طموحة تتضمن تطوير عدة وجهات داخلية للسياح مع البدء بإصدار تأشيرات سياحية لهم عند الوصول للمملكة.
الطائف وجهة مفضلة للزيارة
وتوافد على الطائف ومزارع ومصانع الورد فيها، في الأسبوعين الماضيين، عندما بدأ قطاف الورد، كثير من الزوار، وبينهم شخصيات معروفة، مثل السفير البريطاني لدى السعودية، نيل كرومبتون، والقنصل العام الياباني ايزورو شيمورا.
ووضعت العديد من شركات السياحة، وبينها شركة "التجربة الثرية"، الطائف، على قائمة الوجهات المفضلة للزيارة في هذه الفترة من العام، بالتزامن مع إلغاء المملكة خلال الأسابيع القليلة الماضية لقيود السفر التي رافقت جائحة كورونا.
ويحرص عز، الذي يتمتع بشهرة في مدينته من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي ينشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، على توثيق كثير من تفاصيل موسم الورد في صور ومقاطع فيديو تجد معجبيها الكثر في حسابه بـ "تويتر"، حيث يتابعه هناك أكثر من مئة ألف متابع.
ولدى أمير، الطفل الصغير الذي يبيع الورد، شعبية خاصة في سوق البلد بالطائف، لكن يبدو أن له معجبين كثرا أيضاً من كل أنحاء المملكة، وهو ما ينعكس في التفاعل اللافت مع كل ظهور له بمقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبدو أن إنتاج الورد وفير هذا العام، حيث تصل كميات منه لمصانع عطرية خارج الطائف، وبينها مصنع ماجد عطرجي في مكة، الذي يقول القائمون عليه، إن الورد يصل للمعمل يومياً من الطائف.
